رأيك وأنت حر: كيف يُكشَف اللاعب المزوّر؟!

ممتاز توماس 2018/09/03 09:13:31 م

رأيك وأنت حر: كيف يُكشَف اللاعب المزوّر؟!

 ممتاز توماس

كنا قد كتبنا هنا في 19 آب الماضي (التزوير .. أزمة أخلاقية) وتحدثنا فيه عن قضية تزوير أعمار لاعبي المنتخبات الوطنية التي لم يزل الحديث عنها ساخناً بعدما وصل ملف موسع عن ذلك الى أيدي مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو السبب الأقوى كما أعتقد، وراء إذعان اتحاد الكرة لضغوطات الملف ودعاه لإلغاء مشاركات منتخباتنا في جميع المراحل العمرية بعد أن تعذّر زجّ الأولمبي في دورة جاكرتا ومنحه الضوء الأخضر لمدرب الشباب قحطان جثير بهدف تغيير جُلّ تركيبة لاعبيه استعداداً لنهائيات القارة.
قرار إيقاف فرقنا أحد اساليب اتحادنا الذي بادر بسرعة لإدراك الخطر عن طريق إيهام شارعنا الرياضي ومسؤولينا بأن هذا الإجراء كان مجرّد إعادة هيكلة وتغيير ستراتيجية إعداد فرقنا وتحجّجه بأن بعض الأندية لا تسمح للاعبيها للمشاركة مع المنتخبات الوطنية لارتباطات بعضها ببطولات آسيوية وإقليمية، بينما الأسباب الحقيقية أخفتها تلك الذرائع والحجج لتضليل إعلامنا وشارعنا.
لماذا يُستعصى كشف التزوير في العراق؟ هناك تقنيات مستعملة من قبل لجنة الفيفا الطبية عن طريق الفحوصات والتي تعتبر مهمة صعبة ومن المستحيل تطبيقها في بلادنا العربية، لأنها تحتاج للأجهزة والكوادر الطبية والتقنية لإنجاحها وإنجازها، ومن هذه الاختبارات مثلاً فحص DNA اَي فحص الحامض النووي الذي يتعلق بفحص الدم، وكذلك هناك تقنيات طبية أخرى مثل فحص العظام والأسنان واللعاب وغيرها من الفحوصات التي لا تحقق الغاية ١٠٠ بالمئة ولكن بنسبة أقل، وكلما كان الشخص اصغر سناً كلما كانت نسبة الخطأ في تقدير عمره أكثر صحّة.
إن البطولات العالمية التي ينظمها الفيفا للفئات العمرية في السنوات الأخيرة، شهدت كثيراً من الشكاوى والاتهامات عن بعض الفرق، والتي ضمّت لاعبين أكبر من العمر الحقيقي، وبخاصة في بطولات الناشئين والشباب، مثلما واجه سانشيز لاعب البرتغال، مشكلة من هذا النوع، حيث كان عرضة للانتقادات واتهموه بالتلاعب بعمره والمشكلة أنه كان لاعباً موهوباً جيداً، وفِي عمره المبكّر، لكن جسمه كبير وثبت بأن عمره كان حقيقياً!
لقد بدأ الفيفا منذ سنوات عديدة اتخاذ الإجراءات القمعية ضد الفرق التي تمتلك لاعبين أكبر من أعمارهم الحقيقية بسبب المشاكل والشكاوى من بعض الفرق المشاركة، مما أجبر الاتحاد الدولي أن يهيئ لجانه الطبية والبدء بفحص عيّنة من اللاعبين من كل فريق بصورة عشوائية، وبعد انتهاء مبارياتهم مباشرة، وبدا ذلك واضحاً من بطولات العالم لأعمار تحت سن ١٧ سنة، وهنا قرّر الفيفا اتخاذ تدابير وخطوات فعّالة مبكراً في البطولات التي ينظمها.
وبدورها كثّفت لجان الفيفا الطبية والمختبرية جهودها للحد من ظاهرة التلاعب بالأعمار، وقد قارنت اختبارات المنشطات والتي تستعمل في التحرّي عن متناوليها في الأولمبياد بمثيلها المستعمل لكشف التلاعب بالأعمار. إن الطريقة المتبعة في الألعاب الأولمبية تستدعي فحص الرياضي الذي يحقق الإنجاز ويفوز بإحدى الميداليات الأولمبية، ولا تسلّم الميدالية إليه إلا بعد كشف نفسه لهيئة الفحص عن المنشطات.
أوكد وأجزم أن العراق يملك الخبرات والطاقات الإبداعية الموهوبة والمدربين والإداريين المميّزين في كل أرجاء العراق، ولكن تنقصنا الإرادة والشفافية في العمل ووجود المسؤول الرياضي الوطني، والرياضي الحقيقي الذي يزرع البذرة الصالحة ويعتني بها.
إن كل المشكلات والعوائق التي تؤثر في رياضتنا هي معنوية ونفسية لا تفسح المجال للرياضي بالتركيز على تحقيق الإنجاز لوطنه وأمته، والسبب هو المسؤول الذي لا يهمه الإنجاز الوطني بقدر ما يهمّه الكرسي والبقاء في منصبه ويشطح وينطح ويتخذ القرار، والأسوأ من ذلك يدخل نفسه كشريك مساهم وفعّال ومؤثر في الإنجاز إذا ما تحقق حتى وإن جاء عبرالتزوير.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top