علاء المفرجيإنبرت إحدى نجمات الفن في مصر تدافع عن نفسها، وتبرر موقفها المناهض لتظاهرات الشباب في ميدان التحرير التي أفضت إلى انهيار النظام.. بذريعة انها كانت أسيرة خطاب قناة (المصرية)، وهي القناة الموجهة من النظام، والتي أسهمت في تغطية مشوهة للحدث..
وبعيداً عن سذاجة هذا التبرير وقصوره، فإنه أمر طبيعي أن يكون خطاب (المصرية) منسجماً مع سياسة النظام، برؤيته وقراءته للحدث.. ولكن من غير الطبيعي أن يكون خطاب (العراقية) بهذه القراءة المبتسرة والتغطية المشوهة للتظاهرات السلمية العارمة التي اجتاحت عموم العراق في يوم الغضب العراقي.. وهي القناة التي (يفترض) أن تعتمد المهنية والموضوعية في تعاطيها مع هذا الحدث.. انطلاقاً من كونها قناة تابعة للدولة، وممولة من المال العام، وغير جهوية، أو خاضعة لحكومة أو حزب أو رجل.. وهذا بالطبع بموجب القانون الذي سنه (بريمر) قبل سبعة أعوام.. والذي (يفترض) أيضاً أن يكون منهجاً لخطابها..وإذا كان المتلقي لا يجد صعوبة في تلمس انحيازات هذه القناة لأصحاب القرار والصبغة الدعائية لخطابها على مدى الأعوام السبعة من انطلاقتها.. فإنه في تغطيتها لهذا الحدث يلمس بشكل جلي انحيازها الواضح.. فهي لم تمنح الحدث قيمته التي يستحق، وأهميته كممارسة ديمقراطية يكفلها الدستور.. فعمدت إلى التقليل من أهميته، من خلال زج مناهجها، بمفردات، تصور الحدث وكأنه من صنع (مجموعة صغيرة) كما أشار ضيف إحدى برامجها وهو حدث عابر لا يستحق الوقوف عنده، سوى بالإشارة إلى بسالة ومهنية القوات الأمنية في احتوائه.وإذا كانت (المصرية) قد ظللت نخب المجتمع في مصر ومنهم نجمة الفن هذه، في أهم حدث سياسي في مصر على مدى تاريخها، بتغطيتها المشوهة له .. فأن (العراقية) وللأسف قد مارست الدور نفسه، ربما مع قطاع واسع من متابعيها.. وهو الأمر الذي يحتاج إلى إعادة نظر في سياسة هذه القناة، وطريقة إدارتها.
العراقية.. والمصرية
نشر في: 26 فبراير, 2011: 05:51 م