 بغداد/ زينب صنكورتضاربت المواقف والتصريحات بين الفرقاء السياسين في احتمال وجود نفوذ ايراني متعدد الأوجه داخل العراق.بعض البرلمانيين العراقيين نفوا الوجود الإيراني وحذروا من خطورة تقارير تروج لهذه الفكرة، بينما لا يزال اخرون يؤكدون وجوده في عدد من المحافظات.
القيادي في دولة القانون والنائب عن التحالف الوطني عزت الشابندر اكد وجود نفوذ ايراني في العراق، وقال انه نفوذ لا تنافسه اي دولة حتى من الولايات الامريكية المتحدة.وقال الشابندر "للمدى" ان النفوذ الايراني في العراق لا يقتصر على جهة او قومية او طائفة محددة لان العراق بلد يهم الايرانيين الى درجة كبيرة لذلك فهم مستعدون لبذل جهود كبيرة من اجل تقوية وجودهم في البلاد.واضاف ان التجارة هي احد وسائل النفوذ السياسي لانهم لا يحتاجون الى التجارة في العراق وانما يستخدمونها من اجل الوصول الى السياسة، مشيرا الى ان ايران اعتبرت العراق ساحة للصراع مع الولايات المتحدة الامريكية على خلفية الملف النووي الشائك.لكن النائب عن تيار شهيد المحراب المنضوي داخل التحالف الوطني حسون الفتلاوي لم ينف أو يؤكد وجود النفوذ الايراني في العراق.وقال الفتلاوي "للمدى" "لا يمكن لشخص ان ينكر النفوذ الاجنبي بشكل عام داخل العراق واذا وجه السؤال عن هذا النفوذ لأي فريق سياسي سيكون الجواب نعم .. سواء كان سياسيا او اقتصاديا. واوضح ان اي دولة لها مصالح في العراق "لكن نأمل ان يكون هذه النفوذ مشروعا وقائما على اساس المصالح المشتركة.واضاف ان ايران حالها حال الدول الاخرى لها نفوذ ومصالح في العراق لكن لا يصل للحالة السلبية لانهم تفهموا وضع العراق وان سلامة العراق سلامة لهم وقوة العراق قوة لهم ايضا.واشار الى وجود علاقات طيبة تربط الكثير من الساسة الموجودين في الحكومة ومجلس النواب بإيران على خلفية النضال في الخارج وان ايران احتضنت المعارضة العراقية.في المقابل، اكد عضو القائمة العراقية محمد الطائي ان العراق يعد ساحة كبيرة لصراع الاجندات ومراكز قوى عديدة، ويشار احيانا الى ان اقوى هذه المراكز هو النفوذ الايراني في العراق ، والايرانيون يملكون نفوذا في الوسط السياسي والاقتصادي.واستدرك الطائي بالقول ان هناك علاقات تجارية رسمية مع ايران لكن هذا لا يلغي ان الكثير من القطاعات الخاصة لايران تمتلك الكثير من المصالح في العراق خصوصا في قطاع السياحة والاسكان والاعمار وتجارة المواد الغذائية فهذه خارج الاطار الرسمي، مشيرا الى وجود نواب لديهم علاقات شخصية سياسية بعيدة عن الدولة ومن الطبيعي إن يسعى هؤلاء النواب لتوطيد العلاقة مع إيران.بينما اتهم النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني ايران بتمويلها للجماعات الارهابية وتنظيم القاعدة.وقال العلواني "للمدى" ايران تتدخل في الشان العراقي في كل صغير وكبيرة ولديها مليشيات داخل الاجهزة الامنية عن طريق بعض الاحزاب"، مشيرا الى ان ايران لها دور كبير في دعم تنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية كي يبقى العراق دولة ضعيفة وتابعا لقوى أقليمية.من جانبه رجح النائب عن دولة القانون علي كردي الحسيني عن وجود نفوذ ايراني في العراق على اعتبار ان جميع الدول لها نفوذ في الدول الاخرى.وقال الحسيني "للمدى" ان جميع دول العالم تتدخل في الدول الاخرى لان الامور لا تدار بمعزل عن الدول الاخرى وخاصة دول الجوار، وانه من الطبيعي وجود تدخلات من دول الجوار على العراق لكن ان يكون هذا التدخل سلبيا وعلى حساب سيادة العراق واتخاذ قراراته هذا ما لا نرضاه وامر مرفوض.واضاف ان هناك علاقات ايجابية تربط ايران بالعراق في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية لكن جميعها علاقات رسمية وغير مخفية اما اذا كانت هناك علاقات مخفية وخاصة التجارية منها فليس لدينا علم بها.واضاف الحسيني ان الوضع التجاري في العراق مفتوح وفق الاسواق الحرة لكل الدول وان على العراق الانفتاح على جميع الدول وبالاخص الجوار من اجل تيسير الوضع التجاري لكن هذا الانفتاح لا يعتبر نفوذا لايران في العراق وانما تبادل تجاري مجرد بين البلدين.واشار الى ان عدد الزوار الايرانيين الذين يدخلون العراق رسميا يصل الى (5000 زائر) اسبوعيا، كاشفا عن اتفاقيات بين العراق وايران لرفع هذا العدد باعتبار هذه الزيارات تنمي الوضع الاقتصادي والتجاري للبلد.وكان السفير الإيراني في العراق حسن دانائي نفى الاسبوع الماضي تدخل بلاده بالشأن الداخلي العراقي، وقال إن علاقة بلاده بالعراق متينة. كما كشف دانائي في تصريح لعدد من وسائل الإعلام خلال زيارة قام بها إلى كربلاء، عزم بلاده تزويد العراق بحصة إضافية من الطاقة الكهربائية بعد الانتهاء من مد خط لنقل الطاقة في جنوب البلاد. وشدد السفير الإيراني على أن بلاده تتمتع بعلاقات اقتصادية جيدة مع العراق، لكنه وصف تلك العلاقات بأنها دون مستوى الطموح. تجدر الإشارة إلى أن عشرات الشركات الإيرانية تقيم معرضا في كربلاء بالتنسيق مع الحكومة المحلية، يهدف إلى التعريف بالصناعات الإيرانية وتوطيد العلاقات مع التجار ورجال الأعمال العراقيين.