اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > شاعر نوبل والمنسحب من كرسي الشعر ..ديريك والكوت يفوز بجائزة تي أس أليوت

شاعر نوبل والمنسحب من كرسي الشعر ..ديريك والكوت يفوز بجائزة تي أس أليوت

نشر في: 4 فبراير, 2011: 05:18 م

غريب اسكندر - لندنقال أعضاء لجنة تحكيم جائزة تي أس أليوت إن قرار منح الجائزة الى مجموعة  ديريك والكوت (طائر البلشون الأبيض)  White Egrets لم يأخذ منهم وقتاً طويلاً بسبب أن اللجنة عدت مجموعته الفائزة  "معياراً تقاس على ضوئه الأعمال المشاركة الأخرى".
وفضلتُ ترجمة العنوان بالمفرد لأن العربية تميل الى استعماله على عكس الانكليزية التي تميل الى استعمال الجمع غالبا. والبلشون الأبيض هو طائر يعيش قرب الماء من الفصيلة نفسها لطائر مالك الحزين المعروف بلونه الرمادي. وقد فاز الشاعر بالجائزة عن أفضل مجموعة شعرية منشورة في المملكة المتحدة وايرلندا وقد نافسه عليها شعراء كبار كان من ضمنهم الشاعر الايرلندي شيمس هيني (الحائز على جائزة نوبل عام 1995 وعلى جائزة اليوت عام 2006) وبرين تيرنر الذي حارب في العراق وسام ويليتس الذي جاءت مجموعته الأولى بعد عشرة أعوام قضاها في الادمان على الهيروين والشفاء منه على ما تذكر شارلوت هيغنس في صحيفة الغارديان . وقد منحت أرملة أليوت الشاعر خمسة عشر ألف جنيه استرليني في حفل أقيم بلندن. ووصفت رئيسة لجنة التحكيم الشاعرة آن ستيفنسون المجموعة الفائزة "بالمؤثرة شعرياً والمحكمة تقنياً". وأوضحت بأنهم لم يحتاجوا الى وقت طويل كي يقرروا بأن مجموعة والكوت هي معيار شعري تقاس على ضوئه المجموعات الأخرى المشاركة التي ضمت شعراً جميلاً أيضاً. وقد كان ولكوت موضوعا لعناوين الصحف في عام 1992 عندما سحب ترشيحه من منصب أستاذ كرسي الشعر بجامعة اكسفورد بسبب ادعاءات قدمت ضده اتهمته بالتحرش الجنسي.وقد أنكرت ستيفنسن أن يكون لتلك القضية أي تأثير على لجنة التحكيم "لم تؤخذ [القضية] بالاعتبار. فلم تؤخذ العوامل الأخرى بالاعتبار". ممتدحة براعته الشعرية والتقنية بقولها: "إنه عمل متكامل من البداية الى النهاية؛ فكل قصيدة جاءت مرتبطة تماماً بالأخرى". وتضيف: " إنه شاعر كبير جداً – أحد أفضل شعراء الانكليزية". وبينما تصف الكاتبة سارة كراون من جريدة الغارديان مجموعة والكوت "بالتأمل الرائع لموضوعة الموت والحزن وانقضاء العمر"، حيث تعد مزاج والكوت فيها مزاجاً رثائياً. إذ يأتي طائر البلشون الأبيض في عنوان المجموعة بوصفه استعارة متحولة – فطيور البلشون "تتمخطر في المطر كما لو أن لا شيء مميتاً يمكنه النيل منها". تنظر ستيفنسون الى نصوص والكوت بشكل مغاير فهي تبين عودته الى محيطه الكاريبي بعد اقامات مؤقتة قضاها في انكلترا واميركا وتعلن عن مباركته للعالم بدلاً من التشكي منه. إلا أن ما أعجب الكاتبة كيت كيلاوي في هذه المجموعة هو تصويرها لما تسميه، في مقال سابق لها في جريدة الاوبزرفر، اللحظات العرضية للجمال النبيل والقصيدة الأخيرة فيها التي جاءت تحت عنوان "بلا عنوان"، (تنظر ترجمتها في نهاية المقال)، لها منظور (من الجو) أثيري aerial: إنها وداع لعالم أزرق. إذ تمنحك القصيدة شعوراً بأن كاتبها شيخ بحر جليل. وما تجب على المرء تحيته في الأخير هي الشجاعة التي تلزمنا أن نرى الفشل بالعين كما يفعل والكوت ويكتب عنه؛ فالشاعر كان على الدوام قاسياً بخصوص محاولاته في الرسم، ويمكنني أن أضيف ان الشاعر استعمل في بناء هذه القصيدة تقنية (عين الكاميرا) في تصوير مشهدي للبحر والمدينة ومينائها عبر حركة طائر البلشون الأبيض وتجميع هذه الجزيئات التي تبدو للوهلة الأولى متناثرة يمنحك مشهداً بانورامياً تستطيع من خلاله قراءة تحولات الزمن قراءتين: أحداهما عمودية من الأعلى الى الأسفل (الطائر في مقابل الوديان بظلالها العميقة) والأخرى أفقية تتمثل بالمسح التصويري (عبر الكاميرا) للمدينة ببحرها ومينائها وطرقها المتعرجة.     وقد ضمت القائمة القصيرة عشرة شعراء فضلا ًعن شيمس هيني وبرين تيرنر وسام ويليتس، كان هناك ايضا سيمون ارمتاج وفيونا سامبسون وباسكال بيتيت وآني فرويد وجون هينز وبرين روبرتسون. وتقول ستيفنسون بانه يمكن ان تختار لجنة التحكيم مجموعتين أو ثلاث من القائمة القصيرة لتنوه بها بوصفها مجاميع تحتوي "شعراً بمستوى رفيع جداً". وقد استقبلت الجائزة باهتمام جمهور واسع حضر يوم الأحد الماضي الى احدى قاعات لندن الشهيرة Royal Festival Hall  لسماع شعراء القائمة القصيرة وهم ينشدون قصائدهم. ولد ولكوت في سانت لوتشيا أحدى جزر البحر الكاريبي عام 1930 وحصل على نوبل عام 1992. عمله الكبير اوميروس (1990) ملحمة شعرية اعادت الياذة هوميروس واوديسته بنسيج جديد يصور فيه الشاعر محيطه الكاريبي؛ حياة البحر ويوميات الناس الاعتيادية. وله أعمال شعرية أخرى، نذكر منها: "25 قصيدة" (1948) و"في ليلة خضراء" (1962) و"قصائد مختارة" 1964، و"الخليج وقصائد اخرى"( 1969) و"حياة أخرى" (73) و"عنب البحر" 1976، و"المسافر المحظوظ" (1981)، و"منتصف صيف" 1984، و" قصائد مختارة" (1993) و"المبذر" (2004) فضلاً عن أعمال مسرحية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram