متابعة/ المدى كشف أمس عن دعوات جديدة لتشكيل محافظة خاصة بالمسيحيين، في وقت تؤكد الأمم المتحدة استمرار نزوحهم إلى إقليم كردستان وخارج العراق. كشف رئيس تكتل الرافدين وجود دعوات سياسية لتحويل خمس مدن عراقية إلى محافظات، رافضاً في الوقت نفسه أن يكون تقسيم هذه المدن وفق أساس مذهبي أو طائفي. وقال النائب يونادم كنا لوكالة كردستان للأنباء إن "هناك دعوات سياسية (من جهات لم يسمها)
لاستحداث خمس محافظات جديدة في العراق عبر تحويل مدينة يسكنها خليط اجتماعي وتعاني الإهمال إلى محافظة تكون لها مناصب إدارية كاملة".وأوضح أن "هذه الدعوات شملت مدن الزبير والقرنة في محافظة البصرة وسهل نينوى وتلعفر في نينوى وطوزخورماتو في محافظة صلاح الدين".وعدّ كنا وهو نائب مسيحي استحداث محافظة على خلفية قومية أو دينية "يناقض الدستور العراقي"، مبيناً أن "أغلب هذه المناطق المراد استحداثها يعيشها خليط من المجتمع، ومن حق هذه المدن أن تنعم بالتنمية والتطوير".وأكد على أن "تقسيم هذه المدن سيكون وفق أسس ديموغرافية، ولاسيما أن نظام الحكم في العراق لا مركزي".يشار إلى أن قضاء طوزخورماتو الذي يتبع إدارياً محافظة صلاح الدين يسكنه خليط من التركمان والعرب والكرد، ويبلغ عدد سكانه نحو 200 ألف نسمة، ويشهد خلافات بين مكوناته بسبب التغيير الديموغرافي إبان النظام السابق بهدف "تعريب" هذه المناطق للسيطرة عليها. في حين يعد قضاء تلعفر أحد أكبر أقضية محافظة نينوى ويقطنه نحو 220 ألف نسمة من العرب والكرد والتركمان، فيما يتألف سهل نينوى من ثلاثة أقضية هي الحمدانية والشيخان وتلكيف، ويغلب على سكانه المكون المسيحي إضافة إلى تواجد الإيزيديين والتركمان والشبك والعرب. وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قال في تشرين الثاني الماضي أثناء زيارته إلى قضاء تلعفر إن مسألة تحويل القضاء إلى محافظة تعود لأبناء المدينة، وفي حال تقديم أي مشروع لمجلس النواب بهذا الخصوص سيتم دراسته بشكل مفصل ومدى الايجابيات والفوائد التي تنجم عن تطبيقه.فيما يعد قضاء الزبير في محافظة البصرة من أكبر أقضية العراق ويبلغ عدد سكانه نحو 800الف نسمة غالبيتهم عرب سنة، ويضم ميناء أم قصر عدة منشآت نفطية، في حين يعد قضاء القرنة هو الآخر غنيا بالنفط ويبلغ عدد سكانه نحو 250 آلف نسمة. في سياق آخر، ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن المسيحيين يواصلون التوجه إلى شمال العراق هربا من هجمات محتملة تستهدفهم وقال مسؤول في المنظمة إن المسيحيين يغادرون العراق أيضا بشكل مضطرد أو يخططون لمغادرته.أرقام المنظمة أشارت إلى أن أكثر من ألف أسرة انتقلت إلى إقليم كردستان منذ الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد في تشرين الأول الماضي. وكالة فرانس بريس للأنباء نقلت عن كيغن دي لانسي المسؤول في المنظمة أن أنباء أشارت إلى ارتفاع عدد الأسر المسيحية التي تحاول الانتقال إلى تركيا والأردن ودول جوار أخرى.في هذه الأثناء أنهى المؤتمر الأوربي لدعم مسيحيي العراق وحمايتهم أعماله في برلين باتخاذ عدد من التوصيات. شارك في المؤتمر على مدى يومين رجال دين من الكنيسة الألمانية والعراقية إضافة إلى نواب من البرلمان الألماني والعراقي وشخصيات أكاديمية وسياسية وكذلك سفير العراق وممثل حكومة إقليم كردستان وسفير الجامعة العربية في ألمانيا. كامل زومايا من اللجنة المنظمة للمؤتمر وتيريزا ايشو مسؤولة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في الدنمارك تحدثا لإذاعة العراق الحر عن أهمية المؤتمر الذي أوصى بوقف التغييرات التي يتعرض لها سهل نينوى وتعديل المادة 35 من دستور إقليم كردستان ودعوة الاتحاد الأوربي إلى إيجاد حلول ناجعة لمشكلة المهجرين.
الرافدين: خمس مدن "مختلطة" قد تتحول إلى محافظات للمسيحيين
نشر في: 8 فبراير, 2011: 08:46 م