بغداد/ متابعة المدى حظيت الدعوة، التي أطلقها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، إلى إجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات بتأييد رئيس الوزراء نوري المالكي، غير أنها كشفت تباينا في مواقف الطاقم السياسي العراقي. ففي الوقت الذي اعتبر نواب هذه الخطوة جزءا من الحل حذر آخرون من ان يأتي هذا الإجراء بنتائج عكسية.
وقال النائب عن التحالف الوطني عباس البياتي انه"من السابق لأوانه ان نذهب إلى انتخابات مبكرة خاصة بمجالس المحافظات التي لم يمض عليها سوى سنتين”.وأضاف البياتي في تصريح صحفي ان"العراق يحتاج إلى إجراءات تشريعية وتنفيذية لمثل هكذا خطوة”، مضيفا ان"مفوضية الانتخابات تحتاج إلى جهد لا يقل عن ستة اشهر لتنفيذ ذلك فضلا عن إمكانيات مادية هائلة”.وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعرب عن تأييده إجراء انتخابات محلية مبكرة. وقال في مؤتمر صحفي الإثنين الماضي إن"دعوة رئيس مجلس النواب لانتخابات مبكرة لمجالس المحافظات خلال أربعة أشهر كانت بطلب من رئاسة الوزراء". وأوضح ان"الحكومة طالبت مجلس النواب بحل المجالس البلدية وإجراء انتخابات جديدة لتكون لدينا مجالس منتخبة من قبل المواطنين”.وكان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي دعا، الأحد الماضي، الحكومة العراقية والبرلمان والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى إجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات والأقضية والنواحي خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، مؤكدا أن البرلمان سيعمل على تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات خلال الأيام القليلة المقبلة. جاء ذلك بعد يومين من التظاهرات التي جرت في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير الماضي.من جهته اعتبر النائب عن ائتلاف العراقية كاظم الشمري"إجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات بمثابة تغطية المشكلة من جديد ولكن بغطاء آخر”، مشيرا إلى ان"الانتخابات المبكرة ليست حلا"وطالب"بمحاسبة المحافظين”.وأوضح الشمري في تصريح صحفي ان"المسؤول المباشر عن تنفيذ الخدمات هم المحافظون وليس مجالس المحافظات، وان إجراء انتخابات مبكرة لن يحل الأمر، لأن تلك الانتخابات ستمثل تغطية للمشكلة مرة أخرى وبغطاء آخر".وطالب الشمري"من يدعو إلى انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات بأن يراجع قراره ويبحث عن الحل الحقيقي لمشاكل المواطن"، معربا عن استغرابه من الذين"يدعون إلى انتخابات مبكرة لأن عليهم ان يحاسبوا المحافظين كونهم من افشلوا تجربة الحكومات المحلية وهم من قصروا في تقديم الخدمات".إلى ذلك رأى النائب عن تحالف الوسط محمد إقبال ان إجراء انتخابات محلية مبكرة قد يأتي بنتائج عكسية على الواقع السياسي العراقي.وقال إقبال ان"تغيير مجالس المحافظات ليس بالأمر الهين لاننا نعيش واقعا سياسيا اعتمد على التوازن والتوافقات في جميع المحافظات لذا فإن إجراء الانتخابات قد يعرض عملية التوازن هذه إلى الانهيار”. أما النائب عن التحالف الوطني خالد الأسدي فاعتبر ان إجراء انتخابات لمجالس المحافظات جزءا من حل لمطالب المتظاهرين”.وأوضح الأسدي في تصريح صحفي أن"إعادة الانتخابات تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات منها تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات"، مبينا أن"إعادتها جزء من الحل وجزء من مطالب المتظاهرين".من جانبه رأى رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي أمس الأول أن"الدعوة إلى حل مجالس المحافظات وإجراء انتخابات جديدة غير دستورية وغير قانونية"، مطالبا"الجهات التشريعية والتنفيذية بالتصدي للأزمة”.ونقلت"السومرية نيوز"عن الزيدي قوله إن"الدعوة إلى حل مجالس المحافظات غير دستورية وغير قانونية ذلك ان أغلب طلبات ومشاكل المتظاهرين طلبات اتحادية تضمنت توفير البطاقة التموينية وتحسين واقع الكهرباء، فضلا عن توفير التعيينات التي تتعلق بالحكومة الاتحادية".وأضاف الزيدي أن"الحلول التي طرحت من الجانب التشريعي والتنفيذي ليست واقعية، وهي هروب من الأزمة وقفز على الديمقراطية"، بحسب قوله.أما النائب في التيار الصدري عن محافظة واسط كاظم الصيادي فقال ان"حل مجالس المحافظات مطلب شعبي وليس حكومياً أو برلمانياً”، مشدداً على"ضرورة حلها كونها لم تحقق طموحات المواطن من حيث الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة”.وأضاف الصيادي في تصريح صحفي ان"دعوة رئيسي الحكومة نوري المالكي والبرلمان أسامة النجيفي لحل مجالس المحافظات وإجراء انتخابات مبكرة لم تكن تهدف إلى التهرب من مسؤولية الفشل كما يتصور البعض، بل تأتي من باب التعاطي مع مطالب المتظاهرين وتحقيق رغباتهم بحل المجالس المحلية التي لم تنجح في أداء مهامها خلال المدة الماضية."النائب عن التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي قال ان"التحالف لا يمانع من حل مجالس المحافظات وإجراء انتخابات حال توفر الظروف المواتية لها”، فيما طالب بان لا تستثنى محافظة كركوك من هذه الانتخابات حال حصولها”.وأضاف راوندوزي في تصريح صحفي ان"حل مجالس ا
انتخابات مجالس المحافظات.. هل تحل الأزمة؟
نشر في: 3 مارس, 2011: 07:52 م