كلاكيت: ديكنز الذي اخترع عيد الميلاد

علاء المفرجي 2018/02/28 07:46:06 م

كلاكيت: ديكنز الذي اخترع عيد الميلاد

أفلام كثيرة استندت الى روايات الروائي الانكليزي تشارلز ديكنز، الذي يُعدّ بإجماع النقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، وتميّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. وصوَّر جانباً من حياة الفقراء، وحمّل المسؤولين على المدارس والسجون مسؤولية الامراض الاجتماعية في عصره. اشتهر بعدة روايات خالدة ترجمت إلى مختلف لغات العالم، وما يزال كثيرٌ من أعماله تحتفظ بشعبيّته حتى اليوم، وقد منحته هذه الأعمال شهرة فائقة أمثال "أوليفر تويست"، "قصة مدينتين"، "الإمال العظيمة"، "ديفيد كوبرفيلد" وغيرها.
فيلم "الرجل الذي اخترع عيد الميلاد" المستلهم من روايته القصيرة "ترنيمة عيد الميلاد" والفيلم مأخوذ عن كتاب لكاتب يدعى لِس ستانديفورد، ووضعت السيناريو له سوزان كويين، وأخرجه المخرج الهندي بهارات نالوري. والرواية مكّنت ديكنز من تجاوز ازمته المالية واستعادة سمعته وقد جذبت أكبر عدد من القراء وما تزال واحدة من أفضل الأعمال المعروفة في الإنجليزية.
وكانت السينما قد ألفت هذه الرواية بما يربو على أربعة افلام أنتجت " قبل، إلى أن ينتج العام الماضي فيلم "الرجل الذي اخترع عيد الميلاد" . أما أهمها فيلم أخرجه كليف دونر أنتج في منتصف الثمانينيات، من بطولة جورج سكوت وفرانك فينلي، أما الفيلم الآخر فقد أنتج في عام 2010 ولعب بطولته جيم كاري، غاري أولدمان وكولين فيرث، أخرجه روبرت زيمكس. لكنها مع هذا الفيلم كانت المعالجة هي عن الايحاءات التي استلهم منها الكاتب ديكنز حبكة روايته الأشهر وكما صاغها لِس ستانديفورد في كتابه عن الرواية. فقد تناول المؤلف والفيلم جانباً من سيرة تشارلز ديكنز في فترة متابعة هذه الرواية والتي تعطي صورة واضحة عن ديكنز خاصة في فترة عوزه المادي ثم فترة رخائه وإستعادته سمعته حيث قدم "ديفيد كوبرفيلد" و "والآمال العظيمة" وباقي العناوين الكلاسيكة، وأيضاً سيرة للعصر الذي عاش به وحياة الأرستقراطية في لندن والجانب الآخر لها حيث الفقر والبؤس، ومشاهد مسرح العرائس، وألاسواق الشعبية.
يحكي الفيلم إذن الطريقة التي ابتكر في ديكنز فكرة الرواية والشخصيات التي صادفها في حياته خاصة في فترة حاجته المادية، وسعيه لينال عقداً مسبقا مع ناشر روايته رغم أن فكرته لم تتضح بعد، فيصادف شخصيات تساعده على إتمام فكرة الرواية ومن هذه الشخصيات نادل في مطعم فاخر الذي يلهمه بشخصية البخيل سكروج، حيث سيظهر في أحلامه أكثر من مرة . أما الشخصية الثانية فهو المحامي، فيما الشخصية الأخرى فيصادفها في بيته وهي مربية أطفاله التي تسرد لهم حكايا بحكاياتها، والتي يستشيرها في تحويل سكرودج الثري البخيل الى إنسان معطاء ورحيم.
ومن أجل أن تأخذ حكاية ديكنز وأحداثها في هذا الفيلم الشكل المقنع للحكايا استعان المخرج بابطال فيلمه بممثلين كبار في العمر دخل جلهم السينما من بوابة المسرح الانكليزي ومنهم كريستوفر بلومر الذي يناهز عمره التسعين ليؤدي دور سكروج وهو الممثل الذي بدأ حياته في فيلم (صوت الموسيقى)، وكذلك جوناثان برايس الذي يؤدي دور والد ديكنزاضافة الى عدد من الممثلين.
يبدأ الفيلم باحتفال بديكنزبعد النجاح الساحق لروايته "أوليفر تويست". على خشبة مسرح في الولايات المتحدة عام 1842، والاستقبال الملفت من قبل الجمهور.. ثم ننتقل معه الى لندن وهو وعائلته يعاني من أزمة مادية وهي المشكلة التي طالما عانى منها عِظام الكتاب وعندما يواجه الصعوبة في استلهام روايته ينال عقداً مسبقاً مع ناشر عن رواية حول عيد الميلاد، التي يحدثنا الفيلم عن تفاصيل (اختراعها) في أقل من ستة أسابيع.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top