TOP

جريدة المدى > سينما > مواطن يبيع كليته.. ليدفعها رشوة للتعيين

مواطن يبيع كليته.. ليدفعها رشوة للتعيين

نشر في: 5 مارس, 2011: 07:15 م

بغداد/ سها الشيخلي جاء إلى صحيفة المدى المواطن نزار وحيد كريم ليروي لنا قصته المأساوية حيث يعمل حمالا في الشورجة ، و هو من مواليد عام 1977 ، متزوج منذ أكثر من عام ، يسكن في منطقة ساحة  الخلاني في جانب الرصافة مع زوجته سارة خليل البالغة من العمر 30 سنة ، تتلخص قصة نزار كونه عاطلا عن العمل ، وأجور التحميل في الشورجة لا تسد تكاليف أسرة حديثة بحاجة الى إيجار شقة ، وأجور مولدة الى جانب مصروفات البيت الأخرى ، ووجد نزار نفسه في موقف صعب ،
أراد العمل  في الحكومة  بأية صفة (حارس ، طباخ ، سائق) في سلك الشرطة او الجيش ، اتصل بأصدقاء له لمساعدته على العمل في الحكومة ، فكان الرد ان يدفع مبلغ لا يقل عن 3 مليون دينار (رشوة) لكي يعمل في المهن التي ذكرها ، ظل الرجل حائرا كيف يتدبر مثل هذا المبلغ الكبير وهو الحمال الذي لا يحصل سوى على 5-10 ألف دينار يوميا ، ضاقت به السبل فلجأ الى طريقة أرشده عليها احد معارفه وهي بيع كليته لدى إحدى المستشفيات الأهلية ، ذهب نزار  و باع كليته لرجل كان في أمس الحاجة إليها ، وتسلم مبلغ الثلاثة ملايين دينار  ثمنا لكليته ، وذهب بها الى الوسيط لدفعها رشوة للعمل في إحدى فرق المشاة ، إلا ان ظن نزار خاب عندما ابلغه الوسيط ان المبلغ غير كاف لكي يعمل طباخاً او سائقاً او حارساً في الجيش ، وعليه ان يدفع 40 ورقة من فئة (100 دولار) للحصول على الوظيفة ، فقصد الرجل سلك الشرطة علاها تطلب رشوى اقل من الجيش الباسل ، فكان الرد عن طريق الوسيط أيضاً بان الرشوة هي الأخرى في سلك الشرطة لا تقل عن 40 ورقة من فئة ال100 دولار ، رجع الرجل الى بيته وقد أظلمت الدنيا في وجهه ، فهو بحاجة إلى اخذ العلاج الذي لا يقل عن 50 ألف دينار بعد ان تورم جنبه الأيمن جراء عملية استئصال الكلية ، فمن أين يأتي بثمن العلاج وهو العاطل عن العمل والذي خسر فرصة العمل في الحكومة ؟! وبتاريخ 25 شباط شارك نزار في تظاهرة جمعة الغضب ، وسار مع جموع العاطلين واخذ يصرخ وكشف عن مكان العملية المتورم ، وهو يطالب حكومته بإيجاد فرصة عمل له وتعرض الى الضرب والركل من قبل رجال الأمن ، وصادف ان شاهده احد الزملاء العاملين في الصحافة فذهب به  مراسل قناة الـ (بي بي سي) الذي اخذ منه رقم هاتفه النقال ، وفي اليوم الثاني زارته القناة المذكورة في شقته ، وطلبوا منه ان يذهب إلى احد المسؤولين لإيجاد فرصة عمل له ، وهو الا ن يائس الى درجة كبيرة ومريض وجائع ولا يجد ثمن الدواء ولا ثمن الرغيف .  ويواصل نزار سرد قصته المحزنة حيث يقول: زوجتي سارة خليل هي الأخرى مريضة فقد باعت كليتها هي أيضاً لكي نعيش بثمنها ، لحين إيجاد العمل ، ولكي لا ننخرط في أعمال لا  ترضي ضميرنا ولا الوطن الذي نعيش في كنفه ، ولكي لا ننجرف بأعمال إرهابية تضر بأبناء وطننا ، انها تراجع الآن المستشفى الأهلية التي أجرت لها العملية والعلاج الذي تحتاجه لا يقل سعره عن الـ50 ألف دينار، وأنا أيضاً بحاجة الى ثمن العلاج وأعاني آلاماً شديدة في مكان إجراء العملية في ظهري بسبب تعرضي إلى الضرب الشديد أثناء تظاهرة جمعة الغضب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram