بابل/ إقبال محمد.تشهد مستشفيات محافظة بابل حالات تشوه للأطفال حديثي الولادة, والتي تجاوزت المئات, ووفقا لدراسة أعدها الدكتور محمد هلال من مستشفى بابل للولادة والأطفال والتي أكد خلالها على أن ظهور التشوهات ناتج من عوامل قد تكون وراثية  تحدث نتيجة طفرات في الجينات الوراثية تنتج من تعرض الأم أو جنينها للإشعاع والتلوث البيئي مما يشكل خطرا على تكوين الجنين.
وأشارت الدراسة  إلى أن ما تعرض له العراق خلال السنوات الماضية من إشعاع وتلوثات كيماوية قد ساهم كثيرا في ارتفاع نسبه التشوهات لدى الأطفال حديثي الولادة, موضحة: أن  حالات التشوه مختلفة ومتنوعة فمنها تشوهات خارجية أي تصيب الأجزاء الخارجية من الجسم مثل  تشوه العظام وتشوه العمود الفقري والرأس والجلد  أو تصيب الأجزاء الداخلية من الجسم كتشوه القلب والجهاز الهضمي والجهاز البولي والمخ, وهذه التشوهات قد ترافق الجنين خلال أشهر الحمل فقط لأنها تتناسب مع حياة الطفل الرحمية مما تسبب له الوفاة بعد الولادة مباشرة وقد يفقد الطفل حياته قبل انتهاء أشهر الحمل.ونوهت الدراسة إلى أن عملية الكشف عن التشوهات ممكنة في بعض الحالات التي يكون فيها التشوه ظاهرا حيث يمكن كشفه من خلال أجهزة السونار إلا أن بعض التشوهات وخاصة التي تصيب الأعضاء الداخلية للجسم قد لايتمكن الطبيب المختص الكشف عنها,ومن خلال هذه الدراسة دعا الدكتور محمد هلال إلى ضرورة الحد من ظاهرة التشوهات الولادية التي تحدث في المحافظة من خلال أقامة حملات توعية مجتمعية تبين أهمية أجراء الفحوصات المختبرية للمقبلين على الزواج لمعرفه الإمراض التي قد تتسبب فيما بعد بحدوث تشوهات خلقية أو الحد من ظاهرة زواج الأقارب والذي قد يسبب أيضا في ظهور حالات تشوه ولادي , فضلا عن تنبيه وتوعية الحوامل على عدم تناول العقاقير أو التعرض للاشعة خلال فتره الحمل وكذلك تجنب الإصابة ببعض الأمراض التي قد تساهم في تشوه الجنين. كما أكدت الدراسة على وجوب إنشاء مراكز متخصصة في تقديم المشورة الطبية للعوائل وإشراك الأطباء والمختصين في هذا المجال في ندوات خارج البلاد للاستفادة من خبرات الدول الأخرى والحد من ظاهرة التشوه الولادي. كما أبدى الدكتور محمد هلال خلال دراسته عن استعداد الكثير من المختصين في هذا المجال من إعداد دراسات والمساهمة في وضع حلول مناسبة تخفف من نسبه التشوهات وتحمي البلد من جيل مشوه ومعاق.إلى ذلك قالت الدكتورة أمل سلومي رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة: "نحن ندعم  ونشجع الأطباء والمختصين في المحافظة لتقديم دراسات حول أسباب حدوث التشوهات ومناطق تركزها, وإعطاء مقترحات علمية مفيدة للحد من هذه الظاهرة ونحن بدورنا سنتواصل مع الحكومة المركزية ووزارة الصحة لتطبيق المقترحات على أرض الواقع كما ساهمنا سابقا من خلال تضافر الجهود مع دائرة صحة بابل التي تزودنا بالمعلومات والدراسات والتوصيات المطلوبة للقضاء على الأوبئة أو الأمراض.