خانات وشناشيل شارع الرشيد مهددة بالإبادة في ذكراه المئوية

خانات وشناشيل شارع الرشيد مهددة بالإبادة في ذكراه المئوية

لعله لم يحظَ مكان في بغداد مثلما حظيت به ساحة الميدان من ذكر معالمها وأجوائها الساحرة في اغلب الأعمال الأدبية والشعرية الكبيرة .


فهي كمكان ارتبطت بذاكرة الثقافة العراقية ارتباطا وثيقا أسس لانطلاق نمط ثقافي وأدبي شاع لزمن طويل، حيث باتت موروثاً ثقافياً وجزءاً مهماً من تاريخ العاصمة بغداد، في حين تواجه بعض مبانيها القديمة خطر الانهيار، ما يشكل خطراً على القاطنين فيها. صادف ذلك مع احتفال امانة بغداد بالذكرى المئوية لشارع الرشيد وسط العاصمة.
يعبر المواطن علي حميد ،وهو صاحب أحد المحال في الميدان، عن "امتعاضه عن عدم قيام امانة بغداد بدورها بترميم وصيانة هذه المباني"، مضيفاً "لم تأتِ أية جهة حكومية من أجل ترميمها وكأنه أهمال متعمد رغم انها تشكل أهمية عمرانية في تاريخ بغداد، ما يجعلها عامل جذب للسيّاح الأجانب في حال ترميها وترميم شارع الرشيد بالكامل".
ويضيف حميد لـ(المدى)، أن "هناك اشاعات بين فترة واخرى من ان هناك محاولات من قبل بعض المقاولين من أجل شراء هذه المباني وهدمها وإعادة بنائها بطراز حديث لا يراعي طرازها العمراني القديم"، مؤكداً "متانة البناء القديم رغم تصدع الجدران ما يجعلنا نطمئن ونمارس عملنا بشكل طبيعي".  ويشاطر المواطن محمد البغدادي، صاحب محل (انتيكات) في ساحة الميدان، رأي زميله حميد ضمنيا ،ويؤكد لـ"المدى" ان "قوة ومتانة البناء عاملان مهمان لبقاء اصحاب المحال"، وتابع بالقول أنه "قبل فترة تم هدم خان المندلي واعادة بنائه من جديد وبوقت قصير تعرض الى شقوق وتصدعات في الجدران ما يؤكد بأن البناء القديم اكثر متانة من البناء الحديث".  البغدادي أشار الى أن "امانة بغداد احتفلت قبل يومين بمرور مئة عام على تأسيس شارع الرشيد وكان احتفالاً خجولاً، لأن مباني المنطقة كانت غير مرممة، علماً أنها تعتبر من اهم معالم شارع الرشيد حيث يتجاوز عمرها اكثر من مئة سنة"، مشيراً الى "وجود إهمال متعمد من قبل الجهات المختصة".
ويضيف البغدادي، "نقدر ما يمر به البلد من أزمة مالية وأمنية وكثرة التحديات التي تواجه امانة بغداد، إلا أن هذا لا يمنع ان تقوم الاخيره بين فترة واخرى بترميم هذه المباني التي تتوسط ساحة الميدان".
وكانت أمانة بغداد، أقامت في الثاني من كانون الأول الحالي، احتفالية بالذكرى المئوية لشارع الرشيد وسط العاصمة بغداد، و أكدت أمينة بغداد ذكرى علوش "نعيش اليوم الذكرى المئوية لأول شارع عصري حديث (شارع الرشيد) الذي تم افتتاحه في تموز من العام 1916م، وهو أول شارع يُعبّد في العاصمة بغداد"، مضيفة "ويُعد شارعاً مركزياً تجارياً وثقافياً وترفيهياً مميزاً".
وتابعت علوش أنه "منذ أربعة أشهر مضت ،وضمن تحضيراتنا لهذه المناسبة، فقد بدأت أولى الخطوات لتحسين واجهات أبنية الشارع من المقطع الممتد من ساحة الميدان الى شارع الرصافي، بهدف إزالة  التشويهات البنائية والتجاوزات عنها"، مشيرة الى "مفاتحة منظمة اليونسكو بإدخال شارع الرشيد ضمن لائحة التراث الإنساني وهو يحتفل بمئويتهِ هذا العام".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top