TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مفتش الصحة: القبض على مافيا المخدرات في العراق صعب للغاية

مفتش الصحة: القبض على مافيا المخدرات في العراق صعب للغاية

نشر في: 5 مارس, 2011: 07:51 م

 بغداد/ فراس القيسي، سارة سحابالساعة دنت من الواحدة ظهرا كنت افكر في كيفية الدخول وسط حي البتاوين لمعرفة صدق الاشاعات التي تتردد عن تزايد انتشار ظاهرة بيع المخدرات خاصة مادة (الحشيشة) الافغانية والتي تكون غالية الثمن. فكرت حتى قررت ان أسال بائعا متجولا بيني وبينه صداقة كوني من رواده لانه يبيع السكائر المتنوعة فسألته عن حاجتي لمادة الحشيش كوني من عشاقها فبدون تردد من باب الثقة بي اخبرني عن مقهى داخل حي البتاوين الشهير وسط العاصمة بغداد في حي الباب الشرقي واخبرني بكلمة السر وهي طلب اركيلة نعناع لادن"نسبة لزعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان اسامة بن لادن.
توجهت فورا الى المقهى الذي دلني عليه وكانت بداية الرحلة الخطرة كونها تعتبر اول مرة لصحفي يقتحم عش الدبابير ومرتادي مقاهي المخدرات التي باتت ملاذا للعاطلين عن العمل والمشردين واصحاب المزاج العالي حسب تعبيرات متعاطيها.rnالخوف والتردد بعد ان وجدت المقهى الذي وصف إلي جلست متماسكا غشية انفضاح أمري ويقع المحظور، هذا المقهى الذي في ظاهره مقهى اعتيادي لكن في باطنه بؤرة بيع الحشيش والحبوب المخدرة فقد قامت الأجهزة الأمنية بعمليات دهم مستمرة على حي البتاوين لكثر انتشار العصابات المنظمة وبيوت الدعارة و بيوت موبوءة لكن معظم تلك الحملات تنتهي بعدم العثور على شيء لوجود عناصر للمراقبة يسمونهم بـ(البصاصة) او الناظور يطلق منبها أشبه بمنبه السيارة في اشارة تحذيرية عن دخول قوات الامن للمنطقة.جلست وانتظرت طويلا حتى أتاني نادل المقهى يسأل عن طلبي فأومأت بوجهي وأظهرت عليه علامات التعب الشديد وطلبت منه قدح شاي ثقيل واركيلة نعنان لادن فاخبرني على الفور ان التعميرة الواحدة بحجر واحد سعرها (50) الف دينار عراقي اي ما يعادل (45) دولارا فطلبت حجرا واحدا غاب عني نصف ساعة حتى تمالكني الخوف في داخلي واخبرته إن لم تتوفر الاركيلة فلا داعي لها حتى أتاني بها وترددت في شربها خوفا على حياتي او من تعرضي للإدمان ففيها رائحة حقيقية للنعناع فأخبرته ان كانت مغشوشة ففيها نعناع حقيقي واخبرني بأنها اصلية واخذ مني تكلفتها. بعد دقائق أتى صاحبي الذي اعطاني كلمة السر وجلس جانبي وبدأ يسرد حكاية دخولها واخبرني ان اكثر زبائن المقهى هم من المثقفين والأغنياء وكل من لديه ليلة حمراء يقضيها في أحضان بنات الليل.rnالحكاية سرد ابو سامر حكاية هذا المقهى وبدأ القول بان اقتحام مثل هذه الأماكن في طبيعتها صعبة وتمتعها بطرق وأزقة ضيقة يصعب على رجال الشرطة اقتحامها بسبب كثرة عدد"البصاصة"الذين يطلقون صفارات الإنذار من خلال منبهات سيارات موضوعة على دراجات نارية او ستوتات عند شعورهم بأي خطر قادم كما ان هناك عددا من افراد الشرطة يأخذون الرشاوى للتغاضي عنهم وإبلاغهم في حال وجود مداهمات.rnجمع المعلومات المعلومات التي حصلت عليها أكدت أن عمليات البيع تتم بين فترتين، فترة مسائية تبدأ من الساعة السابعة مساء تنتهي الحادية عشرة ليلا،وفترة صباحية تبدأ من السادسة صباحا حتى الثالثة عصرا وكل فترة لها قواعدها الخاصة وحراس أمن تكون مسؤوليتهم تأمين مخارج ومداخل الشارع المؤدي للمقهى ووسيلة الاتصال هي الهاتف المحمول.قررت الذهاب في الفترة الصباحية بعد أن ساعدني ابو سامر في اعطائي كلمة السر ودخول المقهى كما اخبرني بعدم النظر في وجوه الجالسين خشية ان يثار شك حولي وتحدث كارثة المشهد الاول هو مجموعة كبيرة من الدراجات النارية والستوتات وبجوارها عدد من الشباب لا تتعدى أعمارهم الخامسة عشرة وكانوا يعملون لحساب عدد من مروجي المخدرات وغالبيتهم من العاطلين عن العمل ومسؤوليتهم هي نقل الزبائن الموثوق بهم إلى محطات البيع.rnبدايةالجلوس في المقهى وطلب الاركيلة مع كلمة السر ولأنها المحطة الأولى داخل هذا المقهى وهو لا يوحي الى انه مكان لتعاطي الحشيشة الافغانية المقهى غريب في أمره حيث تضاء الكشافات ليلا بخط طولي يبدأ من مكان الدليل حتى مكان المقهى وهو ايضا مركز توزيع فهناك خدمة توصيل الطلبات لزبائن معروفين. اتفاقات تجرى في هذا المكان الموحش بوجوهه والمريب بمحتواه ليخبرني او سامر ان هناك نوعا من المخدرات بدأت تظهر هي مادة الهروين.فتيات من بين بائعات او ما يحلو تسميتها بائعات الدلفري فتيات تختلف أعمارهن ما بين الـ(17) عاما والـ(30) يأتين بين الحين والآخر لأخذ كيس من القماش فيه ما يكفي لبيعه في الملاهي والمطاعم الليلية على الزبائن وعادة ما يكونوا من التجار واصحاب المهن حيث تباع باسعار تصل الى مئة دولار للاركيلة الواحدة. ساعة ونص قضيتها وانا أراقب وأشاهد بيع المخدرات علنا في حي بائس وسط العاصمة فيه أعداد كبيرة من القوات الأمنية ولا تفصلها عن المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها مؤسسات الدولة الحساسة اضافة الى الهيئات الدبلوماسية والشركات الاجنبية سوى جسر الجمهورية العتيق حتى وصلتني معلومة ان هناك زبائن دائمين يأتون من المنطقة الخضراء خصيصا لأخذ ما هو مقسوم من الحشيشة لقضاء ليلة ممتعة مع فتاة او سهرة حمراء، فالقصور الفخمة والسيارات الفارهة اضافة الى الحماية الكافية لمثل تلك السهرات.rnالصحة: العراق الأقل نسبة بالمخدرات مفتش عام وزارة الصحة الدكتور عادل محسن يقول ان هناك لجنة عليا مختصة في وزارة الصحة تتعاون مع وزارة الداخلية تعمل على مراقبة الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية خاصة التي لها نفس تأثير المخدرات مشيرا الى ان هناك خططا مشتركة بينهما لمكافحة المخدرات. واضاف محسن في حديثه لـ(المدى) ان العراق يعد من اقل البلدان التي ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram