محمود النمراحتفت دار الثقافة والنشر الكردية بالمؤرخ والكاتب زهير أحمد القيسي ،لما له من دور في رفد الثقافة العربية والكردية من شعر وتاريخ وروايات وترجمة . وكان أول المتحدثين د. جمال العتابي مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية الذي قال :تتشرف الدار أن تقيم لأحد رموز الثقافة والإبداع العراقيين هذا الاحتفاء اذ دأبت هذه المؤسسة عبر نشاطاتها وفعالياتها المتنوعة أن تقدم مثلا ونموذجا حيا خارج الأسوار والأطر التقليدية لتنطلق نحو فضاءات أرحب في المشهد الثقافي ،بعيدا عن التعصب والتحجر او الانزواء،
والثقافة بمعناها الأشمل تعني الحياة والاستزادة المعرفية ،والتعامل مع حقائق ومعطيات العصر الجديد .لنأخذ مثلا ماقدمته ثقافة الأخوة في كردستان عبر عقدين من الزمن اذ استطاعت ان تؤسس لثقافة الحداثة والتجديد والحرية واحترام التنوع والاختلاف .ان اقدامنا على طبع مؤلف للاديب زهير أحمد القيسي وفق هذه القياسات، إنما هو خطوة اولى لتعميم هذه الثقافة ،فلم تعد الثقافة الكردية تخص شعبا او قومية ما .. بل هي ثقافة إنسانية تتطلع نحو الافاق المشرقة المزدهرة بالحب والامل والبناء . واكد وكيل وزارة الثقافة الاستاذ فوزي الأتروشي الذي أثنى على القيسي لأنه قدّم الكثير من المؤلفات المتنوعة في شتى المجالات وقال :ونحن نكرم قامة عراقية تمثل احد اعمدة الثقافة العراقية حيث كانت له العديد من البحوث التي كانت رافدا مهما في الثقافة .وأضاف الأتروشي، إن دار الثقافة والنشر الكردية كانت الوحيدة التي تخص الثقافة الكردية في الزمن الماضي والآن أصبحت الكثير من المؤسسات التي تعنى بالأدب الكردي وخاصة في إقليم كردستان ،علما إن هناك مجلة صدرت بعنوان (الجسر ) وهي مجلة فصلية تديم العلاقة بين الثقافتين الكردية والعربية .وقال الباحث حميد ياسين ان القيسي كان رجلا موسوعيا له عدة روايات وترجمات وكتب في عالم الشطرنج، وكذلك كان باحثا في العديد من القضايا التاريخية ،واثنى ياسين على منجزات زهير الثقافية لعدة عقود، منتميا إلى عالم الإبداع بكل ما يملك من طاقات ابداعية وهو رجل مخلص مثابر في طلب المعرفة .وقال زهير احمد القيسي بعد ان شكر دار الثقافة والنشر الكردية بإقامة هذه الاحتفالية ان هذا التلاقح والتزاوج الطبيعي يشكل نقطة بارزة في تأريخ الثقافتين، وان التفريق القسري ما بين الثقافة العربية والكردية غير ممكن لأنهما نتاج بلد واحد، ونتاج تأريخي واحد وهذا التلاقح والتزاوج الطبيعي يشكل نقطة بارزة في تأريخ الثقافتين، عندي الكثير من الأشعار الكردية التي ترجمتها إلى العربية مند أكثر من 50 عاماً، وهي لا تزال مركونة في مكتبتي المهملة .وقال الإعلامي مازن لطيف : لايمكن العروج على سيرة القيسي وحياته الخاصة والعامة دون التطرق الى تجربته الثرية مع تاريخ العراق ومعايشته لمختلف مراحله المضطربة،بوصفه شاهدا عليها أيضاً ،ففي كتابات القيسي وأبحاثه التراثية التي تركت بصماتها الكبيرة في هذا الميدان تظهر شخصيته الحقيقية ،وبصفته مثقفا أصيلاً من مثقفي العراق الحديث، القيسي عاشق للثقافة ومغرم بإبداعها بشكل عام وكتبها بشكل خاص،فمن خلال معرفتي به يمكنني القول ،بأنه من القلة القليلة التي تتصف بإنتاج غزير ومثير ، ولديه أكثر من 50 مخطوطا تنتظر الطبع مابين دراسة ورواية وكتب في التراث.فيما وقف الأستاذ المترجم كاظم سعد الدين، معلنا أمام الحضور إن زهير القيسي هو (طاغور العراق ) لما يتميز به هذا الأديب من إبداع متنوع .المؤرخ والكاتب والشاعر زهير أحمد القيسي ولد في بغداد عام 1932 وقد كتب للصحافة والأدب والشعر مند عام 1949 . من أبرز مؤلفاته الشعرية "أغاني الشباب الضائعة" عام 1980، ومن كتبه أيضا "طرزان هاملت الأدغال" و "الزراعة في التراث العربي" وكتاب "الشطرنج" و "الأرقام" و "الرايات" و "ابن بطوطة".
في دار الثقافة والنشر الكردية: زهير القيسي طاغور العراق
نشر في: 20 فبراير, 2011: 04:59 م