ترجمة: ابتسام عبد اللهكان الكاتب الإفريقي نوغي واثيونغو واحداً من أبرز المرشحين لنيل جائزة نوبل في العام المنصرم والتي حصل عليها مؤخراً ماريو فارغاس يوسا، وأحبط آمال المعجبين بأدب واثيونغو وإنجازه في عالم الرواية.وإن استذكرنا أهم الأسماء البارزة في الرواية، نجد أن أهمها هي وول سوينكا، لويس ينكوسي، كوفي أوونور، نغوغي واثيونغو وشينو اشيبي.
كان سوينكا، أول كاتب أفريقي يحصل على نوبل للآداب عام 1988، متجاوزاً بذلك اشيبي و واثيونغو أيضاً، مع أن الأخير يستحقها بامتياز.لقد عاش كل من سوينكا و واثيونغو، مراحل طفولتيهما في أوطان مستعمرة من قبل الأوروبيين، وعانيا الكثير في تلك الأجواء المتوترة، وكان عليهما تحمّل موافق صعبة بسبب كتاباتهما ومنها السجن. والاثنان أيضاً تحملا بشجاعة نتائج مواقفهما الصريحة ضد الاستعمار الأجنبي، ومع ذلك واصلا العمل، وتقديم المسرحيات، بشكل خاص، التي تعبر عن آرائهما.أما العامل الذي فصل بين الكاتبين الكبيرين، فكان قرار نغوغي واثيونغو الكتابة بلغة بلاده بدلاً من الأجنبية والتي تواصل معها حتى عام 1977، وقد اعتبر قرار واثيونغو ذلك شجاعاً لأن اللغة الانكليزية كانت أساس الأبجدية في كينيا آنذاك، ويعني ذلك خسارة جمهور كبير من القراء، وهو الكاتب الذي يعتمد في العيش على كتاباته. ومن أعمال ينغوغي الشهيرة، رواية "ماتيغاري"، 1987، وهي باللغة المحلية ألتي تتميز باسلوبها السلس، وتغلغلها في الثقافة الشعبية، وقد منعت السلطات الرسمية في كينيا (أيام حكم دانيال أراب موي) تلك، كما صادرت نسخها كافة.ويعيش ينغوغي خارج بلاده، لكنه ما يزال يغزل حكاياته الآسرة، وآخرها،"ساحر الغراب"، كتبها أولاً بلغته المحلية، وترجمت فيما بعد إلى الانكليزية وعلى القارئ أن لا يتراجع عن قراءتها ويجعل من طولها (700 صفحة)، وهي تتحدث عن جمهورية خيالية باسم "أبوريا".ويقول الباحث النيجيري والي، إن الأدب الإفريقي قد تطور، وكان في السابق يعتمد على الأساليب الغربية، بعيداً عن المحلية" لا يحمل دمّنا أو خصب ثقافتنا الشعبية".وقد عقد مؤخراً في اوكسفورد مؤتمراً لرابطة الدراسات الإفريقية، ضم عدداً من الناشرين لمناقشة مشاكل الثقافة الإفريقية، ومن أبرزها: الصعوبة التي تواجه المطبوعات الإفريقية باللغات المحلية ومنافسة الكتب المطبوعة بالانكليزية لها في الأسواق الوطنية.ومن المؤسف إن جائزة نوبل تجاوزت واثيونغو، ربما لإصراره على الكتابة بلغته بدلاً من الانكليزية، وقد فاز الكاتب العربي نجيب محفوظ بالجائزة 1988 وهو يكتب بلغته وهي العربية. وعلى الأكاديمية السويدية تكريم نغوغي واثيونغو، لإصراره على الكتابة بلغته ومقاومته أيضاً للغات الأجنبية.rnعن النيويوركتايمز
واثيونغو وإصراره على لغته المحلية
نشر في: 18 فبراير, 2011: 05:58 م