الموصل/ المدى أعلنت مديرية شرطة نينوى، عن قيام مسلحين مجهولين باغتيال هلال الاحمدي مدير إعلام اتصالات وبريد نينوى، بعد ان هاجموه صباح يوم الخميس الماضي أمام منزله في حي الميثاق شرق الموصل، فأردوه قتيلاً في الحال ولاذوا بالفرار.
هذا وكان مسلحون مجهولون ايضاً قد اغتالوا صباح يوم الاربعاء خولة محمد صالح السبعاوي مدير التسجيل العقاري في الجانب الايسر للمدينة او ما يعرف بطابو الزهور، وكانت هي الاخرى في طريقها الى مقر عملها، حين فاجأها مسلحون بمسدسات كاتمة للصوت، وبهذا تكون خولة السبعاوي ثاني مدير لطابو الزهور يتم اغتياله منذ عام 2003، حيث سبق وأن اغتال مسلحون وبنفس الطريقة المدير السابق دروزا احمد أمام منزله، وكان ذلك في عام 2007. مسؤول رفيع في محافظة نينوى رفض ذكر اسمه ، اتهم عصابات مختصة بتزوير مستندات الأراضي والعقارات، وقال المسؤول إن الشهيدة اتصلت بالمحافظة مرات عدة لتبلغها عن تهديدات بالقتل تلقتها من مجهولين، وقامت بنقل جميع السجلات الخاصة بالعقارات في الجانب الأيسر لمدينة الموصل الى مبنى المحافظة، وتم توثيقها، وارسلت نسخا الى التسجيل العقاري العام في بغداد، ووصف المسؤول خولة السبعاوي بالمثال للمرأة العراقية الشجاعة، لانها قاومت كل صنوف التهديد، وفي نهاية الامر دفعت حياتها ثمناً لنزاهتها وحرصها على عملها. هذه التصريحات قوبلت بعلامات استفهام من قبل مراقبين سياسيين في نينوى، حيث هاجم نور الدين الحيالي النائب السابق في مجلس النواب ، محافظة نينوى، ووصفها بالعاجزة عن حماية المواطنين، متسائلاً: لماذا لم تقم المحافظة بتنسيب عناصر من الشرطة لحماية مدير التسجيل العقاري، لا سيما وأنها اعلمت المحافظة وباعتراف الاخيرة انها تلقت العديد من التهديدات؟. حوادث الاغتيال هذه بدأت تثير هلع سكان الموصل، وقد اعادت الذاكرة هناك الى ما قبل انطلاق عملية ام الربيعين الامنية منتصف عام 2008، عندما استباح الارهابيون المدينة وانزلوا الرعب بالناس قتلاً وتفجيراً وخطفاً، زهير حازم عضو في مجلس قضاء الموصل قال للمدى: هناك امر غريب يحدث في الموصل، لان حوادث الاغتيال متشابهة، وتحدث بنفس الاسلوب تقريباً، فالدكتور ابي سعيد الديوجي رئيس جامعة الموصل استهدف امام منزله في حي الكفاءات شمال المدينة، وقد اصيب بثلاث رصاصات غير قاتلة اقعدته البيت، بعدها بايام طارد مسلحون عثمان عبد الرحمن مدير توزيع المنتجات النفطية الشمالية الى داخل منزله، وامطروه بوابل من الرصاص، لينجو باعجوبة ايضاً، وهاجم مسلحون مجهولون ايضا الطبيب نوية يوسف نوية داخل عيادته في مستشفى الربيع الاهلي ، ولاذوا بالفرار بعد ان قتلوا الطبيب باسلحتهم الكاتمة للصوت، ثم قتلت مدير الطابو وبعدها مدير الاعلام امام منزليهما في منطقتيهما المتجاورتين، واخيرا اغتيل علي فخري وهو شيخ دين داخل التكية العائدة له في منطقة الرشيدية ؟. يقول الناشط السياسي عاصم غانم سمير، إن حوادث الاغتيال التي نشطت في الموصل منذ مطلع العام الحالي، تستهدف شرائح معينة من المجتمع، وفي الغالب هي اعمال اجرامية منظمة ومدعومة بشكل جيد لانها تنفذ بطريقة احترافية، في مناطق محصنة امنيا تماماً، والأغرب من ذلك انها تحدث بنفس الطريقة تماماً، اي بالقرب من دور الضحايا، أو حتى في داخلها او في مقرات عملهم. ويشير عاصم الى ان هناك قائمة طويلة بأسماء المغدورين من رجال الصحافة والشرطة والجيش والمدنيين، قبل ان يصل الدور الى مديرة التسجيل العقاري ومدير اعلام اتصالات نينوى، وتوقع ان يستمر الوضع على ما هو عليه، في ظل الانقسام السياسي الحاصل في نينوى، والتقاطع الموجود بين المحافظة والجيش. ضابط برتبة نقيب ذكر للمدى رافضا الكشف عن اسمه، أن معظم حوادث الاغتيال تتم في الجانب الأيسر لمدينة الموصل، وداخل الاحياء السكنية تحديداً، لافتا الى صعوبة احباط مثل هكذا اعمال دون تعاون من قبل المواطنين، وذكر بان الاحياء والمناطق السكنية في مدينة الموصل، محاطة فعلا بتحصينات امنية، لكن من المستحيل ان توضع حماية امنية لكل شخص.وكان قد اغتال مسلحون مجهولون في وقت سابق احد السادة الشيوخ عندما اقتحموا منزله واطلقوا النار عليه شمال الموصلوقال مصدر من شرطة المدينة :ان ثلاثة مسلحين مجهولين اقتحموا منزل السيد علي فخري وهو صاحب (تكية) في منطقة الرشيدية شمال الموصل واطلقوا النار عليه ما ادى الى مقتله في الحال".وياتي هذا الحادث ضمن سلسلة الاغتيالات التي تشهدها الموصل هذه الايام بالرغم من الانتشار الواسع للقطعات الامنية وغلق الطرقات واخضاع كل الاحياء الى خطة المنفذ الواحد.
مراقبون وسياسيون يحملون المحافظة مسؤولية حماية المواطن
نشر في: 18 فبراير, 2011: 10:28 م