بعبارة أخرى: تزيين الصورة المُهشّمة!!

علي رياح 2018/11/12 08:14:55 م

بعبارة أخرى: تزيين الصورة المُهشّمة!!

 علي رياح

سيكون من العسير عليك أن تجد في السوق، هذه الأيام، كثيراً من الأصباغ ومواد الزينة والتزويق، والتي اعتدتَ أن تعثر عليها بسهولة في فترات سابقة.. والسرّ في ذلك لا يمثل مفاجأة لمن يلقي نظرة ولو عاجلة على ما يجري من حوله.. فنحن في (موسم) انتخابي لا بُدّ أن تكون فيه وجوه مسؤولينا الرياضيين عامرة بالزهو والفرح والاستبشار، ولا بأس من اللجوء إلى سوق الأصباغ كي يخفوا وجوههم المتعبة المجدبة مثل أدائهم في السنوات التي مرّت من وجودهم على كراسي الحكم الرياضي، فلا تقدم أحرزوه، ولا برنامج انتخابي نفذوه، ولا شعارات وجدت طريقها إلى الواقع.. لهذا، فإن البحث عن (ولاية) جديدة يقتضي الطلب من مساعديهم جمع كل ما يتوافر في الأسواق من طلاء لكي يباشروا عملية خداعنا من جديد بالشعارات الرنانة نفسها وبالوعود المعسولة ذاتها!
في هذا الموسم الانتخابي، يراهن (المسؤول) على ذاكرتنا الضعيفة، وهو محق تماماً في ذلك .. فكثير منا تخدعه العبارات المنمّقة الكاذبة فينسى كل مظاهر الخراب الرياضي في لحظة سهو إنسانية هي من طباع العراقيين، فتضيع المصلحة العامة وسط مشاعر الإشفاق على المسؤول.. وإلا فما الذي جعل انتخابات الأندية ـ على سبيل المثال ـ مناسبة روتينية تجدّد فيها الهيئات العامة انتخاب مجالس إداراتها من دون إحداث التغيير المطلوب أو المنشود أو المفترض.. ذلك التغيير الذي كانت تطالب به خلال سنوات مضت؟!
ما حدث في انتخابات كثير من الأندية وجدناه وسنجده لاحقاً في انتخابات الاتحادات الرياضية، ثم اللجنة الأولمبية والتي ستجرى في موعد قريب ، فلابد من (روتين) الانتخاب الذي يستهلك الجهد والموارد ولا يقدم إشارة واحدة على أننا نسعى إلى التغيير!
والأصباغ الانتخابية التي يكثر اللجوء إليها، ليست طلاءً يخفي ما تحمله الوجوه من ضغائن ونوايا وزيف فحسب، إنما هي كذلك وسيلة (مؤقتة) لقلب القناعات لدى الآخرين.. ففي هذا الموسم الانتخابي، تستطيع لقاء المسؤول الرياضي في سهولة ويسر من دون أن تنتظر طويلاً.. وعند المواجهة، سيحرص المسؤول على تحويل رغباتك إلى أوامر، إذ يهبط التواضع فجأة على قلب المسؤول وفكره ويصبح (الخادم) الذي ينبغي أن يستمع إلى الصغير والكبير!
وفي هذا الموسم الانتخابي ، تكثر اللقاءات، وترتفع نسبة الحرص على الذهاب إلى الأماكن الرياضية العامة لإظهار الاهتمام، وتعلو الابتسامة كل الشفاه، فهنالك عدسات ترصد، ولابد من أن تحمل الصورة إشارات الثقة والابتهاج عند لقاء الناس!
إنه أوان الزينة .. أما الواقع فلن يتغيّر.. لن نخطو نحو أهدافنا الحقيقية خطوة واحدة ما دمنا نؤمن بأن العمل الرياضي ليس أكثر من مجاملات ونفاق وألوان تدخل البهجة المؤقتة إلى الروح.. فنحن أولاً وأخيراً بشر ننساق سريعاً إلى المظاهر.. أما الوجه الحقيقي لدى كثير من مسؤولينا، فليس سوى تكالب على الكرسي والمنصب، بالزينة، وبشراء الذمم، وبالظهور الإعلامي المفاجئ في الأوساط العامة..
الحقيقة التي لا تقبل أي تزييف أنه عاجلاً أو آجلاً ستظهر ملامح الوجوه، كما هي.. فما أكثر ما تخدعك الحسناء بوجهها المسائي الساحر.. ثم تكتشف في الصباح إنك إزاء (بلياتشو) أخفى عنا كل قبحه.. وما أكثر ما اعتدنا على هذا.. وما أكثر ما انطلت (الحكاية) علينا!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top