كلاكيت: السينما توثق السينما

علاء المفرجي 2018/05/23 06:21:01 م

كلاكيت: السينما توثق السينما

 علاء المفرجي

السينما تحيي السينما، وتستعيد لحظات الكفاح لرجالاتها في سعيهم لإرساء أجمل دعائم الترفيه في السنوات المبكرة من عمرها..
تقدم لها التحية، تستدعي جزءاً من تاريخها، لا لقصد التوثيق حسب بل الاحتفاء ايضاً.. صناع الأفلام عززوا هذه الظاهرة بعد ان كرس الفن السابع حضوره البهي وفاعليته الاتصالية.. فانتجت العديد من الافلام العالمية، و لم تكن السينما العربية بعيدة عن هذه الظاهرة، بأفلام مثل (ايرمالادوس)، و(بحب السينما) وغيرها.
فالمخرج روب مارشال استطاع بفيلم (ناين) ان يتمثل عبقرية فيلليني احد أساطين السينما في (½8)، ليقدم قراءته الخاصة للفيلم ولفلليني نفسه عبر الإداء الممتع للمثل العبقري دانيال دي لويس.
والفيلمان يمثلان استعادة جميلة لعصر السينما الجميل، هما الفيلم الفرنسي (الفنان) للمخرج ميشيل هازايافيكس، والفيلم الأمريكي (أسبوعي مع مارلين) للمخرج سيمون كيرتس.
(الفنان) يستدعي إحدى أهم المراحل في صناعة السينما، المرحلة التي سبقت دخول الصوت إليها، يوم كانت الصورة الوسيلة التعبيرية الأهم في الفيلم، فابتداء من تتر الفيلم وانتهاء بكلمة النهاية يحاكي الفنان زمن صناعة الفيلم في تلك الفترة المبكرة من عمر السينما، التي كانت لها أسماؤها ونجومها، وهو أيضا نوستالجيا لزمن سينمائي مازال الكثير يحن إليه. اما (في اسبوعي مع مارلين) فهو يمثل تحية لمجد السينما في وقت هيمن فيه النجم السينمائي على المشهد، وكانت مارلين مونرو حينها سيدة هذا المشهد، وأحد أبرز نجومه، سواء في أفلامها أو في سيرتها الحياتية التي مازالت حديث عشاق السينما، أو حتى في نهاية حياتها الدراماتيكية التي أصبحت لغزاً محيراً.
(دائما براندو) للتونسي رضا الباهي يختار نجماً استثنائياً،مثل براندو وتجربة مفترضة تبنى عليها حكاية الفيلم.. وهو هنا غير معني بسيرة الرجل قدر عنايته به كأسطورة وحلم لأجيال جديدة تعشق السينما من خلال رموزها.
ومن أبرز الافلام التي عملت في هذا السياق فيلم (وردة القاهرة القرمزية) للمخرج وودي الن وهو مستوحى من مسرحية بيرانديللو"ست شخصيات تبحث عن مؤلف". يحكي قصة سيسليا (ميا فارو)، فتاة خرقاء تعمل ساقية في حانة، تذهب الى السينما كي تهرب من حياتها الكئيبة والخالية من الحب. و فيلم (إلعبها ثانية يا سام) للمخرج هربرت روس، يدور حول رجل (يؤدي دوره وودي الن) مهووس بفيلم"كازابلانكا"وشخصية ريتشارد "ريك" بلين (همفري بوغارت). وفيلم (جنجر وفْريد) فيديريكو فلليني، ويرجع عنوان الفيلم الى الثنائي الامريكي فْريد استير وجنجر روجرز. الدوران الرئيسيان يصوّران مقلديَن ايطالييَن لاستير وروجرز، يجتمعان بعد ثلاثين عاماً من التقاعد للمشاركة في برنامج تلفزيوني مبتذل وغريب. و فيلم (أنترفيستا) او مقابلة، للمخرج فيديريكو فلليني ويؤدي فلليني في هذا الفيلم الروائي دور شخصيته في الواقع. تجرى له مقابلة مع طاقم تلفزيوني ياباني للحديث عن فيلمه الأخير. تشاركه في الفيلم انيتا اكبرغ التي تلعب دورها في الواقع. واخيراً فيلم (سبلندور) للمخرج الايطالي ايتوري سكولا وهو عن جوردان (مارتشيللو ماستروياني) يملك دار سينما في ايطاليا، تدعى سبلندور. شانتال (مارينا فلادي) هي زوجته وبائعة بطاقات في الدار. لويجي (ماسيمو تروسي) هو مشغل آلة العرض السينمائي. هذا الفيلم عن السينما والافلام التي تعرض على الشاشة. لكن الناس كفّوا عن الذهاب الى السينما...

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top