اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الشباب يتحرر من ثقافة النظام

الشباب يتحرر من ثقافة النظام

نشر في: 21 فبراير, 2011: 05:51 م

محمد صادق جراد في حراك شبابي جديد تشهده المجتمعات العربية تمكن الشباب المصري وقبله التونسي من فرض إرادته على الأنظمة الدكتاتورية باتجاه تنحيها عن السلطة والمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها الارتقاء بالمستوى المعيشي للفرد وتوسيع المشاركة السياسية في بلد ظل عقوداً طويلة يرزح تحت سلطة نظام دكتاتوري تسلط على شعبه من خلال أساليب قمعية بدائية لم تتمكن اليوم من الصمود أمام التطور العلمي والتكنولوجي الذي تسلح به الشباب العربي.
ولقد طوّر الشباب نفسه ليحارب  بأسلحة حديثة لا تمتلكها المنظومة الدكتاتورية، في الوقت الذي ظلت هذه الأنظمة محافظة على تخلفها وتمسكها بتلك الأساليب البالية والشعارات التي لم تعد تسمن من جوع المواطن ولا ترضي تطلعات الشعب العربي وهكذا انتصرت إرادة الشباب المدعومة بالعلم ومواكبة العصر والروح الوطنية الجديدة البعيدة عن الشعارات وتدخلات الأحزاب والقوى الخارجية.ولابد من الإشارة هنا إلى ان الشعب المصري يمتلك الكثير من الطاقات والنخب السياسية والثقافية والعلمية إلاّ أنها فشلت جميعا في التصدي للنظام الدكتاتوري رغم المحاولات الكثيرة التي قامت بها الأحزاب والنقابات والمنظمات المختلفة حيث تمت مواجهة هذه المحاولات بالقمع والترهيب على مدى عمر النظام السابق .إلا إننا لاحظنا كيف نجح الشباب المصري في تحقيق الحلم حيث تمكن من خلال ثورة 25 يناير والتي استمرت حتى يوم تنحي مبارك عن السلطة في 11 فبراير من تحقيق الانجاز العظيم وهو تخليص الشعب المصري من أقوى دكتاتورية في الشرق الأوسط ليسقط بذلك صنم آخر من أصنام الدكتاتورية العربية بعد صنم تونس وقبله صنم ساحة الفردوس ببغداد الذي كان الإشارة الأولى لسقوط الأصنام إلا ان العرب لم يستفيدوا من الدرس العراقي ولم يستفيقوا إلا بعد ثماني سنوات من سقوط صدام الذي كان يصوره قادة العرب على انه بطل وشهيد لأنهم متشابهون ويدافع احدهم عن الآخر، ولكن اليوم الصورة مختلفة والحقيقة بدأت تنكشف، فشباب العروبة الذين كانوا يؤمنون بالأنظمة الدكتاتورية والمتأثرون بثقافة الحزب والقائد الأوحد خرجوا من سجنهم المظلم بعد ان اكتشفوا من خلال العولمة والاتصال بالعالم والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة بأنهم كانوا آخر من يعلم بأن الديمقراطية الحقيقية هي الضامنة لحقوق الإنسان والسلم الاجتماعي وليس القائد الضرورة الذي ظل يسيطر عليهم عقوداً طويلة من الزمن، وان الشباب العربي والمصري اليوم نجح في مهمته لأنه بات يختلف كثيرا عن الشباب المصري في الأجيال السابقة والذي كان يسير في ركاب السلطة من خلال سيطرتها على أفكاره عبر شعارات الحزب والزعيم والقضية المركزية والعزف على نغمة القومية ونظرية المؤامرة والخطر الخارجي .وان الأنظمة العربية اليوم لم تعد قادرة على احتكار الثقافة لنفسها ولحزبها في عصر العولمة وفي ظل تكنولوجيا الاتصالات والتطور العلمي، حيث أصبحت المعلومة في متناول الشاب والطفل ولا يحتاج للوصول إليها سوى الضغط على زر صغير في حاسوبه وهذا يصعّب من مهمة السلطات الدكتاتورية التي تعتمد على تضليل الرأي العام عن الحقيقة وتعليق أسباب فشلها في تحقيق الرفاهية لشعوبها  على أسباب غير موجودة إلا في مخيلة النظام .من هنا جاءت العولمة والتطور العلمي بما لا تشتهي الأنظمة العربية، فمن جانب شاركت العولمة في توعية الجماهير والشباب بصورة خاصة والاطلاع على ما يجري خارج السجن الكبير الذي كانوا يعيشون فيه وأيضا كانت سلاحا فتاكا في تغطية الأحداث الجارية للثورة المصرية والتونسية وورقة ضغط على الأنظمة التي حاولت قطع الاتصال بالعالم الخارجي إلا إنها فشلت في إسكات الأصوات المرتفعة من ميدان التحرير وساحات عربية أخرى ستكون على موعد مع التظاهر، لان ما حدث في مصر وتونس يغري ويشجع الشعوب المظلومة على التفكير بصوت مرتفع والمطالبة بإصلاحات تساهم في توفير العيش بكرامة إضافة الى توسيع المشاركة السياسية في انتخابات ديمقراطية يكون فيها الصندوق الشفاف هو صاحب الكلمة الفصل في اختيار ممثلي الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram