اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وزارة التربية تقترح على مجلس الوزراء قطع البطاقة التموينية عن عوائل المتسربين

وزارة التربية تقترح على مجلس الوزراء قطع البطاقة التموينية عن عوائل المتسربين

نشر في: 16 فبراير, 2011: 05:14 م

بغداد/سها الشيخلي.. تصوير/ادهم يوسففي خطوة غير مسبوقة وتؤكد بقاء روح التسلط والتعالي على المواطنين والابتعاد عن ايجاد معالجات لمشاكلهم،  أرسل وزير التربية محمد تميم  كتابا رسميا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يطالب فيه بقطع مفردات البطاقة التموينية عن أسر الطلبة المتسربين من مدارسهم,
وإشراك وزارة التجارة مع المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات لتنفيذ هذا الأمر.وتشير تقارير صادرة عن منظمة اليونسيف التابعة للامم المتحدة ان عدد المتسربين من المدارس في عموم العراق بلغ 600 الف طفل متسرب من الدراسة، وهذا يعني ان البطاقة التموينية سوف تحجب عن 600 الف عائلة، فقيرة بامس الحاجة اليها، دون ان نغفل حقيقة ان اغلب العوائل لم تحصل على مفردات البطاقة التموينية منذ اشهر عديدة , كما انها لولا العوز والفاقة ما اضطرت الى زج ابنائها في سوق العمل المرهق وحرمانهم من حقهم في الدراسة اسوة باقرانهم , هؤلاء المحرومون انخرطوا قسراً في العمل بمهن شاقة لكسب قوت يوم عوائلهم. وتشير الدلائل والمعلومات  الى ان ظاهرة التسرب من المدرسة ليست وليدة اليوم او البارحة بل هي نتاج لحروب عديدة مدمرة خاضها العراق طوال العقود المنصرمة، وما زاد في تفاقم المشكلة في الاونة الاخيرة زيادة نسب الفقر والبطالة في المجتمع الى جانب ضحايا الارهاب والاحتقان الطائفي الذي غيب ارباب الاسر ما جعل العائلة تلجأ الى تشغيل الابناء وعدم ارسالهم الى المدارس.rn الوزارة تؤكدوبشأن هذه القضية فقدصرح الناطق باسم وزارة التربية وليد حسين للمدى إن وزير التربية الجديد محمد تميم أرسل كتابا رسميا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يطالب فيه بقطع مفردات التموينية عن أسر الطلبة المتسربين وإشراك وزارة التجارة مع المديريات العامة للتربية في تنفيذ هذا الأمر، واكد حسين ان الوزارة ما زالت تعمل بنظام الزامية التعليم ولن تحيد عنه. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الوزارة تنتظر الآن موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء على كتابها المشار اليه اعلاه لكي تتخذ الخطوات المناسبة بشأنه.   ويرى الناطق أن قانون التعليم الإلزامي الذي مازال نافذا حتى الآن يسمح باتخاذ العديد من الإجراءات التي تجبر الطلبة المتسربين على العودة إلى مقاعد الدراسة.rnأطفال.. رجال غير ان الافت للنظر ان نجد في اغلب التقاطعات المرورية والساحات العامة الى جانب الاسواق المكتظة  ,اطفال بعمر الدراسة وهم يتوسلون اصحاب السيارت والمارة  شراء ما يحملون من مناديل ورقية، او انواعا معينة من السكائر برافعة خشبية، فجبار البالغ من العمر 11 سنة والذي ترك الدراسة هذا العام بحسب ما ذكر بعد ان نجح من الصف الخامس الابتدائي الى الصف السادس الابتدائي وبتفوق الا ان يد الارهاب طالت حياة والده وتركت له ثلاثة اشقاء أماً مريضة مما جعله يترك الدراسة وينخرط في عمل والده ليحل محله مضطرا، وعن سؤالنا عما اذا كان المكسب يسد رمق العائلة اجاب جبار انه بالكاد يسد الرمق والحمد لله. الطفل الاخر المتسرب من الدراسة كان رزاق البالغ من العمر 8 سنوات والذي يعمل صباغا للاحذية الذي التقيناه في احدى شوارع العاصمة قال عندما سألناه عن سبب تركه للدراسة: الدراسة تحتاج الى مصاريف عديدة، وهي لا تطعم الافواه الجائعة، كان ذلك الطفل الصباغ يتحدث بفلسفة بدت كبيرة على من  في  مثل سنه، وفي معرض اجابته عن سؤالنا  عن والده قال تركته احدى الانفجارات التي حدثت مؤخرا مشلولا، وهو يحتاج الى العلاج والى عملية ولكن بعد سنة واحدة، وها انا اعمل صباغا لكي اسد الفراغ الذي تركه والدي إثر عوقه. ويشعر رزاق بالحرج وهو يرى نظرات رفاقه له عندما يعمل، ذلك لانه يتعامل مع مهنة غير محترمة، اردنا التخفيف عن رزاق وقلنا له ان العمل ليس عيبا بل العيب يكمن في مد اليد للاستجداء. طفل آخر كان يبدو اوفر حظا من رزاق فقد كان يعمل حمالا في اسواق الصدرية،التقيناه وهو يحمل حزمة كبيرة من (البصل الأخضر) قال حسن: عمري 8 سنوات وكنت في الصف الثاني الابتدائي وشاطر في الدراسة الا ان والدي تم سجنه ولا نعرف لماذا؟ وتركنا انا وامي وشقيقات اثنتين، امي مريضة تعاني من مرض في الكبد، واعمل حمالا في محل بقالة يمتلكه خالي، الذي يعطيني (اجرة يومية) قدرها خمسة آلاف دينار ادفع منها اربعة آلاف لوالدتي وادخر لنفسي الف دينار يوميا. وعن الوجبات التي يتناولها قال حسن ان خاله يطعمه الفطور والغداء، ويذهب الى امه لتناول العشاء وبذا يكون الالف دينار في جيبه يدخره كما يقول الى اليوم الاسود.. وعن المبلغ الذي استطاع ان يجمعه طوال عام، أشار حسن أن ذلك شأن شخصي وسري لا يمكن البوح به، وعندما قدمت له فئة نقدية بخمسة الاف دينار كهدية من الجريدة رفض الطفل حسن بشدة وهو يردد (شكرا.. انا لست بفقير الحال) ازددت إعجاباً بذلك الصغير الذي يمتلك عزة النفس التي غابت عن الكثير من المتسولين في الشوارع ومن هم اكبر من عمره. مثل هذه النماذج التي التقيناها وغيرها تشير بما لا يقبل الشك ان هؤلاء الصغار كانوا مجبورين على ترك الدراسة ولم يتسربوا من اجل اللهو او اللعب في الطرقا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram