تهمة الإلحاد تلاحق ناشطين وتتخذ ذريعة لاعتقالهم

تهمة الإلحاد تلاحق ناشطين وتتخذ ذريعة لاعتقالهم

 بغداد/ متابعة المدى

يبدو أن تهمة الالحاد تلاحق الناشطين والمدنيين في محافظة ذي قار ، وتتخذ ذريعة لاعتقالهم .. فقبل أشهر أعلنت = الإدارة المحلية بقضاء الغراف في محافظة ذي قار ، بأن القوات الأمنية تلاحق 4 ملحدين في القضاء ، وصرح قائممقام قضاء الغراف ضيدان العكيلي لوسائل الاعلام آنذاك إن "الاجهزة الأمنية والاستخبارية في القضاء تمكنت اعتقال واحد من هؤلاء الأربعة الملحدين، فيما تلاحق الثلاثة البقية بعد صدور أوامر قبض قضائية بحقهم".
وقد أثارت القضية جدلاً واسعاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتقد خبراء في القانون ونشطاء مدنيون مثل هذه الاجراءات التي وصفوها بالتعسفية والتي تعد انتهاكا صارخاً للدستور..واستغرب العديد من نشطاء الفيسبوك حملات الاعتقال التي تنفذها السلطات الأمنية في محافظة ذي قار ضد الشباب ، بتهمة الإلحاد، وكان آخرها القاء القبض على شاب كتبي من أهل الشطرة تمّ بسبب بلاغ رسمي يتهمه بالترويج الى الألحاد من خلال منشوراته في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي وأعدوها سابقة خطيرة تؤسس لانتهاك حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور في المادة 38 ومن الممكن أيضاً أن تفتح هذه السابقة باباً للبلاغات والتهم الكيدية التي طالما عانى منها أبرياء تم اعتقالهم وزجهم في السجون نتيجة هذه البلاغات وتحت ذريعة المادة 4 إرهاب سيئة الصيت.
وأثارت وثيقة مسرّبة من شعبة جهاز الاستخبارات في قضاء الشطرة ، تدعو المواطن إحسان موسى، وهو صاحب مكتبة، للتوجّه إلى قسم الشرطة، بلبلة. إلا أن ناشطين من ذي قار أشاروا إلى أن سبب التحقيق يتعلق بآراء إحسان موسى الدينية، لا سيما أن مكتبته "بيت الألواح" تضم كتباً مترجمة من بينها كتب علمية ودراسات نقدية للدين.
ونقلت مواقع إخبارية عراقية عن مصادر أمنية من محافظة ذي قار قولها إن القوات العسكرية طوقت مكتبة في القضاء بتهمة نشر الإلحاد في المدينة. وطلبت مديرية استخبارات الشطرة شمال المحافظة، حضور إحسان موسى "لأمور تحقيقية" بحسب ورقة البلاغ التي أصدرتها الدائرة، مبينة أن "تهمة إحسان موسى هي نشر الإلحاد والترويج له عبر الكتب التي يجلبها إلى مكتبته". يقول ك. ر. ح.، وهو صاحب مكتبة في ذي قار، إن "الأحزاب الإسلامية في المحافظة، ، ترسل بين فترة وأخرى وفوداً إلينا تراقب عملنا، عدا عن تصوير بعض عناوين الكتب التي نجلبها من بغداد، لا سيما التي تتضمن نقداً للدين، والشعر الإنكليزي المترجم إلى العربية". ويبين في تصريح لموقع "العربي الجديد" أن "هذه الأحزاب ترسل شباناً إلينا لمعرفة إن كنا نبيع كتب علوم التطور والفيزياء، مثل مؤلفات تشارلز داروين أو ستيفن هوكينغ أو كارل ساغان. ومع الوقت، صرنا نعرف هؤلاء الشباب فنخبرهم أننا لا نبيع كتب الملحدين خوفاً على رزقنا ومنعاً من إغلاق محالنا". يضيف أن "إحسان موسى، ومنذ مدة، تلاحقه أحزاب إسلامية بهدف الإيقاع به كونه يبيع كتباً علمية، وغيرها من كتب فرج فودة وسيد محمود القمني وعبد الرزاق الجبران. هؤلاء الكتاب في الحقيقة لم ينتقدوا الدين كجزء منفصل، بل انتقدوا المتأسلمين والمتلونين الذين يتخذون من الدين ستارة لفسادهم وأعمالهم غير الشريفة". ويبدو أنّ "أحزابنا جزء من الذين تحدّث عنهم هؤلاء الكتّاب"، موضحاً أن "موسى ليس ملحداً إنما هو بائع كتب لا أكثر، ويجلب من أسواق بغداد ما يجده، ويبيع ما يطلبه القرّاء".ودفعت الحادثة المنظمات الحقوقية والثقافية في العراق، إلى استنكار احتجاز إحسان موسى، لا سيما أنه تمّ من دون مذكرة توقيف وأمر قضائي، بحسب المركز العراقي لدعم حرية التعبير "حقوق". وأشار في بيان إلى أن "عملية اعتقال المواطن إحسان موسى، صاحب مكتبة بيت الألواح، غير دستورية"، مطالباً وزير الداخلية قاسم الأعرجي الإفراج عن المواطن إحسان موسى ومحاسبة المتسببين في اعتقال المواطنين الذين ربما يكونون مختلفين في وجهات نظرهم عن مواطنين آخرين".فيما علق ناشط آخر فضل عدم ذكر اسمه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" ان "مثل هذه الاعتقالات تندرج في خانة تكميم الافواه، وليس من حق الدولة محاسبة الاشخاص المؤمنين بأفكار أخرى ومختلفة، ويجب أن يكون واجبها الرئيس توفير الأمن وحماية الافراد "، ساخرا بالقول :"أحس بنفسي تحت حكم تنظيم داعش الارهابي".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top