بغداد/ المدىفي الجزء الثاني من المقابلة التي اجرتها فضائية السومرية، واصل رئيس مؤسسة المدى تركيزه على الحركات الاحتجاجية وضرورة انتباه السلطة إلى ضرورة التعامل الجدي مع ظواهر سلبية ترافق العمل السياسي العراقي، وفي صدارتها الفساد.
ومن خلال مقارنات تاريخية، سلط فخري كريم الضوء على تفشي ما أسماه بالنفاق السياسي، ومحاولة المتنفذين استغلال قيم الناس الدينية والاجتماعية والاخلاقية في التورية على مصالح فئوية وعمليات فساد تصل في اغلب الاحيان الى الاستثمار السيئ للسلطة والمنصب.كريم قال انه على ثقة كبيرة بأن الحركة الاحتجاجية في العراق ستفرز قيادات ديمقراطية شابة قادرة على ان تتصدى للعمل الوطني.واوضح انه يتمنى ألا تخرج هذه الحركة عن إطارها السلمي والمدني، وان تحافظ على هويتها وان تجسد تطلعات العراقيين في تكريس بناء دولة ديمقراطية مدنية.rnوفي مفصل آخر من الحوار، الذي نشرت المدى جزءه الأول يوم أمس، قال في باب التعليق على قضية الحريات ان الجميع يشمرون عن اذرعهم للدفاع عن الحريات:"انهم يحولون بعض المدن الى مدن اشباح".واوضح ان الفساد وقمع الحريات اصبحت حقائق متداولة بين الناس، وتابع:"حين أتت المعارضة من الخارج كان هناك مناضلون قضوا سنوات طويلة من عمرهم في مراكز الدولة او لم يكونوا، ومن حقهم ان يتبوأوا مركزا خاصا او درجة خاصة، لكن الفضيحة ان العشرات او المئات من المدراء العامين هم ابناء المسؤولين، ونجد ان هنالك من عمره لا يتجاوز الثلاثين عاما وهو مدير عام او مستشار بدرجة خاصة، هنالك العديد من الهيئات الخاصة وهي هيئات أسست باعتبارها جزءا من بنية الدولة الديمقراطية الا انها اصبحت في النهاية مشكلة عويصة بالنسبة للجمهور العراقي.فخري كريم في حواره الموسع ضمن برنامج بين قوسين للزميل نبيل جاسم، عالج موضوعات غاية في الأهمية تندرج اغلبها ضمن المناخ السياسي العام وتغيراته الآنية في هذه المرحلة الحساسة، وفي الآتي نص الجزء الثاني من الحوار:rnالإمام علي والسياسيين المقدم: هل السلطة مفسدة؟ فخري كريم مبتسما: نعم ، إنها مفسدة بحيث أن الإمام علي لم يستطع مواصلة دوره في السلطة. المقدم: لكن يفترض بالنخب السياسية انها مناضلة عاشت بالحرمان ، تحس بالناس وتكون اقل وطأة حينما تتسلم السلطة؟ فخري كريم: سئل احد الزاهدين الكبار ايام عمر بن عبد العزيز، هل فلان اكثر زهدا ام عمر بن عبد العزيز؟ أجاب انه عمر بن عبد العزيز، قال له الأول يا رجل عمر بن عبد العزيز خبر الدنيا وملذاتها وثرواتها وهو زهد في ذلك ولا نعرف هذا الشخص اذا اصبح بمكان عبد العزيز ماذا يفعل؟، للاسف الشديد نحن في حالة من الحيرة والقلق. المقدم مقاطعا: انا أراك في حالة من الغضب؟ فخري كريم: نعم انا في حالة غضب على نفسي لاني كنت أتمنى لو لم أكن موجودا اساسا، ولان كل هؤلاء يتحدثون عن التقوى وعن الورع والزهد وهم يتحدثون ليل نهار عن هذا العظيم الإمام علي بن ابي طالب وهم يتحدثون عن سيد الشهداء الحسين ويدفعون باتجاه هذه المسيرات المليونية الى الإمام علي والى الإمام الحسين ولكن هم لا يتوقفون أمام ما فعله الإمام علي حين كان يتقاضى أربعة دنانير وحينما جاء اليه أخوه عقيل يطلب منه مساعدة التفت الى الإمام الحسن وقال له حينما تتسلم المرتب أعطيه له، لكن الان ماذا يفعل هؤلاء.. ففي وزارة من الحكومة السابقة نجد ان 17 مديرا عاما من ضمن 22 هم من حزب الوزير ، وسبعة من عائلته مسؤولون في الدولة، هل هذا زاهد؟.ويقال عن هذا الوزير كان ولمدة أربع ساعات في اليوم يتفرغ للصلاة ويجمع القريبين عليه لأدائها، ولا يوقع البريد لمدة أربعين يوما والان يرشح الى منصب قيادي اكبر من مكونه، كيف لي تفسير هذا؟ هل انا معني شخصيا بهؤلاء؟ اغلبهم أصدقائي لكن ماذا افعل؟ في هذا السياق الإمام علي عليه السلام والأئمة الآخرين زهدوا في الدنيا فمن من هؤلاء هو زاهد؟ لا نريدهم أن يزهدوا لأنهم سيقولون إن هذا زمن آخر والإمام علي عليه السلام قال لا تقسروا ابناءكم على اخلاقكم لانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ولكن هل هذا يعني ان نتحول من زمان الزهد الى سرقة المال العام والتجاوز على حريات البشر ؟.rnحقائق الفساد المقدم: كنا نتكلم عن المسؤول الذي يستعين في منصبه بأفراد عائلته او يعتني بالمظاهر الشكلية متناسيا الفساد، فضلا عن المتظاهرين الذين يودون الخروج للاحتجاج على الجيوش من المستشارين وجيوش البرلمانيين بعد ثلاث دورات من البرلمان سيكون الشعب كله برلمانيين ومستحقا رواتب تقاعدية؟ فخري كريم: هذه الأمور أصبحت حقائق متداولة بين الناس وإذا تسألني عن سبب الغضب وانا افهم حين أتت المعارضة من الخارج يعني هنالك مناضلون قضوا سنوات طويلة من عمرهم كانوا في مراكز الدولة او لم يكن من حقهم ان يتبوأوا مركزا خاصا او درجة خاصة، لكن الفضيحة ان هنالك في الدولة الان عشرات او المئات من المدراء العامين هم أبناء المسؤولين، ونجد ان هنالك من عمره لا يتجاوز الـثلاثين عاما وهو مدير عام او مستشار بدرجة خاصة، هنالك