الكتاب: الحياة غير الاعتياديةلهمفري بوغارت وما بعدهاتأليف: ستيفان كانفيرترجمة: ابتسام عبد الله كان الممثل همفري بوغارت نموذجاً للأمريكي البطل، هادئ، يتحدث ببساطة ودون تعقيد، يجيد إخفاء مشاعره العميقة، تحت مظهر خشن، وبقيت صورة بوغارت التقليدية، رجل يرتدي معطفاً للمطر، أو بدلة للعشاء، وغالباً ما يمسك بسيكارة في
يد وقدح شراب في الأخرى، وظل بوغارت لعقود من الزمن صورة للرجل الذي يفي بوعوده ويفعل ما يتوق دون إثارة ضجة ما، أو ترديد كلمات برّاقة. وقد وصفه الفرنسيون بـ"الوجودي"، فيما قال عنه آخرون، أنه نموذج الرجل الحكيم المتحرر من الانفعالات.وقد حاول همفري بوغارت جاداًَ أن يمثل دور الشرير، ولكن بيتر بوغدانوفيج قال عنه،" كان يفشل في إضفاء مظهر الشرّ عليه لأن الطيبة كانت في داخله".أما كاثرين هيبورن فكان رأيها:"سار في وسط الطريق المستقيمة، دون الرضوخ لاحتمالات الصح أو الخطأ.لقد مضى اليوم أكثر من نصف قرن على وفاته، ومع ذلك يبقى همفري بوغارت نجماً ورمزاً، ويتم الاحتفال بذكراه في الأسابيع السينية وتعرض أفلامه في دور السينما، وقد خلّد ذكراه عبر وضع صورته على طابع بريد أمريكي. كما اختارته الأكاديمية السينمائية الأمريكية "النجم الأول للشاشة"، في حين كانت كاثرين هيبورن النجمة الأولى.وقد صدرت بوغارت كتب عدّة من أبرزها ذكريات زوجته لورين باكال وابنه ستيفن، إضافة إلى مؤلفات عدة تناولت سيرته وأفلامه. فإذن لماذا هذا الكتاب الجديد عنه؟ إن المؤلف وهو ناقد سينمائي كتب سيرة حياة العديد من الفنانين ومنهم كروشو ماركس ومارلون براندو، أراد أن يضيف بوغارت إلى قائمته، وهو في كتابه لم يأت بجديد يتعلق بتفاصيل حياته وأعماله، ومع ذلك يبدو كتابه مفيداً بالنسبة للأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن الفنان الكبير الذي غدا أحد أساطير هوليوود والسينما العالمية.ولد بوغارت في نيويورك، كان والده طبيباً معروفاً، نشأ في وسط ينتمي إلى الطبقة العليا من المجتمع، وكان متمرداً في مراهقته، ينتقل من مدرسة خاصة إلى أخرى، ويهمل دراسته، ويثير الشغب بين الطلاب.اختار بوغارت أن يكون ممثلاً على مسارح برودواي أولاً، قبل أن يجد طريقه إلى أفلام العصابات في هوليوود، وفي خلال أفلامه الـ45 الأولى، تم شنقه ثماني مرّات وتم الحكم بالسجن مدى الحياة تسع مرات، ولقي حتفه عشرات المرات بالرصاص.ونقطة التحول في حياة بوغارت كانت عندما تخلّى جورج رافت عن أدوار البطولة في فيلم"جبال سييرا العالية" و"نسر مالتيس"، واستندت إليه. ومن هناك انتقل بوغارت إلى أفلام ، كوّنت شخصيته السينمائية المعروفة، ومنها"كازابلانكا"، "أن تملك وان لا تملك"،"السبات العظيم"، و"كنز سييرا ماديرا".ويقول المؤلف أن فيلم،"كازابلانكا"، سيبقى فيلم بوغارت لأنه أضاف إليه بعداً أخلاقيا،ولا يمكن لأي ممثل أداء ذلك الدور بإقناع تام كما فعل هو ليغدو بعدها،"بطل هوليوود الأكثر رومانسية، في سنين الحرب". وعند مشاهدة بوغارت في ذلك الفيلم، سيجد المرء شخصيته غير اعتيادية، يتوق الأمريكيون أن يكونوا مثلها.عندما بدأ بوغارت تمثيل فيلم،"كازابلانكا"، في منتصف عام 1942، كان نجماً، بلا مكانه مميزة، وعندما انتهى منه في شهر آب، أصبح أفضل ممثل في هوليوود في ذلك الزمان.وفي كتابه، يولي المؤلف أهمية للأفلام الأقل أهمية في حياة بوغارت، وكان من الأفضل التحدث عنها باختصار والانصراف إلى أعماله المهمة.وقد توفي همفري بوغارت وهو في الـ 57، عام 1957 ، ووصفه جون هيوسن قائلاً،"كان العنصر الذي يديم ينابيع هوليوود بموهبته العظيمة وأدائه البارع موهبة وإبداع اعترف بهما العالم. إنه فنان لا يعوّض.عن/ النيويورك تايمز
هـمـفــــري بــوغــــــارت فـي ذاكــــرة الـسـيـنـمـــــا
نشر في: 23 فبراير, 2011: 04:38 م