رأيك وأنت حر: فضائح رياضتنا لا تُطاق

ممتاز توماس 2018/08/05 12:00:00 ص

رأيك وأنت حر: فضائح رياضتنا لا تُطاق

 ممتاز توماس

تحية وتقدير لأقلام ومواضيع الزملاء الحيوية والمهمة لكشف الأقنعة التى خرّبت ودمّرت وحطّمت وشوّهت تاريخ الرياضة العراقية ووضعتنا في موقف لا يسرّ عدواً ولا صديقاً، فكل يوم وكل ساعة يتحفنا أبناء المنظومة الرياضية بفضيحة جديدة، ولكنهم مع الأسف يحاولون التغطية عليها وتغليفها بالألوان الزاهية لكي لا يفضح الإعلامي سوداويتها.
أصبح دستور وقانون ومعجم رياضتنا لا يحوي إلا الكلمات والعبارات والتسميات التي كنّا لا نعرفها ونستحي من مضامينها، ولكنها أصبحت جزءاً من حياتنا وحياة رياضتنا مثل التزوير، التسقيط، التخبط، الأنانية، الكذب، التحايل، التلفيق، التغطية على السلبيات، المصالح الضيقة، التهديد، المساومات، الفوضى، العمولة، الإعلام غير النزيه، التصريحات الرنانة الواهية، والحفاظ على الكرسي والتصفيات وغيرها، فأي رياضة تستطيع أن تعيش وتزدهر وتنتعش وتتطور وسط هذه الأجواء والظروف التعيسة؟!
لقد أصبحت فضائح رياضتنا لا تطاق، ومن المخجل التحدث بها في السرّ والعلن، إننا "ننفخ في قربة مقطوعة" - كما يقول المثل المصري- ووصلنا الى مرحلة اليأس وفقدان الأمل بالتغيير والإصلاح.
أصبحت مشكلتنا في العراق الجديد أننا نبيع الكلام ونجتهد فيه أكبر اجتهاد ونتفنن به ليخرج مؤثراً وفعالاً ومدوياً، وعلى الأقل مقنعاً للبعض، ولكن التطبيق وسط الأجواء العدوانية والخلافية والانتقادية في بيت الاتحاد والأولمبية ووزارة الشباب ربما يجعل وعود البعض حتى وإن كانت صادقة في مسعاها غير قابلة للتنفيذ.
نعم إن بعض العاملين في الاتحادات قد يكونوا أفضل الأشخاص في الرياضة يمتلكون بعض المواصفات التي يستطيعون فيها التفاهم والتقييم والاختيار في عملية الإصلاح، ولكن هل يمتلكون مطلق الصلاحيات للقيام بهذه المهمة المصيرية وبدون تدخل أو انتقادات ؟ تبقى جهودهم ناقصة وخياراتهم تحتاج لمراجعة جهة أكبر منهم وأكثر خبرة في المهمات الصعبة، مثل قضية التعاقد مع مدرب أجنبي لأنني اعتبرها صفقة متبادلة تتعلق بالاستفادة القصوى من خدمات المدرب لقاء منحه ما تستحقه خدماته.
إن ما جاء على لسان لجنة التفاوض بأنها تستطيع اختيار المدرب الأجنبي الأكثر كفاءة وتوجهاً لخدمة كرتنا لا أؤيد هذه الفكرة إطلاقاً لأنها لا تمتلك الخبرة، بل قد تمتلك لغة التفاهم والإقناع! فدائماً ما أكرر بأن اختيار المدرب الأجنبي هو كالتعيين، وكوظيفة تحتاج الى مراجعة السيرة الذاتية والتاريخية والتحصيل العلمي والخبرة وأخيراً الإنجازات، ولا تعتبر ضرورية أحياناً وتعتمد على العمر والفرص المتاحة للمدرب سابقاً ومن عمل معهم والأجواء التي عمل فيها .
إن العملية تحتاج الى أن تدخل في قلب المدرب وتلعب بأعصابه لمعرفة رد فعله ووضع الضغوطات والصعوبات أمامه لمعرفة هل سيقبل العمل تحت الضغط؟!
نتمنى المساهمة بتفاعل مهني مخلص لإنقاذ الكرة العراقية بنصائح من ذهب، وانتقادات مشذّبة من أية مصلحة فنية لاسيما أننا نقيم خارج العراق ولا همّ لنا سوى بسط اللوائح والصلاحيات المذلِّلة لقرارات اللجان المسيطر عليها من المجلس التنفيذي لاتحاد الكرة وغيره من الاتحادات، وصراحة أن المداخلة القيّمة لبعض الخبراء يجب أن تؤخذ في الحسبان دون التطيّر منها، مع العلم أن اتحاد كرة القدم مثلاً لم يوفق مع جميع المدربين الأجانب على صعيد ضبط علاقة مهنية تعود على الطرفين بذكريات حسنة بدلاً من الندم واجترار الآهات لأغلبهم بعد سؤالهم عن تجربتهم مع أسود الرافدين.
غالباً ما يكون اتحادنا القاسم المشترك سلبياً عند تقييم تلك التجربة على ألسنة المدربين طبعاً، فييرا وزيكو على وجه الخصوص، وهذا يحتم إعادة صيغة العمل ومنح الحرية الكاملة للمدرب الجديد لنستفيد منه في صناعة المنتخب الأول استعداداً للتحديات الصعبة المقبلة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top