متابعة/ المدىرغم أن ثوار الانترنت كانوا عرضة للحجب في عدد من الدول التي تحكمها أنظمة توصف بأنها"متشددة"فإن محبي الاحتجاج في بلد مثل العراق لن يكونوا عرضة للحظر كما في الدول الأخرى، ففوضى الاتصالات الموجودة في البلاد منذ 2003 يبدو أن لها حسناتها بحيث تجعل من الصعوبة
على الحكومة التحكم بها على الأقل في الوقت الحاضر.الـ"فيسبوك"العالم الجديد الذي أطاح بعروش وقوّض كراسي، وصارت كل قوى الاستبداد تخشاه بعدما استخدمه الشباب العربي بوعي، وطوعوه لخدمة أفكارهم المتجددة الباحثة عن كرامة وحرية وعيش رغيد.الصورة واحدة، في تونس او في مصر، تمتد الى اجزاء أخرى في شرق وغرب بلاد العُرب.ارتبطت الصفحات التفاعلية، الـ"فيسبوك"، بالشباب أولاً، ثم صارت فضاءات رحبة يتبادلون فيها الاحاديث وينشرون افكارهم كمن يوزع منشوراً سرياً قد يُسقِط أنظمة ويهدّ ايديولوجيات.وفي جولة حول افكار الشباب في البصرة واحاديثهم عن الـ"فيسبوك"، يقول احمد نجم، المخرج الشاب ورئيس مركز الشباب والسلام، انه مدمن على الـ"فيسبوك"، يلتقي باصدقائه من خلال مجموعة (غروب)، ويرى ان تقنية الانترنت يمكن ان تُحدِث تغييراً في المجتمع.وتجد زهور الحطاب، من منظمة الموج النسوية، ان الـ"فيسبوك"لا يُغيِّر، انما يحشّد الشباب باتجاه حالة معينة. ويشير الاعلامي فرحان احمد الكنعان الى ان شباب البصرة استخدموا الـ"فيسبوك"من اجل التحشيد لتظاهرات ضد الفساد المستشري في الدوائر والمؤسسات.من جهته يؤكد مدير اعلام مجلس محافظة البصرة هاشم لعيبي ان السلطات القمعية استخدمت ادوات الترهيب البدائية ضد من استخدموا التقنيات الحديثة وصفحات الـ"فيسبوك". وترى الاعلامية علياء الربيعي من راديو المربد ان الشباب وجدوا في الـ"فيسبوك"فرصة للتعبير عن الرأي بحرية دون رقيب، وانهم قد نجحوا في مسعاهم.ويقول المحلل السياسي جاسم الموسوي ان العراق مرشح لتظاهرات مصدرها الـ"فيسبوك"كما حدث في مصر وتونس واليمن. ويؤكد المحلل السياسي سعدي الحديثي أن الثورة الرقمية وتقنية الاتصالات لعبت دورا أساسيا ليس في إمكانية الاتصال بين المتظاهرين والمحتجين فحسب بل أنها لعبت دورا مهما في عدم السماح لقوى الشرطة والجيش باستخدام أساليب القمع"المعتادة"ضد المتظاهرين كما كانت تفعل سابقا، لأن هذا الأمر أصبح منظورا من قبل العالم بأسره وينقل أولا بأول، وستعقبه آراء عامة داخلية وخارجية تنتقد هذه الممارسات".ويضيف الحديثي"كما أن هناك توظيفا كبيرا للمدونات على المواقع الالكترونية الخاصة بالتواصل الاجتماعي بين المتظاهرين والمحتجين لتأليب الرأي العام، وشهدنا بالفعل الاضطرابات التي حصلت بعد الانتخابات الإيرانية حيث تم غلق مواقع التواصل الاجتماعي لأنها وظفت من قبل مدونين لحشد الرأي العام تأييدا للمحتجين، وسمعنا عن إغلاق هذه المواقع الآن في إيران وسوريا وفي مصر لفترة الأيام السابقة على اعتبار أنها كانت إحدى وسائل الاتصال الأساسية لبناء الرأي العام المصري".ويتابع الحديثي بقوله إن"الأجهزة الحكومية تنبهت أخيرا إلى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت فعمدت إلى حظرها فضلا عن خدمة الهاتف الجوال، إلا أن مواقع الاتصال كانت أذكى حيث عمدت إلى إطلاق خدمات تعتمد على الهاتف الأرضي العادي لإيصال أصوات الاحتجاج إلى العالم، وتحولت بذلك هذه الوسائل إلى طريقة مهمة جدا للمحتجين والمعترضين لتأليب الرأي العام". ويلفت المحلل السياسي إلى أن"مستخدمي مواقع الانترنت استثمروا هذه الوسيلة على نطاق جيد جدا لكشف ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان ومن خروق للحريات العامة من قبل الأنظمة وأجهزة الحكم في دول المنطقة".ويقول مدير شركة مايكروسوفت في العراق احمد عزالدين لوكالة"السومرية نيوز"، إن"الخدمة أطلقت لإعطاء مساحة حرية اكبر للجميع بهدف اختراق الحصار الذي تم على إغلاق كافة مواقع الانترنت فوجد المستخدمون وسيلة جديدة بان يستخدموا شبكات الهاتف الأرضي والنقال لتسجيل ما يدور في بالهم ونشرها عبر خدمة التويتر". ويضيف أن"الشبكة العراقية للانترنت متكونة أصلا من عدة شبكات متصلة بدول أخرى وقد تكون ألمانيا وانكلترا أو دبي"، مستبعدا"إمكانية السيطرة عليها". وعن موقع الفيسبوك، يعتقد عز الدين بأنه"موقع اجتماعي منفتح لطرح ما يجول بخاطر المستخدم ولا يمكن السيطرة عليه من أي جهة، إضافة إلى موقع تويتر وهما موقعان يتابعه العالم بأكمله لأن المستخدم فيه يستطيع طرح أي خبر من خلاله وبإمكان المهتمين مثل الصحافيين أن يأخذوا الخبر لطرحه". من ناحيته، يجزم عضو هيئة الإعلام والاتصالات العلي ناصر الخويلدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، بعدم قدرة"هيئة الإعلام والاتصالات أو وزارة الاتصالات أو أي طرف حكومي معني بقضية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على حجب أي موقع الكتروني موجود على شبكة الانترنت".ويضيف الخويلدي أن"العراق الجديد مفتوح وهناك
شباب عراقيون: الفيسبوك على الفاسدين
نشر في: 12 فبراير, 2011: 06:31 م