TOP

جريدة المدى > غير مصنف > القدس هي المدينة المقدسة

القدس هي المدينة المقدسة

نشر في: 28 فبراير, 2011: 04:49 م

الكتاب: سيرة القدسالمؤلف: سايمون سيباك مونتفيورترجمة: عبد الخالق علي يقول مونتفيور:" القدس هي المدينة المقدسة.. هي موطن العديد من الفرق، كل فرقة تدّعي انتماء المدينة اليها لوحدها ". يشعر اليهود و المسيحيون و المسلمون، على حد سواء، باضطرارهم إلى إعادة كتابة تاريخها لدعم أساطيرهم. مئات المرضى يلجأون إلى المدينة كل عام، و هم يعانون من أعراض القدس و جنون التكهن و خيبة الأمل و الوهم"، صراع الثلاثة آلاف عام يقدم قصة رهيبة مروية بشكل جيد، قصة تؤكد حقد الملحدين.
يأخذ مونتفيور تاريخ المدينة العتيقة من بداياتها كقرية منيعة بوجه كل غزو أو احتلال: كنعاني، يهودي، آشوري، بابلي، فارسي، مقدوني، سلوقي، روماني، بيزنطي، أموي، عباسي، فاطمي، سلجوقي، صليبي، عربي إسلامي، تتاري، مملوكي، عثماني، بريطانــــــــي، أردنــــــــــي، وأخيرا إسرائيلي. جرى تدمير أماكن العبادة وإنشاء أماكن عبادة جديدة بنفس أحجار الأبنية القديمة، مما يجعل القدس أكثر المواقع تعقيدا في العالم من الناحية الآثارية. تم قتل السكان أو بيعهم كعبيد،  و استبدالهم بموجات جديدة من المهاجرين. يحكي كتاب مونتفيور قصص الحرب و الخيانة و النهب والاغتصاب و المجازر و التعذيب السادي و التعصب و الشحناء و الاضطهاد و الفساد و التآمر والروحانية. قبل العودة إلى الأزمان القديمة و الملك داود، يبدأ مونتفيور باستباحة القدس و تدمير المعبد عام 70 للميلاد من قبل (تاتيوس). كانت المدينة تكتظ باللاجئين و حجّاج عيد الفصح. بعد انتصاره كان يصلب في كل يوم 500 من اليهود حتى نفد الخشب لدى الرومان، فأخذ يبيع بعض الذين بقوا على قيد الحياة كعبيد، او كانوا يموتون في الاستعراضات عن طريق مقاتلة  بعضهم او مقاتلة الوحوش الكاسرة. الدمار الذي قام به تاتيوس لم يكن بداية تشتيت اليهود في العالم، اذ كانت هناك تجمعات يهودية كبيرة في بابل و بلاد فارس و مصر  و قبرص، إلا ان ذلك الدمار ركّز الحنين إلى المدينة الضائعة و الى المعبد المدمر. كما انه لم يقم بأجلاء جميع اليهود. بعد تاتيوس  بستين عاما، واجه الامبراطور (هادريان) ثورة أخرى يقودها اليهود. في الحقيقة إن السكان اليهود كانوا ينهضون ثم يسقطون على مدى القرون اللاحقة حسب أهواء الغزاة وحسب  الأحداث الخارجية مثل طرد اليهود من اسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر. في القرن الرابع، و بسبب قرار الامبراطور قسطنطين في فرض الديانة المسيحية في الإمبراطوريتين الشرقية و الغربية، واجهت القدس تحديا جديدا. أعادت الإمبراطورة (هيلينا) بناء الكنائس على أنقاض خرائب القدس بضمنها  كنيسة الضريح المقدس، و اصبحت المدينة قبلة للحج عند المسيحيين. لم يكن أحد يتوقع ان ابن أخ قسطنطين – جوليان المرتد – سوف يقلب الأمور. فوسط فرح و ذهول اليهود بدأ باعادة بناء المعبد. لكن بعد موته أعاد الامبراطور الجديد – ثيودوسيوس – الديانة المسيحية و منع اليهود من دخول القدس. في القرن  السابع، جاء الإسلام – و هو دين التوحيد الثالث – الى القدس. كان محمد، الذي كان يعظّم الأنجيل و يعترف بنبوة  موسى و المسيح، يؤمن – مثل اليهود والمسيحيين – بأن القدس ستكون هي موقع الحساب في الآخرة أو " قيام الساعة ". الجميع كان معجبا بالجمال الرائع لقبة الصخرة التي سرعان ما ارتفعت في سماء المدينة. مع ذلك فان موقعها على جبل المعبد كان يعني ان اليهود لن  يتمكنوا من إعادة بناء معبد سليمان. من خلال مجزرة قام بها العباسيون، انتهى الحكم السلس للأمويين و حل محله حكم العباسيين الذين لم يهتموا كثيرا بالقدس في الوقت الذي كانت  فيه أوروبا المسيحية، بقيادة شارلمان، تتطلع إلى المدينة المقدسة. في نهاية القرن الحادي عشر و بعد تعسف (الخليفة الحاكم)  ومجزرة الحجيج، بدأ الملوك المسيحيون بالتفكير بإعادة غزو القدس. كان التوقيت موفقا اذ ان الخلافة انقسمت و تضعضعت بسبب الأتراك السلاجقة. في عام 1099 تمكن اول جيش صليبي من الاستيلاء على القدس عن طريق القتل المروع. يقول أحد المدونين المتحمسين  " كانت الخيل تخوض في الدماء حتى اللجام ". بقيت المدينة بعد ذلك على مدى ستة أشهر تفوح منها رائحة كريهة. ظلت مملكة القدس تتقلب فيها الحظوظ حتى سار (غاي دي لوسينان) زوج الملكة (سابيلا) في عام 1187 باتجاه (غاليلي) تحت راية (الصليب الصادق) لمقاتلة صلاح الدين العظيم، الا ان العطش و رماة النبال الأرمينيين قضوا على فرسانه الأبطال. ورعان ما سقطت القدس. سكان المدينة الذين لم يتمكنوا من دفع الفدية تم بيعهم كعبيد او حريم. تبعت ذلك حملات صليبية أخرى. في 1228 وصل الامبراطور الروماني المقدس (قردريك الثاني)  إلى الأرض المقدسة و استغل الانقسامات بين أبناء صلاح الدين. و بعد مفاوضات سرية مع السلطان كامل تمكن من احتلال القدس، لكنه منح المسلمين حقوقا كاملة في جبل المعبد. هذا التسامح كان حدثا نادرا في تاريخ القدس. الا ان القدس المسيحية سقطت للمرة الأخيرة في 1244، حتى قام جيش الجنرال (الينبي) بدحر الأتراك العثمانيين في 1917. في الحرب العالمية الأولى بدأت القومية اليهودية و العربية بالظهور. عانى اليهود من معاداة السامية التي ظهرت في روسيا و أوروبا ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram