بغداد/ هشام الركابيتعهدت الحكومة العراقية بحماية المتظاهرين المطالبة بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد، فيما نفت اللجوء إلى فرض حظر التجول أو قطع الطرق.لكنها في المقابل، أقدمت على منع وسائل الإعلام المرئية من تغطية تظاهرات مرتقبة يوم الجمعة المقبل من خلال
حظر دخول عربات الـsng الخاصة بالبث المباشر.وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد إن الحكومة ليست قلقة من التظاهرات لثقتها العالية بوعي الشعب العراقي، لكنها قلقة على حياة المواطنين ليس إلا.وأضاف أن التظاهر مكفول للجميع وان من حق أي مواطن الاحتجاج على سوء الخدمات والفساد.من جانبه أكد المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات أمنية مشددة من شأنها توفير الأجواء المناسبة لحماية التظاهرات.وقال عطا انه رغم وجود معلومات عن نية التنظيمات الإرهابية في استهداف التظاهرات من خلال هيئة علماء المسلمين والقاعدة وغيرها، إلا أن القيادات الأمنية وضعت خططا ستحبط جميع المحاولات الإجرامية.  وأضاف أن وزارة الداخلية تعمل على تفعيل مذكرة اعتقال بحق الأمين العام للهيئة حارث الضاري ومسؤولين آخرين فيها.وبشأن إمكانية أن تجري عملية فرض حظر للتجوال خلال خروج التظاهرات يوم الجمعة المقبل، أشار عطا إلى أن قيادة عمليات بغداد لن تفرض الحظر ولن تغلق الحدود أو المطارات أو الطرق، مبينا انه سيتم منع دخول سيارات النقل المباشر (SNG) من دخول التظاهرات لدواع أمنية.وأوضح عطا أن القوات الأمنية ستحمي المتظاهرين وستتعامل بحزم مع كل من يحاول أن يشوش على أهداف التظاهرات الحقيقية، ويحاول قلبها إلى أعمال شغب، داعيا المتظاهرين إلى عدم الاقتراب من المؤسسات الحكومية والمصارف. يشار إلى أن عددا من المثقفين والشباب دعوا عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك إلى تظاهرة سلمية مليونية يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على البطالة والفساد الإداري المستشري في البلاد.وشهدت المحافظات مؤخرا تظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات ورفع المستوى المعيشي، ومكافحة الفساد والمفسدين، تخلل بعضها مصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أدت إلى وقوع عدد من الضحايا بين قتيل أو جريح.في المقابل، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من متسللين يرتبطون بأجندات خارجية دخلوا البلاد لإثارة الفتنة.وقال المالكي خلال لقائه وفداًََ من عشائر البصرة ببغداد إن الحكومة العراقية تؤيد مطالب المتظاهرين، وأشار إلى أن الوزراء سيذهبون إلى المحافظات وفق برنامج محدد للاطلاع على مطالب المتظاهرين".وكان رئيس الحكومة قد شكك، أمس الأول، بالأهداف الحقيقة للتظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوعين، واعتبر أن طيبة وبراءة الشعب العراقي تجعله غير قادر على قيادة نفسه في تظاهرات يقودها البعض ممن وصفهم بـ"أصحاب النوايا السيئة".وتشهد البلاد منذ أكثر من أسبوعين تظاهرات شعبية استلهمت من التظاهرات التي تجوب الدول العربية والتي أدت لحد الآن إلى سقوط نظامين سياسيين في تونس ومصر، بينما تتركز مطالب المتظاهرين في العراق على توفير الخدمات وفرص العمل وصون الحريات وضمان حرية التعبير إضافة إلى معاقبة المفسدين في الدولة.