ترجمة : عمار كاظم محمد هل الفيلم الجديد حول حياة ألن غينسبرغ و محاكمة قصيدة عواء كانت معقولة جدا ؟ لقد اراد الن غينسبرغ ان يغير العالم لكي يتلاءم معه، لكنه دخل الى معهد كولومبيا النفسي في مانهاتن عام 1949 حينما كان في الثالثة والعشرين من العمر .
في اول يوم له هناك التقى ب ( كارل سولومون ) ، لقد كان اصغر منه بعامين لكنه كان يحمل تاريخا من عدم التوازن العقلي . سولومون كان واسع الاطلاع مع اهتمام خاص بالكاتب الرمزي الفرنسي انطوان ارتورو الذي توفي في مستشفى المجانين في العام السابق، والذي يعتقد سولومون انه عينه كممثل له في امريكا . كانت الحالتان النفسيتان بحجم بعضهما البعض يقول غينسبرغ " أنا الامير ميشكن " وهو يلمح الى شخصية مضادة للبطل في رواية دستويفسكي الشهيرة " الابله" لقد كانت تلك الاشارة ستفلت من اكثر النزلاء، لكن سولومون امسك بها ثم قال غينسبرغ " أنا كيرلوف " فرد سولومون مشيراً الى رواية الممسوسون، وهكذا نشأت صداقة ستكون خالدة في حماسها واسهابها وفحشها ونصف سرياليتها الممتنعة لكن قبل كل شيء قصيدة لم يسبق لها مثيل وربما اشهر قصيدة طويلة في الشعر الانكليزي منذ الارض اليباب عنوانها الكامل غالبا ما يكون " عواء – الى كارل سولومون" . كان غينسبرغ آنذاك على معرفة ب " جاك كيرواك" الذي تخلص من البحرية التجارية ( على الطريق كان يمكن بسهولة العيش على امواج المحيط ) من خلال حالة التدهور الادراكي التي تسمى بداء الفصام بالاضافة الى افعال التمرد الأخرى، وقد أجاب كيرواك حينما سئل عن اسمه ورتبته بانه " انا صموئيل جونسن القديم فقط " وبعد فترة في مستشفى الامراض العقلية خرج من البحرية كما كان يخطط . كلا الرجلين كانا على علاقة بوليام باروز مدمن المخدرات بعاطفة امريكية قديمة للسلاح وحق المواطن في استخدامه ومثل صديقيه الشابين كان وليام في مستشفى للأمراض العقلية، مقلدا حالة فان كوخ في محاولة لقطع خنصر يده اليسرى لارساله الى حبيبته المهملة لكنه بدلا من ارساله اعطاه لمحلله النفسي الذي اوصى ببقائه شهرا في ردهة المستشفى. المركز المغناطيسي لتلك الزمرة كان نيل كاسيدي الذي كان يعاني من رهاب المجتمع ولص السيارات الذي وصلت قائمته الى 500 سيارة، وتزوج زوجته الاولى حين لم تكن تبلغ السن القانوني، وعقد روابط العقد مع الثالثة، بينما كان مندفعا الى الثانية ،تلك المجموعة كانت هي الجيل المؤسس للتجارب المتشكلة التي اصبحت فيما بعد تعرف بجيل "البيتس". لقد تطور شعر غينسبرغ خلال العديد من المراحل قبل ان يكتب قصيدة عواء في نهاية الاربعينيات حينما سلم شعرا يدعى " كرة المنضدة والنسيان – علاج بالتحليل النفسي" كان مازال يحاول كتابة شعر رسمي في اختبارات عشوائية وبضعة قراء فقط يميزون غينسبرغ كمؤلف لأبيات كهذي : لم احلم أبدا ان البحر عميق جداً او إن الأرض ظلام ، وداعاً يا نومي لقد أصبحت طفلاً آخر استيقظ لأرى العالم أكثر برية........ان الفكرة في البيت الأخير حول العالم البري كان النوع الوحيد الذي رأى فيه غينسبرغ أملاً في يقظة الحياة بالنسبة له . كان العديد من قصائده المبكرة مغلفة بالخراب والخوف :الريح كانت مظلمة والليل حزين اعيش مؤرقا وانا ائن ..لا احد يهتم حينما يغدو رجلاً ما مجنوناً . في العالم البري من جهة أخرى حيث تسود قوانين الطبيعة يمكن للمرء ان يتحرر من تقييدات المجتمع واخلاقه وليس هناك جنون بين الوحوش فهي ببساطة تعوي . الفيلم الجديد حول حياة مؤلف قصيدة عواء والقراءة الاولى لها في سان فرانسيسكو والمحاكمة التي تلتها للناشر لورنس فرلنغيتي حول تهمة المجنون هي مالوفة حول موضوعها الخارج عن السيطرة . عن صحيفة الغارديان
قصيدة عواء فـي فيلم جـــديــــــد
نشر في: 21 فبراير, 2011: 06:27 م