اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مصر يناير: من الفتنة الدينية الى التلاحم الكفاحي !

مصر يناير: من الفتنة الدينية الى التلاحم الكفاحي !

نشر في: 23 فبراير, 2011: 04:40 م

د. مهند البراكفيما تتابع الجماهير العريضة أنباء سقوط الدكتاتور مبارك بعد اعتصامات و تجمعات الشبيبة المصرية طلاباً و طالبات، عمالاً و كسبة، وبمشاركة وجوه المجتمع الفكرية و الثقافية والسياسية و النقابية رجالاً و نساءً، مسلمين و مسيحيين قبطيين ومن كل ألوان الطيف المصري . . و تعيش و تشاهد التلاحم الذي لم يعد يقتصر على الشعارات الهاتفة عالياً : عاش تلاحم الهلال مع الصليب . . و انما التلاحم المصيري بين المسيحيين الأقباط و المسلمين، في ساحة الكفاح و مواجهة الاستبداد . .
نسيت أوساط و اندهشت اخرى و هي تلاحظ تآخي الشعب المصري بكادحيه ومثقفيه، بعسكرييه  و مدنييه من اجل الخبز و الكرامة، الديمقراطية و حرية الرأي ، وفي مواجهة قوى مباحث امن الدولة المخيفة و عناصر الأمن الخاص و المخبرين، الذين تسببوا بقتل المئات و جرح الآلاف،ومواجهة  عناصر مكافحة الشغب ـ الذين أرغموا حينها على الاختفاء من شوارع القاهرة ـ ، عصابات المخدرات المأجورة و جيش النهّابين و القتلة و المجرمين المحترفين، و "البلطجية" المأتمرين بشكل مباشر بأوامر وزارة الداخلية، الذين كانوا يهاجمون ليلا المعتصمين في ميدان التحرير، وشكّلوا جزءا من أسلحة الدكتاتور وهيكل دولته . .ففيما تنسى و تندهش أوساط من ذلك التلاحم بعد ان ساد مناخ الفتن الدينية الخطير في البلاد، و ترددت أصداؤه في العالم ـ كما في مذبحة كنيسة " سيدة النجاة " في بغداد ـ . . ترى أوساط خبيرة، ان الشعب المصري الكادح ككل الشعوب العربية و شعوب المنطقة، لا تزال على تلاحمها المعروفة به أثناء سنوات الكفاح الوطني ضد الاستعمار و في معارك الحريات المستمرة إلى الآن، حيث في تلك المعارك يجري تقرير مصير و حياة الجميع، الذين لابد من أن يتوحّدوا لأجل انتصار قضيتهم المشتركة . . بل ان الشعب المصري قفز على (الأحزاب الأنيقة) و (أحزاب الصالونات) التي ليست لها أسس شعبية . . و تخطى اختلافات سياسيي المكاتب البعيدين بتنظيراتهم و غنائمهم عن حقيقة مآسي الشارع و حاجاته وأمانيه، البعيدين عن مكامن آلامه وأفراحه وأحلامه المشروعة، برجاله و نسائه.و ترى في ذلك أثباتاً جديداً على أن الفتن الدينية و الطائفية يُخطّط لها للتنفيذ، من جهات مستفيدة متنفذة عليا داخلية و خارجية . . لتفتيت الشعب و حرف صراعه عن مجراه الطبيعي السائر على درب مواجهة المُستغَلّين للمستغِليّن، كما يجري في كل العالم . . حرفه الى صراعات في متاهات و مجارٍ بعيدة عن حقوقه، لا تفتت إلا المعارضة ولا يستفيد منها إلاّ تلك الجهات . و تتناقل مصادر متنوعة أخباراً تفيد بان الهجمات المتتابعة التي تعرض لها المسيحيون الأقباط وكنائسهم في الشهور التي سبقت اندلاع احتجاجات يناير، و خلقت مناخات خطيرة للفتنة الدينية. . بكونها شابهت الى حد كبير أساليب، توقيتات و آليات الهجوم على الجماهير في الاحتجاجات والتظاهرات و المواجهات التي اتسعت و انتهت بسقوط طاغية مصر. الأمر الذي يثير تساؤلات مشروعة تفيد، هل أن مرتكبي جرائم تلك الفتن الدينية الذين اختفوا من مسرح الأحداث حينها، انشغلوا بسبب تنفيذهم مهمات عنيفة لمواجهة ثورة يناير السلمية ؟!و هل هي يا ترى من صنع أجهزة الرئيس السابق مبارك (1)، الذي اتّبع نهج غض النظر و كأن تلك الأمور لا تعنيه، بقدر ما كان يعنيه تطبيق بنود ( الديمقراطية و بنود الدستور )، لإجراء تغيّير (دستوري قانوني هادئ) يبعده عن طائلة التحقيق في جرائم الاختلاس و الفساد الإداري و تكوين اوليغارشية عائلية حاكمة عاشت و تعيش على قوت الشعب الجائع، التي لابد من أن يُكشف النقاب عن حقائقها الرهيبة، بعد أن رحل مبارك عن السلطة . .في ظروف تشهد فيها مصر صراعات حادة بين احتكارات دولية متعددة الجنسية : تكنولوجية صناعية، واحتكارات نفطية مالية إسلامية وأخرى إسرائيلية غربية و غيرها . . تركت و تترك آثارها الواضحة على تذبذب مواقف الإدارة الأميركية و تباين مواقف دول الغرب الليبرالي و عدد من دول المنطقة من ثورة الشباب السلمية ، التي واصلت تصاعدها و توسعها ولم تقتصر على اعتصام و تظاهرات ميدان التحرير في القاهرة، بل أنها توسعت بتواصل إلى أهم المدن و المراكز المصرية وخاصة الإسماعيلية و بور سعيد و السويس و قنا و أخيراً حلوان و المحلة الكبرى الصناعيتين، و وصلت حد تهديد عمال و منتسبي قناة السويس بالإضراب الكامل الذي كان سيشلّها بالكامل . . و تطورت إلى صدامات عنيفة متواصلة مع قوى الأمن التي حاولت أن تبقى بعيدة عن الكاميرات . .و فيما داست ثورة الشباب السلمية على الفتن الدينية، لا يزال السؤال قائماً حول هل سيكون هذا التلاحم أساساً لبدء وحدة معارضة مبارك الشبابية و الديمقراطية المصرية بأطرافها الأكثر إخلاصاً وثباتاً لقضية الحريات و العدالة الاجتماعية بعد تنحي الدكتاتور . . لتكون قادرة على تواصل تعبئة الشارع المصري بشكل موحّد، للاتيان ببديل ملموس للدكتاتورية يستطيع تغيير الهياكل الأساسية الداخلية القائمة رغم انهيار بعضها، في ظل وجود صراع الاحتكارات العالية التأثير المارة الذكر . . بعيداً عن احتمالات تمسك  المجلس العسكري بالسلطة التي تنازل عنها مبارك له، و عن احتمالات تواصل سريان أحكام الطوارئ و تواصل العمل بها ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتشير وكالات أنباء إقليمية و دولية نقلاً عن مصادر بريطانية، ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram