نادية الجورانيوعود على بدء ، أقول أن الواقع التعليمي عندنا في العراق مازال متدهورا رغم بعض الجهود التي بذلت، وهو بحاجة إلى تلاحم وتعاون القائمين عليه لانتشاله من التدهور الحاصل في مؤسساته والناجم عن إهمال الدولة لهذا القطاع المهم وعدم تقديم الدعم اللازم للنهوض به . إن المؤسسة التعليمية بحاجة لصحوة لكي تتكاتف الجهود الخيرة فيها وهي قلة قليلة علها تكون الأ نموذج الأمثل ألذي يحتذى به لكي ننقذ أبناءنا وأطفالنا من هذا الانحدار الذي يعانون منه في المستوى الدراسي .
إن الصحافة لم تأت عبثا بل جاءت ليكون لها دورها الراسخ من اجل كشف الاعوجاج وتقويمه ورصد الظواهر السلبية وتأشيرها ومد يد العون بكل ما تملك من وسائل إعلامية لإيجاد الحلول للمشكلات التي يعاني منها العامة وللتعاون مع كل النفوس الطامحة إلى التغيير والإصلاح ، وهذا ما يدعونا إلى تأكيد ما قلناه مسبقا أن أنقذوا المدارس من واقعها المتردي فطلبتنا الأعزاء هم اللبنة الأساسية لتشييد المجتمع. ولندع أولياء الأمور يفرغون ما في جعبتهم من هموم عن المدارس .يقول رافد إسماعيل 40 سنة موظف : إن معظم المدارس عندنا قديمة وبناياتها متداعية وبحاجة إلى عمليات صيانة، فالصفوف سقوفها مليئة بالتشققات وان كل عام دراسي تسبقه عطلة صيفية تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر وهي مدة أكثر من كافية لعمل الكثير لتلافي العديد من الملاحظات و إصلاح التداعيات الحاصلة في المدارس أثناء الإجازة وتضيف سلمى حسون 38 ستة موظفة : إن ابني في الصف الثاني الابتدائي وهو يأتيني يوميا من المدرسة يلهث من العطش وذلك لعدم توفر المياه في مدرسته وان توفرت فأنها غير صالحة للشرب، وأنا اوكد عليه أن لاينسى قنينة الماء فقد أصبح تقليدا يوميا لطلبتنا أن يجلبوا معهم قناني الماء، وفي نفس الوقت أخشى على ابني من العدوى بسبب الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي اهكذا صار بلد نهري دجلة والفرات! وولدي يبكي يوميا من العطش لان إدارة المدرسة لاتبالي بإصلاح حنفيات الماء النظيف خاصة في الصيف، اذكر أنني عندما كنت طالبة في إعدادية الأول من حزيران كانت تتوفر ثلاجات الماء البارد في كل الممرات فأين وزارة التربية من هذه المشكلة؟. وتعقب أم احمد على كلام جارتها قائلة : ان ما يضايقني هو كثرة شراء الصدرية لابنتي التي في الصف الخامس الابتدائي لأنها تأتيني دوما وصدريتها متمزقة بسبب المسامير الظاهرة في الرحلات والتي يشكو منها الطلبة جميعا وتؤيدها صديقتها سميرة : أنا ابني جرح مرات عديدة بسبب الزجاج المحطم في الشبابيك ولا ادري أين تذهب تلك التخصيصات والنثريات التي ترسلها الوزارة إلى إدارات المدارس لإصلاح كل ما يجب إصلاحه ؟بينما يشير أبو رغيد : إلى ضرورة توفر أكشاك لبيع الشطائر داخل كل مدرسة ففترة الأربع ساعات دوام ليست بالقليلة .بينما تحدثت أم سامر عن أمر آخر : وهو استياؤها عندما يعود ابنها يوميا والغبار يملأٌ ملابسه النظيفة وذلك بسبب التراب المتراكم على الرحلات الذي يمسحونه يوميا بملابسهم النظيفة فحبذا لو تحل مشكلة الساحات الترابية في المدارس؟ ناهيك عما يحدث في الشتاء من تحول هذه الساحات إلى بحيرات طينية .أما الطالب رامز فيقول وباستياء : إننا نأخذ معنا المناديل لمسح العرق الذي يتصبب منا أثناء الدرس في الصفوف لعدم توفر المراوح وان توفرت فهي عاطلة أو آن الكهرباء الوطنية مقطوعـــة.ويختم السيد رباح الحديث بقوله : يأتي الطلبة في السنة الجديدة ليروا صفوفهم كما هي تملؤها الكتابات والرسوم على الجدران وما زالت بعض الرحلات غير صالحة للجلوس .ولقد وردتنا شكاوى من عدم نظافة خزانات المياه في المدارس واحتوائها على مخلفات الطيور والحيوانات إضافة إلى شكاوى الاهتمام بالمرافق الصحية . وهي دعوة للمشرفين لملاحظة كل ما أوردناه وإيصاله إلى الجهة المختصة علها تستجيب لواقع المدارس .
تقرير: هموم المدارس
نشر في: 26 فبراير, 2011: 05:36 م