متابعة/ المدىبعد عشرين عاما على قصفه الذي أودى بحياة 403 أشخاص، يواجه ملجأ العامرية اليوم إهمالا كبيرا.وحتى سقوط النظام السابق ربيع 2003، كان هناك استذكار سنوي في هذا المكان، لكن العديد من العراقيين يرون أن صدام حسين استغل هذه المأساة في مناوراته مع الأمريكيين.وبعد 2003 تعرض الملجأ لعمليات نهب وتخريب في حين يمنع الجيش العراقي المتمركز هناك حاليا دخول الموقع.
وكانت منطقة العامرية معقلا للقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.ويقول يوسف عباس انه لم يرجع "منذ بداية 2003" إلى هذا الملجأ حيث قضت والدته وزوجته وأربعة من أبنائه.ويضيف الرجل الستيني بينما كان يتذكر الحادثة والدموع تترقرق في عينيه "عندما أمر قرب المكان، أشيح بنظراتي عنه لأنه يجسد مأساة العراق".من جهته، يقول أبو بلال حارس الملجأ إن أهالي الضحايا يقرأون الفاتحة على أرواح ضحاياهم عندما يمرون أحيانا أمام المكان الذي تحول إلى قاعدة عسكرية.لكن الزمن توقف عند 1991 داخل الملجأ.ونصل إلى المكان عبر منحدر طويل مظلم أشبه بكهف هو ممرات لا كهرباء فيها وبعيدة عن ضجة الشارع. لكن رائحة المازوت والزيوت تفوح من المولدات التي لا تعمل.والطابق الأول مضاء من خلال فتحة في السقف تبدو وكأنها بئر من النور.وهذه الفجوة أحدثتها قبل عشرين عاما قنبلة "ذكية" اخترقت السقف الذي تبلغ سماكته مترين ونصف المتر من الاسمنت، قبل أن تلحق بها قنبلة أخرى حولت الملجأ المخصص للنساء والأطفال والعجائز إلى جحيم.وتؤكد الفجوات العميقة في الأرض والتواء قضبان الحديد التي تبلغ سماكتها 2 سنتم والجدران المتفحمة قوة الانفجار الذي حطم زجاج المباني المجاورة.وبعد ثماني سنوات من أعمال العنف في هذه المنطقة لم تبق أي قطعة زجاج من الهيكل الذي أقيم لتغطية الفجوة في السقف من اجل الحفاظ عليها.كما وقعت رسوم للضحايا بالابيض والاسود على الارض يغطيها الغبار وخيوط العنكبوت، في حين ما تزال قطع الزجاج المقوى تغطي بقع الدماء في المكان.وتصر واشنطن دائما على ان الملجأ كان حصنا منيعا خفيا للقيادة العسكرية.لكن حسين ناصر الذي فقد والدته وخمسة من أشقائه وشقيقاته في القصف ينتفض قائلا "الم يكن لدى الأميركيين أقمارا اصطناعية للتأكد من أن المكان كان ملجأ للمدنيين؟".
ملجأ العامرية: صدام استخدمه لمناورة واشنطن وذكراه تطوي نفسها
نشر في: 5 فبراير, 2011: 06:56 م