ترجمة: عمار كاظم محمدالنساء المسؤولات عن اعتراض وتفتيش الانتحاريات يقضين أيامهن في سقائف معدنية في نقاط تفتيش الشرطة وفي استقبال المكاتب الحكومية، وهن يقمن بتفتيش النساء اللواتي يرتدين العباءات السوداء حيث تقول السلطات العراقية إن عمليات التفتيش قد ساعدت في كبح جماح الهجمات الانتحارية التي تقوم بها النساء إذ يقول فريق النساء المسمى ببنات العراق إن النساء لم يستلمن رواتبهن منذ عام منذ ان سيطرت الحكومة العراقية على هذا البرنامج من الجيش الامريكي الذي ساعد على تأسيس وتمويل برنامج بنات العراق عام 2008.
تقول هند جاسم التي انضمت إلى البرنامج بعد أن فقد زوجها وظيفته "إنهم يستمرون بوعد أنهم سيدفعون لنا الشهر القادم وحينما تأتي نهاية الشهر يعدونا بالذي يليه وهكذا وما يبقينا هنا هو وعودهم فقط". البعض من أولائك النسوة البالغ عددهن 300 من بنات العراق تركن العمل بعد أن توقف مبلغ آلـ 250 دولارا التي يتسلمنهن شهريا عن الوصول إليهن أما بالنسبة للواتي بقين وهن أغلبية واسعة فهن ينزلقن للفاقة حيث أن العديد منهن أرامل العنف أو المعيلات الوحيدات لعوائلهن. في محافظة ديالى التي كانت مركزا للهجمات الانتحارية النسائية قالت النساء إن الحكومة المحلية وقوات الشرطة قد أيدوا هذه المجموعة لكن الدعم المادي الذي حصلوا عليه كان قليلا جدا. وجدان عادل التي ساعدت في تكوين مجموعة بنات العراق قالت إن المسؤولين العراقيين قد شجعوا النسوة على الاستمرار بالعمل كمسألة واجب تجاه العراق وأزواجهن المقتولين حتى لو غرق البعض منهن بالديون.وأضافت "إذا تم التخلي عن بنات العراق سيكون هناك فراغ امني وسيكون هناك هدف سهل للقاعدة "الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء كان يلقي باللوم على "الأسباب التقنية" بالنسبة للدفعات لكنه قال إن الحكومة قد تعهدت بتمويل البنات وضمهن إلى فروع قوات الأمن. وقال الناطق علي الموسوي "إنهن يقمن بعمل لا يستطيع القيام به إخوتهم من رجال القوات الأمنية لذا فان عملهن يحترم ويقدر من قبل الجميع".العراق كان أيضا بطيئا في الدفع لمجاميع الصحوات وقد وعد المسؤولين العراقيين بضم أعضاء الصحوات إلى قوات الأمن والوزارات الحكومية الأخرى لكن تقريرا أخيرا من قبل المسؤولين الاميركان المشرفين على إعادة إعمار العراق وجد أن 41 بالمئة فقط من مجموع 95 ألف من أعضاء الصحوات تم منحهم وظائف. تشكيل بنات العراق قد تم بعد تشكيل الصحوات على مقياس اصغر بكثير ففي أواخر عام 2008 تم تدريبهن على الدفاع عن النفس وعلى استعمال الأسلحة الخفيفة ثم تم توزيعهن على نقاط التفتيش والنقاط الأمنية الأخرى في ديالى والبلدات في جنوب العاصمة بغداد. البعض من العراقيين شعروا بالغضب من منظر النساء اللواتي يرتدين قمصانا عسكرية رمادية في نقاط التفتيش أو يسرن خلال الاستعراض العسكري حيث تلقى البعض منهن تهديدا من خلال المكالمات الهاتفية كما تقول وجدان عادل التي تدير المجموعة التي نجت من عبوة ناسفة على الطريق خلال شهر تشرين الأول الماضي و أدى إلى تعويق أخوها. المسؤولون العراقيون يقولون إن عمليات التفتيش قد لعبت دورا في إيقاف النساء الانتحاريات حيث كان هناك 36 هجمة في عام 2008 وهبط العدد إلى 4 هجمات عام 2009 والى هجمة واحدة فقط عام 2010 حيث ظهرت هذه الهجمة أنها كانت لرجل يرتدي زيا نسائيا طبقا لتقرير الجيش الامريكي ولا توجد هجمات انتحارية نسائية قد تم الإبلاغ عنها هذا العام. إن هذا الهبوط في عدد الهجمات يتزامن مع الهبوط العام في الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية وكان سبب الهبوط الكبير هو في العمليات الانتحارية النسائية أيضا يعود إلى العمليات العسكرية العراقية والأمريكية ضد المجاميع الإرهابية. إقبال عبد راشد البالغة من العمر 45 عاما قالت إنها انضمت إلى البنات بدافع الضرورة حيث أن زوجها جندي عراقي قتل من قبل الإرهابيين عام 2006 وبعد شهر وخوفا من العقوبة تم قتل ابنها البالغ من العمر 17 عاما، مضيفة أنها بقيت لوحدها وكان عليها أن تعيل بناتها الأربعة وابنين صغيرين آخرين. وقالت إن الانضمام إلى بنات العراق كان هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة ولم يلاحظ احد كم ضحينا وكم من المشاكل قد واجهنا في سبيل إعالة عوائلنا"، لكن أشهرا مرت بدون رواتب فان بنات العراق يقلن إنهن مازلن يكافحن من اجل البقاء وهن يسخرن من وعود الدفعات المتأخرة والدعم الحكومي. البعض منهن بعن أثاثهن وبعض المجوهرات أو القيام بترك بيوتهن المستأجرة والعيش مع عوائلهن وقالت إحدى النساء أنها كانت تستدين بعض المال من اجل الوصل إلى نقطة التفتيش التي تعمل فيها. عن: نيويورك تايمز
نساء عراقيات يكافحن لإيقاف تفجير القنابل.. لكن رواتبهن تتأخر
نشر في: 28 فبراير, 2011: 07:10 م