بغداد/ وائل نعمةعدسة/ ادهم يوسففي وقت تتصاعد النداءات لحماية حق التظاهر والمتظاهرين على خلفية ما حدث في "خيمة " الباب الشرقي، داهمت قوات حكومية ترتدي الزي الرسمي يوم أمس مقر مرصد الحريات الصحفية في ساحة الفردوس، وسرقت عددا من الأجهزة وحطمت الممتلكات وعبثت بوثائق المركز.
زياد العجيلي مدير المرصد أكد لـ"المدى" انه في الساعة الثانية من فجر الأربعاء قامت قوات أمنية بملابس عسكرية مختلفة بضمنها اللون الأسود وبصحبة ضباط برتب مختلفة باقتحام المكان ودمروا المرصد من الداخل وسرقوا الأجهزة الخاصة به، حيث قاموا بسرقة أربعة "لابتوبات" وثلاث حاسبات منضدية وأربع كاميرات فوتوغرافية بالإضافة إلى كاميرتي فيديو، كما قاموا بسرقة عدد من السجلات وعبثوا بالأوراق، وسرقوا عشرة دروع تعطى للصحفيين للحماية وعشرة (خوذ)، وعدد من أجهزة الاتصالات المنوعة.العجيلي أشار إلى أن الجهات الأمنية من الشرطة والجيش القريبة من المقر لا تعلم هوية المقتحمين، على الرغم رغم من حضور عناصر من الأمن الوطني إلى مكان الحادث وإعدادهم محضرا بالحادث، إلا أن المرصد لم يتلق أي تفسير أو توضيح من أية جهة.من جانب آخر أكد العاملون في المرصد أن المقتحمين قاموا بكسر الباب الرئيسي للمقر وكان هو المستهدف من الاقتحام بشكل مباشر.وأشار العجيلي إلى أن المقتحمين اختاروا هذا التوقيت للوقوف ضد المتظاهرين، عادا التظاهرات حق دستوري لا ينحصر في جهة صحفية أو بالإعلاميين فقط، بل له علاقة بالمجتمع العراقي وحقه في التعبير عن آرائه، وإنها اكتسبت الشرعية بتأيد الأوساط الشعبية والمرجعيات الدينية لكن الحكومة لا تعترف بها على حد قوله.كما لفت إلى ضرورة احترام حقوق المواطنين واحترام الدستور والقانون وعدم اقتحام الدور وأماكن العمل بطرق غير شرعية عبر قوات حكومية خاصة، لأنه يعطي مؤشرا بأننا نعيش في غابة – على حد وصف العجيلي- مطالبا الحكومة بالاعتذار لما حصل والكشف عن الجهات التي تقف وراء الحادث وتقديم تفسير شافي لأسباب للاقتحام.فيما أشار الاعلامي هادي جلو مرعي إلى أن الاقتحام جاء على خلفية معلومات خاطئة يقدمها بعض الفاسدين -على حد تعبيره- إلى الجهات الحكومية تؤكد لهم أن المرصد هو جزء من حملة التحشيد للتظاهرات، مؤكدا بأننا مركز صحفي وليس لنا علاقة بالتظاهرات، كما يجب أن تؤخذ المعلومات من مصادر موثوقة وموضوعية تتمتع بالنزاهة.كما أوضح جلو أن الأوراق التي سرقت لم تكن تتعلق بالسياسية أو الاقتصاد أو الصراعات الحزبية بل كانت أوراق خاصة بالصحفيين وبحمايتهم.من جانب آخر كانت القوات قد اقتحمت بنفس التوقيت مركز بغداد للإعلام الواقع في البناية نفسها، وهو مركز للتدريب الإعلامي، حيث أكد علي الخالدي مدير المركز أن المقتحمين قاموا بكسر الباب وسرقة أشرطة فديو أحداها كانت موضوعة في إحدى الكاميرات، وعبثوا بالأوراق وبالحاسبات.وأشار الخالدي إلى أن الجهات المنفذة حكومية ترتدي ملابس سوداء وبسيارات رسمية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن عناصر الأمن الوطني التي جاءت لكي تعاين مكان الحادث طلبت منهم عدم إبلاغ الإعلام وتصعيد الأمر.وأكد لـ"المدى" شهود عيان وبضمنهم حارس البناية أن قوات أمنية ترتدي الزي الأسود قامت بسكر الباب الرئيسي ومن ثم طلبت منه إعطاءه مفاتيح البناية لكي تسهل عليهم الدخول، وقاموا بمهاجمة مركز بغداد ومن ثم مرصد الحريات الصحفية.
مرصد الحريات: قوات بزي أسود تقتحم المركز وتعبث بوثائقه
نشر في: 23 فبراير, 2011: 07:09 م