TOP

جريدة المدى > سينما > تاكسي بغداد للعاطلين.. والضحك على الذقون

تاكسي بغداد للعاطلين.. والضحك على الذقون

نشر في: 9 فبراير, 2011: 05:16 م

صادق سالمإن أول و أهم مهام المسؤول  هو استشعار هموم المواطنين اولا ثم ايجاد الحلول المناسبة لها ثانيا  ، لأنه بالأساس انما وضع او وظف بهذا المنصب خدمة لهؤلاء المواطنين بالدرجة الاولى ، ثم انه ان كان يريد البقاء على كرسيه هذا ومنصبه هذا فأسرع وأقوى وأثبت الطرق لذلك هو عن طريق خدمة هؤلاء المواطنين .وربما مجلس محافظة بغداد وبمشروعه (تاكسي العاطلين)قد اثبت (في أول الأمر) أنه فعلاً قد استشعر هموم المواطنين (وخاصة العاطلين)ووجد الحل عن طريق بيعهم سيارات تاكسي وبالتقسيط  (عن طريق  القرعة)
 وهو قد احدث  ضجة كبيرة بذلك ونال من الثناء والمديح والدعاء الكثير ومن اغلب هؤلاء العاطلين بسبب هذا الباب الذي فتح لهم لكي يستطيعوا ان يعيشوا حياة كريمة .  هذا بالاضافة الى نيله سمعة اعلامية طيبة في وقت أصبح التهافت على تلميع صور المسؤولين امام الاعلام هدفهم الاساسي . وللحقيقة نقول ان هناك نقطتين ايجابيتين تحتسبان لهذا المشروع ، أولاً هو استشعار لهموم ومعاناة المواطنين وإيجاد حلول مناسبة وعملية لها ، الأمر الثاني هو الشفافية والمصداقية في اجراء القرعة وهذا ما شهد به الجميع .لكن ماذا بعد اجراء القرعة وإعلان الأسماء الفائزة؟  ماذا بعد هذا النجاح الاعلامي الذي حصلتم عليه؟ ماذا بعد هذا التلميع الاعلامي للوجوه؟ ماذا بعد ذلك متى ينفذ المشروع؟ متى تروج المعاملات ومتى تنتهي مشاكل هؤلاء المواطنينلقد اشتكى لي عدد منهم انهم قد ملوا تماما من انتظار ماذا بعد ذلك متى ينفذ المشروع  وبدء الكثيرين يشككون بمصداقيته أصلاً ! ، حتى انه اتصل بي  احد الاشخاص على الاميل وهو من الفائزين بالقرعة وقال لي (هل تضحكون علينا). استغربت من إشراكي في تهجمه هذا وعندما سألته عن سبب إشراكي في تهجمه هذا على مجلس محافظة بغداد  أشار الى مقال كتبته سابقاً ونشرته بعض المواقع الالكترونية وكان بعنوان (كامل الزيدي رجل المرحلة)وقد بذلت جهدا كبيراً وأنا أحاول إقناعه اني لست معهم ولست منهم لا من قريب ولا من بعيد اصلا  انما كتبت ذلك المقال تأيداً فيما يخص قرار رئيس ومجلس محافظة بغداد بخصوص إغلاق محال الخمور ليس اكثر من ذلك وان لكل حادث حديث . لا ادري ان صدق هذا ام لا المهم هنا نحن نتسائل معهم أيضاً ، بدء المشروع منذ أكثر من أربعة أشهر ما الجديد لماذا هذا السكوت لماذا لا تروج المعاملات لماذا هل فعلاً الأمر مجرد إعلان ليس إلا؟المهم ولكي اعرف اكثر عن الموضوع  ذهبت الى مجلس بلدية مدينة الصدر حيث وجدة مجموعة من الشباب الواقفين امام المجلس والغضب باد ٍ على محياهم وعندما سألتهم عن السبب اجابني احدهم. اننا الفائزون بقرعة تكسي العاطلين واننا بعد طول انتظار اخبرونا عن طريق اعلان ثبت على جدار المجلس البلدي  ان موعد ترويج المعاملات سيكون يوم 3/2/2011  وقد شعرنا بسعادة بالغة بسبب ذلك لكننا وعندما حضرنا  باليوم المحدد خرج لنا احد المسؤولين ليخبرنا ان المجلس ليس لديه اية فكرة عن تعليمات وشروط ترويج المعاملة وان مجلس محافظة بغداد لم يبلغه باي شيء .  لكن بعد قليل (والكلام هنا لمحدثي)وضعوا إعلان آخر وهو ان الموعد الجديد لوصول (أصبحت وصول وليس ترويج) التعليمات هو يوم 5/2/2011 وهو ما أثار غضبنا وعند سؤالي عن سبب الغضب ؟  أجاب إن يوم 5/2  يصادف يوم السبت وهو عطلة ! هل لهذه الدرجة يستهزئون بنا ويكتبون أي شيء دون أي شعور بالمسؤولية ، ومع ذلك حضرنا يوم الاحد  حيث اخبرونا من جديد انهم ليس لديهم أي فكرة عن تعليمات حول هذا الموضوع واذا اردتم اذهبوا لمجلس المحافظة واسألوا هناك ، نحن ليس لدينا أي خبر !.المهم ان الشباب اتفقوا واستأجروا سيارة (كوستر) لنقلهم إلى مجلس محافظة بغداد ، وفي المساء اتصل بي احدهم بعد ذلك ليخبرني ساخراً  أنهم حصلوا على موعدين لبدء المشروع ! الأول من موظف استقبال مجلس محافظة بغداد حيث اخبرهم ان الاحد القادم هو موعد ارسال التعليمات الى مجالس البلديات ، والموعد الثاني عندما ذهبوا للمحافظة لتأكيد هذا الموعد اخبرهم ضابط  (برتبة ملازم وهو احد المسؤولين عن حماية المحافظة) انه ذهب بنفسه للجنة المسؤولة عن هذا الامر واخبروه ان الموعد هو نهاية الشهر الحالي !المهم ان هؤلاء الغاضبين قد قرروا ان يحضروا يوم الاحد القادم امام مجالس البلدية واذا لم يحصلوا على شيء ينتظمون بمظاهرة كبيرة تسير الى محافظة بغداد .الآن نقول إن اكبر خطاْ يرتكبه احد المسؤولين هو الاستهانة بالناس وخاصة المساكين المحرومين منهم فهؤلاء عندما ينفجروا سوف لن يكون لديهم شيء يخافون عليه .إلى الأستاذ كامل الزيدي لا تنسوا هؤلاء المساكين الغاضبين ، بدأتم مشروع سنقول إنكم أردتم به رضا الله حسنا أتموه فالأمور بخواتيمها.. الى مجلس مدينة الصدر وربما باقي المجالس لا تستهينوا بمواطنيكم وكونوا مسؤولين أمام الله أولاً وأمام الناس ثانياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram