18 نقطة صعبة

محمد العبيدي 2016/10/19 09:01:00 م

18 نقطة صعبة

نتيجة فوز الأسود على تايلاند برباعية مستحقة منحتهم دفعة معنوية مهمة لمتابعة مشوار التصفيات الحاسمة والشاقة ضمن مجموعة حديدية تتطلب عملاً طويلاً ومكثفاً وحسابات دقيقة وتفاصيل جمّة لا يمكن الاستهانة بأي جزء منها أو اهمالها لأي سبب كان في منافسة ضارية لا تسمح أبداً بارتكاب الأخطاء مهما كانت بساطتها أو نوعها.
فوز الأسود تحقق بعد معاناته في ثلاث مباريات، الأولى أمام  استراليا والسعودية واليابان نتج عنها خسارة 9 نقاط ثمينة في مشوار التصفيات، في وقت شهدت فيه المواجهات الأربع للمنتخب الوطني الكثير من الأحداث والوقائع على المستويات كافة بحاجة الى التوقف عندها لدراستها وتحليلها بدقة الى جانب متابعة العمل بجدية عالية استعداداً لمواجهة الإمارات منتصف الشهر المقبل. فعلى سبيل المثال ظهر الفريق بحاجة الى المزيد من المقومات المؤدية الى الإرتقاء بالمستوى الإداري والتنظيمي والفني الى أفضل ما يمكن وهنا يأتي دور اتحاد اللعبة والملاك الفني واللاعبين والإعلام والجماهير كمنظومة عمل متكاملة.كل مَن تابع مباريات المنتخب الوطني ممكن أن يلمس بوضوح وجود خلل في أداء الفريق كمجموعة وتذبذب المستوى الفردي للاعبين وتراجع معدلات اللياقة البدنية لعدد من اللاعبين في الربع الأخير للمباريات بدليل ارتكاب الأخطاء نتيجة قلة التركيز والشعور بالتعب وربما الإجهاد.
الفوز على تايلاند يمثل انعطافة ايجابية ومصيرية لما تبقى من مشوار التصفيات لاسيما أن حصد النقاط 18 المتبقية أمراً ليس يسيراً لكن التحدّي أمر مطلوب في هذه المناسبات بهدف تحقيق نتائج تليق بالكرة العراقية وتنسجم مع قدرات وامكانات اللاعبين كأفراد والملاك الفني الساعي الى تحقيق انجاز يمثل طموحاً مشروعاً في التأهل الى مونديال موسكو 2018.وبالنظر الى مجريات الأمور لفرق المجموعة نجد أن أكثر المتفائلين من انصار المنتخب السعودي لم يكن يتوقع أن ينهي الفريق الجولة الرابعة بلا خسارة وأن يتصدر فرق المجموعة بعد البداية المتواضعة والمستوى الفني الهزيل سواء أمام تايلاند أو أمام منتخبنا الوطني إلا أن الأخضر السعودي حصد 10 نقاط في نهاية الجولة الرابعة وهذا هو المهم بالنسبة لأي فريق، كذلك الحال مع المنتخب الإماراتي الذي بدأ بداية قوية بفوزه على اليابان في سايتاما ثم إنهار في الجولة الرابعة امام مضيّفه السعودي بصورة مفاجئة.المقصود هنا هو إنّ مَن يبحث عن جمالية الأداء في منافسات من هذا النوع ويحلم في تحقيق نتائج في المستقبل المجهول عليه أن يترك هذا المجال لأنه لا يصلح له ولأمثاله، ما يحتاجه الوضع الراهن حصد أكبر قدر مكن من النقاط سعياً للمنافسة على التأهل.أما بعد : المباراة القادمة أمام المنتخب الإماراتي ستكون محطة غاية في الأهمية لمسار لمنتخب الوطني في التصفيات خصوصا ان المنتخب المضيّف سيدخل اللقاء بهدف تعويض الخسارة الثقيلة التي مُني بها الاسبوع الماضي ورغبته في العودة بقوة الى دائرة التنافس ضمن المجموعة مجدداً.المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني حتى الآن تشير الى أن اللاعبين يمتلكون القدرة على تحقيق التفوّق على منافسيهم ومجاراتهم بندية وافضلية ايضاً إذا ما تم توضيفهم بالشكل الصحيح وهذا ما يعيه المدرب راضي شنيشل وملاكه المساعد إيماناً بحتمية العمل بشكل مكثّف بغية تحقيق أعلى درجات الانسجام والتوافق بين عناصر الفريق واستثمار طاقاتهم ومهاراتهم بالشكل الأمثل لكن ما ينبغي أن ينتبه اليه المدرب راضي شنيشل ويعيد حساباته هو كيفية تعامله مع الانتقادات الموجهة اليه سواء من قبل الإعلام الرياضي صاحب الحق الكامل في إبداء الرأي بعيداً عن التجريح والتشهير أو مع الجماهير الوفية المحبة لأن تكون الكرة العراقية في المقدمة دائماً ومن الله التوفيق.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top