 بغداد/ اياس حسام الساموكانتقد عدد من المراقبين للشأن السياسي ظاهرة سفر البرلمانيين بالتزامن مع موعد التظاهرات والتي اجتاحت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط، والتي عبر المواطنون عن سخطهم وامتعاضهم مما تقدمه النخب الحاكمة لاسيما إهمالهم لملفات الخدمات والفساد والحريات العامة  والتي باتت عصية على الحكومات المتعاقبة لمدة ثمان سنوات.وتذرع أعضاء مجلس النواب بالعطلة التي أعطيت لهم خلال هذه الفترة، مشددين على أنهم في تواصل تام مع المواطن العراقي حتى وان كانوا خارج الدوام الرسمي، نافين وجود حالات للسفر الجماعي بسبب التظاهرات.
ومن جانبها أصدرت رئاسة البرلمان أمس السبت بيانا حصلت "المدى" على نسخة منه يقضي بتمديد  فترة تواجد السادة أعضاء مجلس النواب في المحافظات لغاية الخامس من الشهر المقبل  انسجاماً مع المتطلبات الشعبية وبغية الإطلاع على مشاكل المواطنين و العمل على إيجاد الحلول لها، وذلك لإتاحة الفرصة الكاملة أمامهم للاتصال بالمواطنين و التعرف على احتياجاتهم و مطالبهم و تقديم التقرير الخاص بذلك إلى  مجلس النواب في السادس من آذار. من جانبهم أكد إعلاميون أن اغلب السياسيين أغلقوا هواتفهم أو امتنعوا عن الرد خلال هذه الأيام مع عدم معرفتهم بالأسباب خصوصا وان البرامج الانتخابية التي كانوا يحملونها تركز على التواصل مع المواطن العراقي.احد البرلمانيين والذي أكد في تصريح سابق لـ"المدى" أن رقم هاتفه موجود لدى ابسط المواطنين في مدينته التي تقع جنوب بغداد، مشددا على انه في تواصل كبير مع المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل، حاول محرر "المدى" الاتصال به ولمدة سبع ساعات إلا انه لم يرد على الهاتف ومن ثم قام بغلقه.وعلى ما يقول القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي فأن التخلص من حالة الحرج التي قد تولدت من خلال إبداء الآراء في التظاهرات التي تشهدها البلاد خلال هذه الأيام قد تكون احد الأسباب التي تجعل من البرلماني يتجنب الأحاديث واللقاءات الصحفية.وأضاف المطلبي في اتصال هاتفي مع "المدى" أن هنالك تملصا من بعض البرلمانيين في إبداء آرائهم للصحافة بسبب التجاذبات السياسية المعقدة في العملية السياسية ، مؤكدا وجود تبدل جوهري  في اراء بعض السياسيين في الفترة الحالية.وبدوره هاجم القيادي في القائمة العراقية فتاح الشيخ البرلمانيين الذين تركوا العراق خلال هذه الأيام، مشددا على ان اغلبهم يعتبر وجوده في العراق مجرد نزهة له يتركه متى شاء.ويضيف الشيخ في تصريحات لـ"المدى" أن المسؤول الذي يحظى بأصوات المواطنين عليه أن يتواصل معهم وان يكون قريبا من معاناتهم، وإذا ما تخلى عنهم فأنه يعتبر ناكلا لعراقيته.وعن عدد البرلمانيين الموجودين حاليا في العراق أكد الشيخ أن أعدادهم لا تتجاوز عدد  أصابع اليدين، بعد أن ترك القسم الأكبر منهم البلاد إلى بلدان أخرى، مطالبا في الوقت نفسه الرئاسات الثلاث، الجمهورية، والبرلمان، والوزراء، بالكشف عن أسمائهم كي يعرف الشعب الحقيقة.