اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > القصيدة والأغنية أشد تأثيراً من الكلمة المطبوعة

القصيدة والأغنية أشد تأثيراً من الكلمة المطبوعة

نشر في: 21 فبراير, 2011: 07:22 م

الكتاب: الشعر والسياسةتأليف: روبرت دانتونترجمة: ابتسام عبداللهفي العام 1749، فصل لويس السادس عشر من الخدمة الوزير قوي النفوذ كووت دو مورياس ثم، نفاه خارج البلاد. أما سبب ذلك التصرف، فتُعزى حسب المصادر التي عاصرت الحادثة إلى الأغاني وتلك الحادثة تعتبر نموذجاً
مبسطاً للعقدة التي تمكّنت من أنظمة الحكم القديمة تجاه النقد عبر الأغاني أو القصائد واعتبارها تحريضاً ضد السلطة.وهذا الرأي لا ينطبق على كافة أنظمة الحكم في كل زمان ومكان، بل يخص مرحلة معينة من التاريخ، في عدد من المجتمعات التي تعتبر شبه مثقفة، حيث تثير أغنيات الشارع المشاعر بحدّة اشد من تأثير الكلمة المطبوعة.ولو أخذنا مثال الوزير دو مورياس نموذجاً للبحث، فأن قصته تبدو وكأنها رواية مثيرة ومشوّقة.وقد تناول الكتاب، روبرت دانتون، هذه القضية بالتفصيل في كتابه الجدي،"الشعر والسياسة"، واعتمدت أبحاثه على مجموعة من الملفات الخاصة بتلك القضية والمحفوظة في سجن الباستيل.وقد بدأت تلك القضية، عندما تسلّم المفوض العام في قسم شرطة مدينة باريس أمراً من قصر فيرساي ينص على البحث عن مؤلف قصيدة تبدأ بالبيت التالي:"الوحش- الشريد الحقود.."، وبطبيعة الحال فأن الوحش كان لويس السادس عشر.وسرعان ما تم تبليغ المئات من المخبرين السرين بالبحث عن شاعر تلا القصيدة في مقاهي باريس وشوارعها وحدائقها العامة، وبعد زمن قصير تسلم المفوض العام للشرطة ورقة تقول:"أيهما السيد، أنا اعرف شخصاً لديه في مكتبه تلك القصيدة، وهو يستنسخها، وأنا مستعد لأدلك عليه إن رغبت بذلك".وبطبيعة الحال، تم استدعاء صاحب الرسالة وكوفئ بمبلغ من المال عمل عام بالنسبة لعامل غير ماهر. وتمّ بعد ذلك شنّ هجوم على المكان المحدد في شارع رو دو فوين في 14 تموز 1749، وأدى إلى اعتقال طالب في كلية الطب يدعى فرانسواز بونيس.وخلال التحقيقات التي أجريت في سجن الباستيل، قال بونيس، أنه استلم القصيدة من الراهب جان إدوارد، عن مصدره، واعتقل ذلك الشخص أيضاً، وتوالت حلقات السلسلة، وكل من يعتقل يعترف بآخر، حتى أصبح في الباستيل 14 شخصاً في تلك القصيدة.وعل الرغم من ذلك لم يتم العثور على مؤلف القصيدة، ليس كما يقول النقاد من ان المؤلف كان قد توفي، بل لأن قضية الـ(14)، كانت نتيجة عمل مشترك، حيث ساهم كل واحد منهم في إضافة بيت من الشعر، أو قام  بتغيير الأبيات القديمة، حسب رغبته. والأكثر من ذلك أن رجال الشرطة في خلال تحقيقاتهم عثروا على خمس قصائد أخرى حول الموضوع نفسه، الواحدة منها اشد تحريضاً من الأخرى، على الأقل من وجهة نظر رجال الشرطة. وعلمت الشرطة أيضاً، إن تلك القصائد كانت تستنسخ ويتم حفظها، وتقرأ ضمن مجموعة صغيرة، وتُلحن بعضها بعدئذ وتُغنى وأكثرها شهرة كانت تلك التي تُلحن وفق نغمات شائعة.والأغنية التي أسقطت وزارة الماركيز دو مورياس فهي قضية الحان شعبية معروفة لقصيدة حب بعنوان "يقظة الأميرة النائمة"، تعود النسخة الأولى منها إلى القرن السادس عشر. وفي تلك المراحل من التاريخ الفرنسي، كان الشعب يتعلق بأغنيات أو قصائد، تتضمن رموزاً ومعانيٍ خفية ضد البلاط  أو الملوك والملكات. وكانت تلك القصائد تتغير أبياتها حسب الأحداث الجارية خاصة تلك المتعلقة بتصرفات الملوك أو عشيقاتهم أو المقربين منهم، ثم تحفظ في الذاكرة، وعبر دراسة نماذج من تلك القصائد، تغطي الأحداث حتى عام 1748، يتمكن المرء من تكوين فكرة عامة عن مجريات الأمور آنذاك، ومن المعروف ان باريس لم تعرف الصحف اليومية، أو بمعنى آخر، لا وجود لتقارير يومية عن الشؤون السياسية أو العامة- وإضافة إلى ذلك كان عدد كبير من الباريسيين لا يجيدون القراءة، لكنهم تناقلوا تلك الأخبار عبر حفظ القصائد والأغاني، ولذلك السبب، كانت القصيدة تكتب بأسلوب بسيط يسهل حفظه، وينتشر في كافة الشوارع والأزقة بسرعة.ويقول المؤلف، أن مثل هذا الأمر قد حدث في انكلترا أيضاً، ففي عام 1936، عندما أحب الملك إدوارد الثامن السيدة سمبسون، سكتت الصحف ولم تتطرق إلى الموضوع، في حين انتشرت آنذاك أغنية انكليزية تتغنى بذلك الحب.ويعود الكاتب روبرت دانتون في نهاية الأمر ليكتب عن نهاية قضية الـ(14) معتقلاً ليقول إنهم كانوا من الطلبة أو المحاسبين من الطبقة البرجوازية. وهم مثل بقية السجناء اعتقلوا في الباستيل أشهراً وتمّ نفيهم خارج باريس بعدئذ.عن/ الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram