بغداد/ قتيبة حامدفي مشهد مشابه لمشهد يوم 25 شباط تجمع آلاف المواطنين من عمال وشباب وطلبة وخريجين نساء ورجال تحت نصب الحرية ليكملوا مشوار جمعة الغضب بجمعة أخرى سميت بجمعة الكرامة. وتوافد الآلاف إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد على الرغم من التهديدات الأمنية وحظر التجول والتحذيرات التي أطلقتها عمليات بغداد للمواطنين باحتمال وجود بعض الخروقات الأمنية.
وعبروا عن غضبهم العارم من استمرار الوضع على ما هو عليه ومن دون تغيير على الرغم من التصريحات التي أطلقها الكثير من الساسة والتي اعتبرها المتظاهرون محاولة فاشلة لاحتواء غضبهم وطرح بعض الحلول الترقيعية للوضع المزري لكافة مفاصل الدولة من حيث الفساد وضعف الخدمات والبطالة المستشرية وأزمة السكن وقلة مفردات البطاقة التموينية وانعدامها في اغلب الأحيان وصدحت حناجر المتظاهرين بالهتافات المعبرة عن استيائهم إزاء الوضع والانتهاكات والقمع الذي مارسته أجهزة أمنية ضد المحتجين ووسائل الإعلام والصحافة في تظاهرة يوم 25شباط. وأكد المتظاهرون على استمرار احتجاجاتهم في كل جمعة إلى حين تلبية كل مطالبهم والتعامل معها بجدية معتبرين أن مطالبهم شرعية ومستحقة في بلد ينعم بالثروات.علي الجاف احد أعضاء شباب 25 شباط على الفيسبوك قال للمدى إن شريحة الطلبة شاركت في التظاهرة للمطالبة بالقضاء على الفساد والبطالة ومحاسبة المسؤولين المقصرين عن الوضع الذي تشهده العاصمة بغداد، وانه من ضمن المسؤولين الذي طالبنا بإقالتهم كامل الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد ومحافظ بغداد صلاح عبد الرزاق.وأشار إلى أن التظاهرة بدأت في تمام الساعة التاسعة صباحا وأعلن انتهاءها رسميا في الساعة الثانية ظهرا تحديا للمطالبات الحكومية بإنهائها في الساعة الواحدة ظهرا فالمظاهرة كانت سلمية مئة بالمئة. وأضاف أن اغلب الشعارات التي نادينا بها "نادمون.. نادمون، واجتثاث الفساد والمفسدين" ولكن طالبنا بصورة أساسية بإقالة رؤساء الحكومة المحلية وعلى رأسهم كامل الزيدي.متظاهر آخر يدعى عبدالله علي قال: جئنا إلى ساحة التحرير لنؤكد موقفنا الرافض للانتهاكات الحكومية الواضحة ضد المتظاهرين والمطالبة من جديد بحقوقنا الضائعة والتأكيد على محاسبة المقصرين والمفسدين في كافة أروقة الدولة ففي الوقت الذي يحصل فيه الساسة والبرلمانيون على مبالغ خيالية يعيش معظم المواطنين تحت وطأة الفقر والظلم فحسب آخر إحصائيات للفقر في العالم صنف ثلث الشعب العراقي تحت مستوى خط الفقر.فغضبنا هو رد فعل طبيعي على الوضع في العراق فلم نشاهد من الساسة سوى اهتمام بمصالحهم ومصالح الاحزاب التي ينتسبون إليها من دون الالتفات إلى مطالب واحتياجات هذا الشعب وخاصة أصحاب الدخول المحدودة.إلى ذلك قال رئيس تجمع المواطن لطلبة وشباب العراق الناشط في التظاهرات ليث محمد رضا إن عدم الاستجابة بشكل جدي لمطالبنا وردود الأفعال غير الديمقراطية كانت أهم الدوافع لاستمرارنا في التظاهر إذ أن المطلب الأساسي كان ولا يزال زهز إقالة رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي وصاحبه المحافظ صلاح عبد الرزاق وإلحاقهما بالعيساوي الأمين الذي ورغم اعتراضنا على سوء أدائه في الفترة السابقة فإننا نحييه على الاستجابة لمطالبنا وتقديمه للاستقالة.وأضاف محمد رضا: الحلول التي قدمت بدلالة كونها استجابات لمطالب المتظاهرين كانت تخديرية بل وتظليلية لحرف التظاهرة عن أهدافها الحقيقية ولهذا سنستمر في الاحتجاج السلمي كل جمعة حتى تتم الاستجابة التامة لمطالبنا في إقالة المفسدين والفاشلين وتقديم خطوات ناجعة ومقنعة لحل أزمات الكهرباء والبطالة والسكن والقيام بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي طالبنا بها مع صيانة الحريات العامة.