 متابعة/ المدى نزل آلاف العراقيين إلى الشوارع يوم الجمعة للاحتجاج على الفساد ونقص الخدمات الأساسية في "يوم أطلقوا عليه اسم يوم الغضب بأنحاء العراق في استلهام لانتفاضات في العالم العربي.وتظاهر محتجون في أنحاء مختلفة بالعراق من مدينة كركوك إلى البصرة. وحمل المئات الأعلام العراقية واللافتات في ساحة التحرير ببغداد والتي فرضت فيها إجراءات أمنية صارمة. ووقفت سيارات الجيش وقوات الأمن في الشوارع المحيطة بالساحة وأغلق جسر الجمهورية القريب بكتل إسمنتية.
وفرض حظر على حركة السيارات في العاصمة بغداد ومدن أخرى وقد بدأت التظاهرة في ساحة التحرير بالأغاني الوطنية والشعارات التي تدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات وقد وزع المتظاهرون الورود على القوات الأمنية.وقالت لينا علي وهي عراقية تبلغ من العمر 27 عاماً ومن أعضاء صفحة دعت للاحتجاج في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إن المحتجين نزلوا إلى الشارع من أجل التغيير لتحسين الوضع في العراق وأضافت أن نظام التعليم سيء ونظام الصحة سيء أيضا كما أن تردي الخدمات يتفاقم.وذكرت أن المياه الصالحة للشرب والكهرباء غير متوفرين وأن البطالة تزيد وقالت إن ذلك قد يدفع الشبان تجاه الأنشطة الإرهابية.وقالت لينا التي وقفت في ساحة التحرير وحملت باقة ورد إن التظاهرة سلمية وأضافت أنها تريد أن تسمع الحكومة العراقية أصوات المتظاهرين فهي الحكومة التي اختاروها. وأوضحت أن الحكومة يجب أن توفر الخدمات للناس.وتم الترتيب لتظاهرة يوم الجمعة بشكل أساسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك مثلما فعل شبان في تونس ومصر مما أدى في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مباركإلا أن القوات الأمنية فقد صعدت من حدة المواجهة مع المتظاهرين، وبعد تأكيدات على احترام حق المتظاهرين بالتعبير عن آرائهم عادت لتعلن منعاً للتجوال الذي امتد من الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس إلى الثامنة من صباح أمس السبت بصورة فاجأت الكثيرين بينما كانت متوقعة بالنسبة لآخرين، ويعتقد انه ساهم بتقليص إلى حد كبير أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير الجمعة والذين وصل عددهم إلى نحو ستة آلاف فقط.وانتهت تظاهرة ساحة التحرير قرابة الساعة الخامسة والنصف من مساء الجمعة بعد اندلاع أعمال شغب وصدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين استخدمت فيها الحجارة من قبل المتظاهرين ومضخات المياه والقنابل الصوتية والرصاص الحي في الهواء من قبل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين، التي اعتقلت العديد من الأشخاص بضمنهم 11 صحفيا وضربت بعض المتظاهرين بالهراوات وبعض الصحفيين أيضا ليتفرق المتظاهرون عائدين إلى منازلهم مشيا كما جاءوا منها.. ولكن بمشاعر غضب أكثر بكثير من التي أتوا بها.وفي البصرة، أعلن المحافظ شلتاغ عبود عن استقالته رسمياً خلال مؤتمر صحفي عقده في مجلس المحافظة تلبية لمطالب المتظاهرين، في وقت اقتحم عدد من المتظاهرين مبنى المحافظة.وفي محافظة نينوى، أصيب عدد من المتظاهرين بإطلاق نار من قبل القوات الأمنية، فيما أحرق المتظاهرون عجلة حكومية ورشقوا مبنى المحافظة بالحجارة، فيما شهدت محافظة كركوك، سقوط 12 متظاهراً بين قتيل وجريح بنيران قوات الشرطة في قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة، فيما أضرم العشرات من المتظاهرين النار في مقر المجلس البلدي، في وقت أكد شهود عيان أن المتظاهرين حاولوا اقتحام مديرية شرطة القضاء، أما في محافظة صلاح الدين، فقد أصيب خمسة متظاهرين بنيران القوات الأمنية في منطقة سليمان بك جنوب المحافظة، في وقت فرقت القوات الأمنية في محافظة ذي قار المتظاهرين بخراطيم المياه وضربتهم بالهراوات، بعد أن رشق المتظاهرون القوات الأمنية ومجلس المحافظة بالحجارة.