مدينة المعارض كما يسميها الكثيرون في جانب الكرخ نهاية منطقة البياع والتي أنشأتها أمانة بغداد قبل أكثر من ربع قرن لكي تكون اكبر مرفق تجاري حضاري لبيع وشراء السيارات، حيث تحتوي على (160) معرضاً مع كامل خدماتها ومرفقاتها من مطاعم وحوانيت كانت ولفترة قريبة منطقة صاخبة تعج بالحركة والضجيج و أصوات منبهات السيارات وصيحات (البياعة شراية) وهم ينادون على سائقي السيارات الداخلة  اليها بكلمة (تبيع) أو (تراوس) ،
 أما اليوم فقد تحولت بسبب الإهمال الى منطقة شبه مهجورة بعد تعرضها في فترة تردي الوضع الأمني سابقاً وأعمال العنف الى سرقة ممتلكاتها وانعدمت جميع الخدمات فيها من كهرباء وماء ومجار  وهواتف بعد ان طالها التخريب ، (بغداد الاخبارية) تجولت في هذه المدينة التي عادت  نصف معارضها تقريباً للعمل حيث حملنا روادها والعاملون فيها معاناتهم ومناشدتهم الجهات ذات العلاقة وخصوصاً أمانة بغداد للاهتمام بها لما تشكله من ثقل في الميدان التجاري فكان هذا التحقيق :سعد علي حسين/ صاحب معرض يقول: بعد تردي الأوضاع الأمنية وتزايد أعمال العنف في الفترة السابقة أغلقنا معارضنا وتركناها بكامل اثاثها ومحتوياتها وجلسنا في بيوتنا بينما ظلت مبالغ الإيجارات تسري علينا،يتساءل هل يجوز ان ندفع إيجارات عن محال مغلقة تركناها مضطرين وانقطع (باب رزقنا) كما يقول، إضافة إلى ان اثاث ومحتويات المعرض تعرضت للسرقة وخدماته للتخريب ونحن لا نطالب بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بنا جراء وضع مفروض علينا، ولكن نناشد امانة بغداد بأعفائنا من مبالغ الايجارات المتراكمة عن مدة الغلق الإجبارية خصوصاً وان المبالغ أصبحت كبيرة جداً لا نقوى على دفعها، فهل يعقل  ان نبيع دورنا واثاثنا لتسديد بدلات إيجار محال لم نستغلها وكنا ضحية ظروف فرضت علينا .؟صاحب معرض آخر هو السيد عباس عاشور حمزة يقول : لقد تعرضت جميع الخدمات في مدينة المعارض الى التخريب، مما سبب انعدامها بالكامل وهو يستغيث بأمانة بغداد ودائر الكهرباء والماء والهاتف لأن تنتخي فتعيد الحياة الى هذه المعارض، بالقيام بتبليط الشوارع وإعادة المجاري والماء والكهرباء وباقي الخدامات ويضيف : كما ان مبالغ بدلات ايجا المعارض عالية جداً وتصل الى (8) مليون دينار سنوياً يلحقها مليونان وسبعمائة الف دينار تأمينات وضريبة ممارسة المهنة وضريبة الدخل، مما يشكل عبئاً كبيراً على أصحاب المعارض يمنعهم من ترميم المعرض وإعادته كما كان وذلك لقصر فترة أشغاله ويطالب الأمانة بتخفيض بدل الإيجار السنوي وزيادة فترى الأشغال لأكثر من سنة لنتمكن من الترميم والتصليح .أما كريم كاطع أحد العاملين في هذه المعارض فيقول: تفتقر المعارض لوجود حاسبة مرورية داخلها ويطالب مديرية المرور العامة بتوفيرها وذلك للحد من عمليات السرقة، حيث يجب ان يكون عقد البيع والشراء موقعاً من هذه الحاسبة وكل عقد موقع خارج الحاسبة يعتبر غير صحيح ، كما ناشد أمانة بغداد بمنع المعارض المتجاوزة والموجودة خارج المجمع من تحرير العقود غير المجازة للقضاء على السرقة والتزوير، مثلما طالب مديرية المرور العامة بتسجيل المركبات ذات الأرقام السوداء الفحص (المنفيست) للقضاء على الوكالات الغير الشرعية والمزورة .يشاركنا الحديث السيد كريم طعمة كزار / احد العاملين بهذه المعارض قائلاً: نناشد أمانة بغداد بالاهتمام بهذه المدينة وتبليط شوارعها الداخلية وتوفير الإنارة لها، كما يطالب بالعمل على رفع الأنقاض والازبال المتكدسة أمام اغلب المعارض والمتأتية قرب السوق الشعبي لهذه المعارض، كما ان وحدة الرشيد ليست ببعيدة عن هذه المنطقة، فهل يجوز ان تبقى هذه المدينة تعاني من الإهمال وأكوام النفايات تسد شوارعها التي تغرق عند هطول ابسط الأمطار بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي والمجاري، وأملنا كبير بأن تستجيب أمانة بغداد لمطالبنا المشروعة وغير الصعبة.