الموصل/ نوزت شمدين تستعد محافظة نينوى لبدء تنفيذ مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة، وقد خصص لذلك اجتماع عقد في مبنى المحافظة حضره ممثلو عدد من الدوائر الحكومية في نينوى بينها بلدية الموصل، وذكر مصدر في المحافظة للمدى أمس أن التجديد الحضري للموصل القديمة لا يعني الاهتمام فقط بتراث المدينة من حيث الأبنية،
وإنما النواحي الاجتماعية ستكون من أولويات هذا المشروع من حيث الواقع المعيشي لأهالي مدينة الموصل القديمة، وتحسين وضعهم الاجتماعي، وكيفية إعادة الخدمات إليهم، وتوفير فرص العمل لهم، من خلال تنشيط عمل الحرف اليدوية التي يعيشون على وارداتها، وتطوير البنية التحتية لهذه المدينة، وبالتالي فان المشروع يهتم بالناحيتين الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، وذكر المصدر بان المشروع سينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، وهناك لجنة تشكلت في المحافظة تضم اختصاصيين في علوم الاقتصاد والاجتماع والقانون ومهندسين معماريين، هدفها بحث الموضوع ووضع أسس واضحة له لكي يشعر أهالي الموصل القديمة بأهمية مدينتهم، ويتمسكوا بها قدر الإمكان، بدلا من الخروج منها وبناء الدور بعيداً عنها، وذكر المصدر بان المشروع مقر من قبل وزارة البلديات والأشغال العامة، والتنفيذ سيكون خلال فترة قريبة من خلال التواصل المباشر من قبل لجنة التجديد الحضري مع اهالي الاحياء السكنية في مدينة الموصل القديمة للوقوف على وضعهم الاقتصادي والمشاكل الاجتماعية التي يعانون منها، وبين المصدر بان مدينة الموصل القديمة تمتد من منطقة رأس الجادة جنوباً حتى منطقة المستشفى الجمهوري شمالاً، والى الشرق حيث منطقة باب الطوب وباب الجديد، وهذه الأحياء تشكل اكبر مدينة قديمة ماثلة في العالم من حيث المساحة، وكان متخصصون آثاريون قد حذروا في وقت سابق من مخاطر تهدد مدينة الموصل القديمة بالزوال، ومنها المياه الجوفية المتجمعة والتي بدأت بالتأثير على الأرض، سيما وأنها تحوي نسبة كبيرة من الكلس، وأكدوا على أن إهمال الجهات المعنية تسبب بأضرار كبيرة لحقت الكثير من الرموز العمرانية التي تضمها مدينة الموصل القديمة، ومنها القناطر المنتشرة في أزقة الأحياء القديمة، والجامع الكبير الذي يضم مئذنة الحدباء أشهر معالم الموصل القديمة على الإطلاق، إضافة إلى قره سراي وقلعة باشطابيا، والعشرات من البيوتات الأثرية القديمة مع الجوامع التي تصل أعمار البعض منها الى 800 عام أو أكثر.  مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة استمر الإعداد له نحو عامين، ويشاع في الموصل ان هناك شركة ايطالية متخصصة ستقوم بأعمال التجديد، لكن هذا المشروع وفي ظل الوضع المعيشي والأمني الصعب التي تعيشه مدينة الموصل، لا يلقى  شعبية كبيرة لدى الأهالي، الذين يفضلون تنفيذ المشاريع الخدمية المهمة، وتوفير فرص العمل، وفتح الطرق المعلقة منذ أعوام بعيدة، فهناك من يرى بان المشروع يأخذ طابعا كمالياً، حتى لو قيل بأنه سيحقق فائدة سياحية على المدى الطويل، وهذا ما أشار إليه فؤاد عبد الباقي من سكان حي الفاروق وهو من الأحياء القديمة في الموصل حيث قال بان الناحية السياحية الآن تحديدا في الموصل معطلة تماماً، لان الأمور الأمنية لم تستقر بعد لكي تستقبل الموصل سياحاً، بل أي شخص أجنبي، لا وبل هناك الكثير من مواطني المحافظات العراقية الأخرى يتجنبون الدخول إلى مدينة الموصل، والأولى كما يشير فؤاد هو إبدال شبكة المجاري، ومد خطوط مياه جديدة، وتوفير ساعات كهرباء جديدة، وفتح الطرق إلى الأسواق التي تعاني بما يشبه الشلل بسبب نقاط التفتيش والعوارض الكونكريتية. وبالحماسة نفسها تحدثت المعلمة الابتدائية خولة الحيالي التي تسكن في منطقة سوق الشعارين التي تضم جامع النبي (جرجيس): "نشكر المحافظة لانها تفكر بتطوير المرافق السياحية، وتهتم بالجانب العمراني لمدينة الموصل، لكن الجانب الإنساني وهو الأساس، يعاني من الإهمال، وشريحة واسعة في الموصل تعيش واقعاً صعباً ومريراً، ولا أظن بأنها تكون سعيدة بمشاريع لا تعرى منها آية فائدة تنفق عليها مليارات الدنانير، بينما هي بالكاد تحصل على قوت يومها".