رسالة لمواطن يثير فيها موضوع البساتين وانخفاض الانتاج واشجار مثمرة تهلك واخرى تستغيث .. ان هذا الوضع المأساوي يجب ان لايمر ممر الكرام ، دون ان يلتفت اليه احد كما هو حال المشاريع الاخرى المهملة. كما إنها ليست المأساة الوحيدة التي حلت بالشعب فهي واحدة من إفرازات الاحتلال الكثيرة حيث تشرذم الشعب وأصبح (شذر مذر) كما يقولون بعد عام 2003 ،وهو ما لم يكن بالحسبان ولا حتى بالخيال..
المواطن المذكور سرد في رسالته سرد معاناة أصحاب البساتين والمشاكل التي اعترضت ديمومة جميع البساتين المحيطة ببغداد، كالحصة المائية وتكلفة ادامتها واجور العمال وغيرها من المشاكل الزراعية .. الا انه لم يقترح او يقدم حلولاً ناجحة لانتشال الواقع المزري والمؤلم لهذه الزراعة الحيوية المهمة في حياة المواطنين خاصة والبلد بصورة عامة .. ونرى من وجهة نظرنا ، على قلة خبرتنا بالزراعة ، ومن تجارب الشعوب التي مرت ولا زالت تمر بمشاكل زراعية مختلفة ، ان يصار الى دعم حكومي سريع ومادي وإرشادي ، واذا إقتضى الحال توجيه عمال وموظفين مما تختزنه وزارة الزراعة والمديريات التابعة لها لتعضيد أصحاب البساتين نظير (اجور) رمزية وهذه تعتبر خطوات ابداعية جريئة تجاوزاً للروتين، وهي دعم لسياسة الحكومة في رفع المظلومية والمعاناة عن كاهل المواطنين ، واذا حالت القوانين والتعليمات دون ذلك فإن وزارة الزراعة تستطيع ان تتخذ خطوات جريئة ، بما تمتلكه من (جيش) جرار من كوادر ووسائط نقل وامكانيات مادية باستثمار هذه البساتين نظير عقود تحدد المسؤوليات والصلاحيات ، وبهذا نكون قد وضعنا اللبنة الاولى العظيمة بعد السقوط على طريق اعمار البنى التحتية لبلدنا العظيم العراق . وإذا تعذر ذلك لأسباب سياسية او غير سياسية يمكن تأسيس شركة على غرار الشركات المختلطة او الخاصة وهذه الخطوة تعتبر (ثورة) في اصلاح وتطوير واقع البنية ليس في بغداد وانما في باقي المحافظات .. وما على وزارة الزراعة الا البدء بها لترى النور .. بهذه الاجراءات سيتمتع الشعب بسلة محترمة من الخضراوات والفواكه يغنينا عن الاستيراد والحفاظ على اقتصادنا الذي نحن احوج ما نكون الى تطويره ودفعه الى الأمام في جميع القطاعات. واخيراً وليس آخراً فإذا تحقق ما يصبوا اليه الشعب من توسيع رقعة البساتين والمزارع سيكون بلا شك إستغلالاً أمثل للأراضي الزراعية وزيادة الغلال المتنوعة، ويمكن إعتباره حزاماً أخضر يكون توأماً للحزام الاخضر الذي ستباشر به أمانة العاصمة حول بغداد للقضاء على التصحر وتحسين البيئة وتلطيف المناخ.
تقرير: مــن يـنـقــذ بـسـاتــين بـغــداد؟!
نشر في: 28 فبراير, 2011: 06:46 م