 الموصل/ نوزت شمدين من بين (1116) صاحب محل للقصابة منتشرة في مدينة الموصل، يوجد (100) قصاب فقط يراجعون مجزرة المواشي في الموصل، وقد عد مراقبون صحيون ذلك بما أسموه انفلات الرقابة الصحية، لان الأرقام تشير إلى وجود ما يقرب من ألف محل قصابة تمارس الذبح خارج المجزرة أي بعيداً عن الإجراءات الصحية، مما ينذر بمخاطر صحية قد تصيب المواطنين.
الطبيب البيطري محسن عاصم خليل ذكر للمدى أن الموصل عاشت أياماً صعبة قبل أكثر من عامين بعد الإعلان عن وفيات بسبب الحمى النزفية المنتقلة من الماشية (الخراف)تحديداً، وكان مصدرها محلاً للقصابة في منطقة حي القدس شرق الموصل،   حينها قام مجلس قضاء الموصل والفرق الصحية باجراءات عديدة لتطويق المرض، وملاحقة المتسببين به، فتم غلق اي محل قصابة لا يحمل صاحبه إجازة صحية، وفرضت عقوبات على ذابحي المواشي خارج المجزرة، كما الزم القصابون بالامتناع عن بيع اللحوم التي لا تحمل أختاما صحية، لكن هذه الإجراءات انتهت بانتهاء تهديد الحمى النزفية، وعادت محال القصابة التي انتشرت بشكل كبير داخل الأحياء السكنية في عموم مدينة الموصل إلى ذبح الأغنام والأبقار بعيدا عن المجزرة، وفي أحيانا كثيرة على قارعة الطريق. القصابون برروا عدم ذهابهم إلى المجزرة لأسباب عديدة، أهمها أن موقع المجزرة الحالي القريب من مطار الموصل، تعترضه نقاط تفتيش عديدة، وذكر فواز رجب صاحب محل قصابة جنوب الموصل، أن في أحيان كثيرة تمنع نقاط التفتيش هذه الدخول أو الخروج من المنطقة، مما يتسبب بإضرار كبيرة تلحق اللحوم خصوصا في موسم الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، واقترح فواز أن تكون هناك فرق صحية في سوق بيع المواشي، لمنع بيع أية دابة مريضة، على أن يكون الإجراء مؤقتاً لحين حل مشكلة الطريق إلى المجزرة. أما ثائر سعيد ويعمل قصابا منذ عشرين عاماً، فلقد أكد على أن مجزرة الموصل تفتقر إلى النظافة، والى الكثير من الخدمات التي ينبغي توفرها في أية مجزرة عصرية، وان محلات القصابين أنظف بكثير منها، وانتقد ثائر المطالبين بذبح المواشي في المجزرة، وقال: لم لا يمنعون من يذبح المواشي في عيد الأضحى في المنازل، هناك مئات الألوف من الخراف والأبقار تذبح بعيداً عن أعين الرقابة الصحية في عيد الأضحى، لكن لا احد يتحدث عن ذلك إطلاقاً. العاملون في مجزرة الموصل، أكدوا أن معظم القصابين في الموصل يذبحون الماشية خارج المجزرة، وطالبوا بدعم المجزرة من خلال إعادة تأهيلها، ودعم العاملين فيها من اجل رفع مستوى الأداء، بلدية الموصل، أعلنت على لسان مديرها عبد الستار الحبو ان الكوادر الهندسية والفنية ستباشر بإنشاء المجزرة العصرية في منطقة الشمسيات شرق مدينة الموصل، .وقال مدير البلدية ان المجزرة سوف تنشأ وفق مواصفات عالمية حيث تحوي على ساحة لبيع المواشي  إضافة الى صالات الذبح، ومختلف المرافق الخدمية الأخرى، مشيرا الى ان كلفة المشروع ستبلغ نحو خمسة عشر مليار دينار، وسينفذ ضمن خطة تنمية الأقاليم للعام 2011. الكثير من المواطنين في مدينة الموصل،  يعتقدون بان هناك تقصيرا من قبل الدوائر الحكومية في متابعة عمل محال القصابة وبيع اللحوم بشقيها الحمر والبيض على وجه العموم، البعض ومنهم سلوان عبد الرؤوف يفضل ذبح المواشي داخل محلات القصابة، على أن تذبح في مجزرة الموصل، وهو يؤكد بأنه رأى وفي مرات عديدة اللحوم مكشوفة وهي تنقل بواسطة سيارات حمل صغيرة في شوارع المدينة، مما يعرضها لمختلف أنواع التلوث، ويحدث هذا منذ عقود أمام أنظار موظفي الحكومة في مختلف الدوائر، لكن لا احد يمنع ذلك أبداً، والطامة الكبرى بحسب سلوان، أن اللحوم تباع بالطريقة نفسها، بتعليقها في مداخل محال القصابة، فتصبح محطة استراحة للذباب وما لا يمكن رؤيته ورصده من جراثيم. وأضاف: أن على الجهات الرقابية أن تشكل فرقاً للأشراف على ذبح المواشي داخل محال القصابة، أفضل بكثير من المجزرة وأختامها الصحية التي لا تفيد بشيء بسبب سوء طرق النقل، ودعا إلى فرض غرامات مالية كبيرة على المحال التي تعرض اللحوم دون غطاء يحميها من الملوثات، أو التي تذبح مواشي لا تجيز جهات رقابية بذبحها.