السفير الإيراني: نتطلّع لوصول التبادل التجاري مع العراق إلى 22 مليار دولار سنوياً

السفير الإيراني: نتطلّع لوصول التبادل التجاري مع العراق إلى 22 مليار دولار سنوياً

 ترجمة/ حامد أحمد

في معرض بغداد الدولي لهذا لعام عرض رجال أعمال إيرانيون سجاداً إيرانياً سميكاً وملوناً لإعجاب الناظرين، في حين عرض آخرون ابتكارات الصناعات الايرانية من مولدات كهرباء ومعدات صناعية .
ويعتبر معرض بغداد الدولي السنوي حدثاً كبيراً بالنسبة للشركات الإيرانية حيث يسعى مصدّرو السجاد والمواد الغذائية والمعدات الثقيلة للظفر بعقود مبيعات في العراق الذي يعتمد اقتصاده على الاستيراد.
ولكنّ نسخة هذا العام من المعرض الذي انطلق هذا الاسبوع تعتبر صفقة أكبر مما هو معتاد بالنسبة لإيران التي بدأت تشعر الآن بلسعة تجديد العقوبات الاميركية عليها، فهي ترى في البلد الجار العراق كمنفذ لتوريد صادراتها من منتجات زراعية وصناعية وفي مجال الطاقة ايضا .
السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، وعد بزيادة نمو التجارة مع العراق التي تشهد أصلا ازدهاراً بين البلدين. وقال مسجدي ان العقوبات "لن تؤثر على العلاقات بين البلدين ."
وكان الرئيس الاميركي دوناد ترامب قد سحب الولايات المتحدة في أيار الماضي من الاتفاقية النووية لعام 2015 التي عقدتها إيران مع القوى العالمية.
مراقبو الامم المتحدة يقولون إن إيران ماتزال ملتزمة بالاتفاقية التي وافقت بموجبها على تقليص تخصيبها لليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية عنها .
ومنذ ذلك الوقت أعلن ترامب بأنه طبق أعنف نظام عقوبات لم يستخدم من قبل على ايران، وشهدت البلاد تدهوراً لصادراتها النفطية وخسرت عملتها أكثر من نصف قيمتها. وكانت الوطأة الكبرى لإجراءات العقوبات قد دخلت حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني الحالي عندما أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها النفطية والمصرفية .
رغم ذلك، فإن قوى اقتصادية أخرى في العالم بضمنها أوروبا وروسيا والصين رفضوا اتخاذ نفس الإجراءات، وما يزال بإمكان إيران عقد صفقات تجارية مع العالم الخارجي .
العراق يعتبر ثاني أكبر سوق للصادرات الإيرانية. ومنذ الغزو الاميركي ودخول البلد في حرب أهلية، اعتمد العراق على إيران في كل شيء من غذاء ومكائن الى كهرباء وغاز طبيعي.
تفاخر مسجدي، بأن معدل التجارة بين البلدين في طريقه للوصول الى 8.5 مليار دولار هذا العام وقال ان ايران تتطلع إلى ان يصل معدل التبادل التجاري السنوي بين البلدين الى 22 مليار دولار، وهذا المعدل أكثر بثلاثة أضعاف من معدله لعام 2017 البالغ 7 مليارات دولار ولكنه لم يعطِ أي تحديدات.
الشركات غير الاميركية حرة بعمل صفقات تجارية مع إيران، شرط أنها غير مرتبطة بأعمال تجارية مع أميركا أو عبر مؤسسات مالية أميركية .
وأضاف مسجدي قائلا "لن نربط نفسنا مع عملة الدولار الاميركي ." أكثر من 60 شركة إيرانية حاضرة في معرض بغداد الدولي الذي يستمر حتى 19 تشرين الثاني .
مير زاد، مدير شركة هيسام التي تبيع مولدات كهرباء ومعدات كهربائية اخرى، قال انه يسعى لتأمين صفقات في معرض بغداد تصل الى 1 مليون دولار. ولكنه لم يكن يهتم بالتقييدات الجديدة على الدولار، مشيرا الى انه بإمكانه عقد الصفقات بالدينار العراقي .
مع ذلك فإن جزءاً حيوياً من التجارة بين البلدين يكمن في قطاع الطاقة ولايمكن تصنيعه بسهولة خارج نظام العقوبات الجديد .
هذا يضع العراق في موقف حرج كشريك للطرفين واشنطن وطهران .
ومع تدهور قطاع الكهرباء في البلد فإن العراق يعتمد على الغاز ومولدات الكهرباء الإيرانية لتشغيل اقتصاده. وكان تدهور مؤقت في توليد الطاقة حصل الصيف الماضي قد أشعل احتجاجات في محافظات العراق الجنوبية .
السفارة الاميركية في بغداد أعلنت الخميس الماضي أنها ستمنح للعراق استثناءً لمدة 45 يوماً للسماح لها الاستمرار بشراء غاز وكهرباء من إيران.
وقالت ان الاستثناء سيعطي العراق وقتاً "لاتخاذ خطوات نحو تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة ."
ولكنّ الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون، يقول ان ذلك قد يستغرق سنة أو اكثر لتحقيق الاكتفاء والاستغناء عن الاستيراد .
 عن: أسوشييتدبرس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top