 كركوك /  آكانيوزيبدو أن مشكلة المدارس الطينية في العراق مازالت قائمة، بالرغم من تأكيد العديد من المسؤولين المعنيين على أهمية التخلص من المدارس غير المؤهلة للتعليم والدراسة التي تعاني منها أغلب المحافظات العراقية والتي تعرقل سير العملية التربوية في البلاد.ظاهرة المدارس الطينية أثرت وبشكل سلبي كبير على واقع التعليم في محافظة كركوك تحديدا، خاصة بعد العام 2003.
قال مدير تربية كركوك شن عمر مبارك إن "مدينة كركوك شيدت أكثر من 350 مدرسة منذ العام 2004، فضلا عن ترميم وتأهيل عدد من المدارس الأخرى في المدينة".وأضاف "نحن بحاجة إلى 300 مدرسة إضافية في كركوك كي نستطيع فك الازدواجية والثلاثية بالنسبة للدوام والطلبة للتخلص من المدارس الطينية التي عددها 35 مدرسة طينية من أصل 160 مدرسة كانت موجودة في المدينة".  وأوضح أن "هناك مشروعا للتخلص من المدارس الطينية نهائيا وكذلك المدارس الآيلة للسقوط خلال فترة زمنية قصيرة" مشيرا الى "وجود 35 مدرسة طينية في كركوك  22  منها في قضاء داقوق جنوبي كركوك، أما البقية في قاطع الرشاد والحويجة".  وبشأن الكادر التدريسي المنتشر في مدارس كركوك والأقضية التابعة لها أردف قائلا "لدينا عدد جيد من الكادر التدريسي مع وجود نقص في الكادر بالمناطق البعيدة النائية و سنجد حلا لها في القريب العاجل بتعيين  كادر جديد وفقا للتعيينات الجديدة التي أعدتها وزارة المالية بعد إصدار الضوابط من قبل وزارة التربية".  أما فيما يخص الأقسام الداخلية قال مبارك "لدينا قسم داخلي واحد لمعهد المعلمين، لوجود عدد قليل من الطلبة القادمين من خارج المحافظة".  من جانبه، قال مدير القسم الكردي السابق في تربية كركوك يوسف سعيد إنه "بالنسبة للمدارس الطينية في كركوك كانت هناك قبل أربع إلى خمس سنوات مناطق للسكان المتجاوزين مثل (الفيلق) و (بنجة علي) و(بارود خانة) غير مشمولين بالتقسيم وهم يعانون من هذه المسألة وحتى الآن مازالت هناك مدارس في منطقة (بنجة علي) تتكون من صفين أو ثلاثة مثل مدرسة (مشكورة خان)".  وأضاف أن "مشكلة هذه المناطق بعدم بناء مدارس جديدة كونهم متجاوزون ولا يملكون أراضي تابعة للبلدية حتى تمكنهم من بناء مدارس عليها".  وتابع بالقول "نحن بحاجة إلى أكثر من 300 مدرسة لتجنب تردي الواقع التعليمي خصوصا في مدينة كركوك التي تعاني مدارسها من دوامين أو ثلاثة في مدرسة واحدة، وبالتالي تجد أن الطلبة لا يقضون في المدرسة سوى ساعتين أو ثلاث ما يؤدي إلى إرباك في التدريس والجدول المخصص للمواد، وأنصح ببناء مدارس عمودية من طابقين أو ثلاثة حتى تصبح العملية سهلة في بناء المدارس كما هو موجود الآن في دول العالم المختلفة". وأوضح سعيد أن "المدارس في كركوك التي بنيت هي مهملة كليا لعدم الاهتمام بالساحات والحدائق الخاصة بها، فضلا عن عدم الاهتمام بتوفير المستلزمات التي يحتاجها الطلبة من ألعاب رياضية وطعام وغير ذلك".   من جانبه، تحدث عضو مجلس محافظة كركوك قائلا "أعتقد أن مدينة كركوك هي من المدن المتميزة في تخصيص أموال طائلة لبناء مدارس فيها باعتبار أن موضوع التخلص من المدارس الطينية هو من أولويات مجلس المحافظة وإدارتها لدعم التربية والتعليم بكافة اللغات في هذه المحافظة".وقال توران إنه "إذا كان هناك تقصير في بناء المدارس فهذا تتحمله وزارة التربية التي لم تستطع بناء مدارس بما يوازي الميزانية الاستثمارية المخصصة لها".  وأضاف "هناك مدارس أعطيت لشركات إيرانية منذ عام 2008وقامت ببناء الهياكل فقط ولم تكمل إنشاء المدارس".وكان وزير التربية محمد علي تميم قد قال في وقت سابق على هامش جولة تفقدية شملت مقر المديرية العامة لتربية كركوك وعددا من مدارس المحافظة في كانون الثاني الماضي إن الوزارة تسعى للقضاء على المدارس الطينية في جميع محافظات العراق، ولديها خطة إستراتيجية لبناء عشرات المدارس الحديثة ضمن منحة البنك الدولي والتي خصصت في فترة سابقة نحو 100 مليون دولار لبناء المدارس، مشيرا إلى صعوبة الحصول على تخصيص أراض والتي تحول دون بناء المدارس في المحافظات.يذكر أن محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى قال في تصريحات  صحفية  إن المحافظة تعاني من مشاكل عدة أبرزها قلة الصلاحيات التي تمنعها من عدم تنفيذ الكثير من المشاريع في كركوك، لاسيما التابعة للقطاع التربوي.يشار إلى أن محافظة كركوك، تمكنت بعد عام 2003 من تنفيذ عشرات المدارس وحولت الكثير من مدارس المحافظة الطينية إلى أخرى حديثة في مركز المحافظة والأقضية التابعة لها.