TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محطات :رادا RADA

محطات :رادا RADA

نشر في: 11 فبراير, 2011: 05:28 م

سامي عبد الحميدفي بداية العهد الجمهوري عام 1958 منحت بعثة دراسية واخترت لندن والأكاديمية الملكية لفنون الدراما بالذات لكونه من أشهر المعاهد التي تدرس فنون المسرح في أوروبا وبذلك اختلفت مع زملائي الذين حصلوا على بعثات قبلي واختاروا (معهد شيكاغو) في أمريكا للدراسة اعتقاداً مني ان لندن هي المركز الأهم للمسرح في العالم وكانت كذلك.
كنت أريد أن أتخصص في الإخراج المسرحي ولكن إدارة الأكاديمية الملكية أخبرتني بعدم وجود دراسة للإخراج في هذه الأكاديمية وبإمكاني أن أتعلم من الإخراج إذا ما تخصصت في إدارة المسرح حيث تقتضي دراستها مرافقة الأساتذة والمخرجين الذين عليهم إخراج مسرحيات تعرض للجمهور في (مسرح ڤامبرا) التابع للأكاديمية. لم يكن بوسعي إلا أن اقبل وهكذا التحقت في الأكاديمية في بداية عام 1961، وقضيت الشهر الأول من الدراسة أنا وزملائي الذين اختاروا التخصص نفسه، في تنظيم مخزن الملحقات (الإكسسوارات) المسرحية الشخصية قضيت الاشهر الباقية من الفصل الدراسي الأول أنفذ مهمات مساعد مدير المسرح في المسرحيات التي يقوم الأساتذة بإخراجها لطلبة التمثيل. وفي نهاية ذلك الفصل أدركت ان دراسة إدارة المسرح لا تضيف إلى معرفتي في فن المسرح الكثير خصوصاً وقد درسته في معهد الفنون الجميلة في بغداد، لذلك قررت ان أتحول إلى دراسة التمثيل في الأكاديمية نفسها طالما انها الاشهر في العالم تخرج الممثلين وسبق وتخرّج منها عدد كبير من مشاهير الممثلين الانكليز أمثال (اليك غبنيز) و(توم كورتني) و(جودي دنج)، وكان علي ان التحق بدراسة التمثيل ان اجتاز اختباراً خاصاً تجريه إدارة الأكاديمية للمتقدمين وهم كثر. وكان الاختبار يقتضي ان أقدم مشهدين من مسرحيتين مختلفتين أمام اللجنة الممتحنة. أخذت المشهدين ورحت اجري التمارين عليهما وخصوصاً بما يتعلق بالإلقاء وحسن تلفظ الكلمات والجمل باللغة الانكليزية. وكان من حسن حظي ان أتعرف على شاب انكليزي محب للمسرح وتبرع لمساعدتي في تحسين إلقائي وضبط موسيقى الكلام. وكان احد المشاهد المختارة مقتطع من نص مسرحية (الخال فانيا) للروسي (انطون جيكوف) وقد شدني كثيراً وقد استحسن صديقي الشاب الانكليزي أدائي للدور وبعث الثقة بنفسي في اجتياز الاختبار.في صباح يوم الاختبار تجمع ما يقارب المائة طالب وطالبة عند المدخل الخلفي للمسرح اثناء انتظار مجيء دوري لمواجهة لجنة الاختبار تعرفت على الممثلة والمخرجة اللبنانية (نضال الأشقر) حيث كانت هي الأخرى من جهة المتقدمين وكان من حسن حظي ان أكون ومعي نضال من جملة المقبولين لدراسة فن التمثيل. في الأكاديمية الملكية لفنون الدراما وسميت بمصنع الممثلين بتركيز التدريس في الجانب العلمي أما الدروس النظرية فحصصها قليلة جداً نسبة إلى الدروس التطبيقية. وهدف التدريس في تلك المؤسسة ضخ عدد من الممثلين إلى ميدان العمل. ومن الجدير بالذكر ان من بين الطلبة عدد من غير الانكليز فقد كان معي طالب من إيران وطالبتان من النرويج وطالبان من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن إدارة الأكاديمية عندما تشعر إن أي طالب لا يتقدم خلال دراسته وبشكل ملحوظ يفصل وكان هذا المبدأ يقلقني كثيراً حيث كنت أخشى أن أتعرض لقرار الفصل في أي فصل من فصول الدراسة بسبب عدم تقدمي ليس لكون أدائي للأدوار التي أمثلها وإنما لعدم اتقاني الكلام باللغة الانكليزية.فكثيراً ما كان الأساتذة المخرجون يقولون لي نحن لا نفهم كلامك وحدث ذات يوم وأنا في الفصل الرابع من الدراسة ان طلبت مني أستاذة التمثيل ان استخدم طبقة صوت رفيعة أثناء إلقائي الحوار وان أسّرع إيقاع كلامي وعندما فعلت قالت فرحة ً ها قد بدأت افهم ومن ذلك الحين عرفت ان لكل لغة (نبرتها) وموسيقاها ولكل لغة إيقاعها ان لم يتبعها ملقيها سوف لن يفهمه أصحابها.كان المفروض ان تعلن أسماؤنا انا ونضال الأشقر والشباب الإيراني ضمن ممثلي المسرحيات التي تعرض للجمهور في الفصلين الخامس والسادس من الدراسة. وكانت المفاجأة المزعجة لنا هي عدم شمولنا في تمثيل مسرحيات ذلك الفصل وكان معنى ذلك إننا سوف لن نكمل الدراسة والتخرج ولكن المفاجأة الأخرى قد جاءت عندما قابلنا عميد الأكاديمية حول المسألة وعندما أخذنا بأننا سنظهر في مسرحيات الفصل السادس حيث لم يجدوا لنا أدواراً مناسبة لنا في مسرحيات الفصل الخامس. وبالفعل فقد شاركت في مسرحيتين هما (المرأة المجهولة من آراس) لأرمان سالكرو و(سندريلا) وهي مسرحية موسيقية. ويبدو لي إنني أجدت التمثيل في المسرحيتين وهكذا حصلت على شهادة الدبلوم.وبقدر ما استفدت من دراستي لفن التمثيل في تلك الأكاديمية فقد استفدت أكثر من مشاهدتي للمسرحيات التي كانت تعرض في لندن وفي البلدان الأوروبية الأخرى التي كنت أزورها أيام العطل وسوف لن أنسى أني شاهدت (اليك غينيز) وهو يمثل الدور الرئيس في مسرحية (لورنس العرب) وإنني شاهدت الممثل الكبير (لورنس أوليفيه) في مسرحيتين هما (الخرتيت) و(المنزل التوأم) وكذلك شاهدت مسرحية (حلم ليلة صيف) لشكسبير ومن إخراج المخرج الطليعي (بيتر بروك) وشاهدت مسرحية (روميو وجوليت) من إخراج المخرج الايطالي(زمريلي) والتي عد إخراجها بوقته تجديداً في تقديم مسرحيات شكسبير وذلك لإضافة ما يسمى اليوم (مسرح الصورة) الذي تبناه عندن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram