TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > كلام اليوم :عندما يغضب الفقراء..

كلام اليوم :عندما يغضب الفقراء..

نشر في: 7 فبراير, 2011: 12:55 ص

من البصرة إلى منطقة الحسينية في بغداد ، من ناحية الحمزة في الديوانية إلى الفلوجة ، من شارع المتنبي ومدينة الشعب وساحة الفردوس وعمال الجلود ، من ديالى ونينوى، من كل مناطق فقراء العراق تحتج جموعهم على انعدام الخدمات واحتقار الكرامات الإنسانية من خلال عدم الإنصات الجاد لصوت الشارع العراقي ومطاليبه العادلة في حياة كريمة .
الاحتجاجات ليست تقليدا للتجربة التونسية ولا المصرية ، فللشعب العراقي تراث في مجال النضالات المطلبية والسياسية ، وما تظاهرات الناصرية في العام السابق احتجاجا لانعدام الخدمات إلا المثال الأقرب إلى الذاكرة من غيره . لقد اقتنعت الجماهير ، التي لم ترفع أية شعارات حزبية ، أن صناديق الاقتراع قد سرقت منها الأحلام وان عليها الآن أن تبحث عن طريقة ناجحة لتحقيق تلك الأحلام الضائعة ، وهي أحلام في كل الأحوال متواضعة وممكنة التحقق لو أن المتصدين لقيادة البلاد كانوا جادين في الاستماع إلى الشارع والتعرف على احتياجاته ومطاليبه والعمل على تحقيقها ولو بالتقسيط ، الذي كان سيرضي الجمهور لأنه الأعرف بظروف البلاد .الذي حصل أن الكيكة العراقية قد التهمتها بالكامل أفواه السياسيين تاركين لفقراء الوطن الجوع والبطالة والمناطق العشوائية والمدارس البائسة والكهرباء المفقودة والأدوية المنتهية الصلاحية، في نفس الوقت الذي تحدثت فيه تقارير مؤكدة عن ارتفاع فاحش في سوق العقارات، خصوصا في مناطق الطبقة المخملية ، بسبب نزول رأس المال السياسي إلى بورصة شراء العقارات بقوة وشراسة !!إن النضالات المطلبية هي التي توحد الناس، عندما ترتفع شعارات الحقوق المهضومة والمنسية وتتساقط التلوينات المفتعلة التي أرادت أن تمزق الشارع العراقي وتصبغه بألوان لم يعتدها ولا يريدها ، وهي ألوان الطائفية المقيتة .تحركات شعبية احتجاجية واجهها في بعض الأماكن ، ناحية الحمزة والبصرة ، استخدام مفرط للقوة وإطلاق عيارات نارية أدت إلى ضحايا في صفوف المحتجين ، وهم عزل من السلاح ، سلاحهم الوحيد كان الشعارات المطلبية والفوانيس التي تبحث عن النفط في ارض النفط ! وهي ظاهرة خطيرة تذكرنا بشرطة النظام السابق التي كانت لغة تفاهمها مع الجماهير هي لغة السلاح والقتل ، فضلا عن أن هذا السلوك سيؤدي بالتراكم إلى انفلات الجماهير والتعامل بالمثل وعندها تكون النتائج لا تحمد عقباها.إن أمام المتصدين لقيادة البلاد ربما فرصة ضئيلة ، يتوجب استغلالها ، للنزول إلى الجماهير والاستماع إلى معاناتهم اليومية المريرة في مختلف مجالات الحياة وليس اقلها أن الملايين لا تستطيع الحصول على ماء صالح للشرب والآلاف من حملة الشهادات يتسكعون على أرصفة الشوارع بلا أمل .. قائمة طويلة من كل شيء أضافت إليها مجالس المحافظات الموقرة هما جديدا بملاحقة الناس بحملات إيمانية مفتعلة لمصادرة الحريات العامة  ذكرت الناس ، كل الناس بزمن القائد الضرورة ، متناسية، هذه المجالس، دورها في تأمين الحياة الحرة الكريمة للناس التي منحتهم الثقة وانتخبتهم من اجل حقوقها لا من اجل الصفقات المشبوهة التي تفوح منها رائحة الفساد ، وأي فساد !!المشهد الحالي ينبئ باتساع هذه الظاهرة الايجابية والتي ينبغي الحفاظ عليها من المندسين ومن ركّاب الموجات ومن الأحزاب والقوى التي ستسعى لتجييرها لمصالحها الخاصة ، غير مكتفية بما حصلت عليه حتى الآن ! ومع امتداد المشهد من البصرة إلى نينوى يتوجب على الحكومة أن تأخذ قرارات سريعة وفاعلة لتأمين احتياجات الناس والكف عن التلاعب بالألفاظ واللغة عن المستقبل القادم . هذه الجماهير لن تصمت ولن تتوقف عن الاحتجاج ، ولا احد يعلم عن مسارات تطورها اللاحقة ، ما لم تتم الاستجابة السريعة والجذرية وليس استخدام حقن التخدير لان زمانها قد فات وولى!!.من البصرة إلى منطقة الحسينية في بغداد ، من ناحية الحمزة في الديوانية إلى الفلوجة ، من شارع المتنبي ومدينة الشعب وساحة الفردوس وعمال الجلود ، من ديالى ونينوى، من كل مناطق فقراء العراق تحتج جموعهم على انعدام الخدمات واحتقار الكرامات الإنسانية من خلال عدم الإنصات الجاد لصوت الشارع العراقي ومطاليبه العادلة في حياة كريمة . الاحتجاجات ليست تقليدا للتجربة التونسية ولا المصرية ، فللشعب العراقي تراث في مجال النضالات المطلبية والسياسية ، وما تظاهرات الناصرية في العام السابق احتجاجا لانعدام الخدمات إلا المثال الأقرب إلى الذاكرة من غيره . لقد اقتنعت الجماهير ، التي لم ترفع أية شعارات حزبية ، أن صناديق الاقتراع قد سرقت منها الأحلام وان عليها الآن أن تبحث عن طريقة ناجحة لتحقيق تلك الأحلام الضائعة ، وهي أحلام في كل الأحوال متواضعة وممكنة التحقق لو أن المتصدين لقيادة البلاد كانوا جادين في الاستماع إلى الشارع والتعرف على احتياجاته ومطاليبه والعمل على تحقيقها ولو بالتقسيط ، الذي كان سيرضي الجمهور لأنه الأعرف بظروف البلاد .الذي حصل أن الكيكة العراقية قد التهمتها بالكامل أفواه السياسيين تاركين لفقراء الوطن الجوع والبطالة والمناطق العشوائية والمدارس البائسة والكهرباء المفقودة والأدوية المنتهية الصلاحية، في نفس الوقت الذي تحدثت فيه تقارير مؤكدة عن ارتفاع فاحش في سوق العقارات، خصوصا في مناطق الطبقة المخملية ، بسبب نزول رأس المال السياسي إ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram