الحكومة تتابع 350 قضيّة تزوير للاستحواذ على أملاك المسيحيين

الحكومة تتابع 350 قضيّة تزوير للاستحواذ على أملاك المسيحيين

 ترجمة: حامد أحمد

حذّر المطران شليمون وردوني، مدير أبريشة بغداد للكلدان من ان هناك مشكلة حقيقية وخطيرة تتعلق بتزوير تبعية أملاك عقارية تعود لمسيحيين، مشيرا الى أن الحكومة تمكنت من إيقاف 50 عملية بيع مزورة لعقارات مملوكة لمسيحيين في سهل نينوى حتى الآن، كما قال إن هناك مايقارب 350 عملية مناقلة بيع مزورة على الاقل تتم متابعتها، مؤكداً أن الكنيسة الكاثولوكية تحاول جاهدة المساعدة في إرجاع الاملاك لأصحابها ولكن المهمة صعبة .
وقال المطران شليمون وردوني في حديث لموقع، آسيا نيوز الإخباري، "الأعداد غير دقيقة ولكنها تعتبر مشكلة حقيقية وخطيرة، إن بيوت وأملاك المسيحيين تتعرض للمصادرة والاستحواذ عليها بشكل غير قانوني هذا ظلم وتعدٍّ على حقوق الآخرين".
بالنسبة لمطرانية الكلدان في العراق فإن هذه الظاهرة تعتبر مؤلمة خصوصا أنها تأتي في وقت عصيب عاشه المسيحيون خلال السنوات الثلاث الماضية في ظروف حرب ونزوح حيث هاجر الكثير منهم إلى خارج البلد. وأغلب عمليات الاستحواذ غير الشرعي على أملاك المسيحيين تقع في منطقة سهل نينوى حيث هرب منها آلاف العوائل عقب اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم وقراهم في عام 2014 .
وأضاف المطران وردوني بقوله: "حاولت الكنيسة متابعة المشكلة لنتمكن من إرجاع العقارات والممتلكات الى أصحابها المسيحيين، في بعض الحالات أفضت تدخلاتنا عن إرجاع ممتلكات لأصحابها ولكن في حالات اخرى لم نتمكن من فعل شيء، فقد جوبهنا بأشخاص متنفذين ."
واستناداً لتقارير ومصادر محلية فان منطقة سهل نينوى تشهد أعلى نسبة جرائم تزوير مستندات أملاك عقارية تعود لمسيحيين، المحتالون والمزورون استغلوا غياب المالكين الشرعيين للاستحواذ على مبانيهم وذلك من خلال تزوير الوثائق لجعل عملية استرجاع الملكية أمراً صعبا .
وقال مصدر مطلع على الموضوع إن ما يقارب 100 عقارملك تم تحويله لأشخاص آخرين بأسماء مزوّرة، وإن قسماً من هذه الاملاك ذهبت لأشخاص محليين متنفذين ولم تتمكن الجهود من إرجاعها لمالكيها الشرعيين .
وقال وردوني إن السلطات حاولت إيجاد حل للمشكلة وتمكنت من إيقاف بيع وتحويل أملاك تابعة لمسيحيين في بغداد وكركوك ونينوى والبصرة، مشيرا الى أن الخطوات التي اتخذت اشتملت على تدقيقات صارمة تم خلالها إلغاء بيع ما يقرب من 50 بيتاً وبناية تعود أملاكها لمسيحيين في مناطق مختلفة من البلاد .
في تصريحات سابقة لموقع آسيا نيوز، عن الهجمات والاستيلاءات الممنهجة على أملاك المسيحيين قال مطران بغداد السابق للكلدان إن هذه هي مجرد جزء من مشكلة أكبر استمرت لبعض الوقت، مشيرا إلى أن مجرمين استغلوا غياب أناس فقراء يائسين في عملية استحواذ غير شرعية واسعة النطاق بسبب غياب الرقابة والمتابعة من قبل السلطات المعنية .
وأضاف المطران قائلا "كثير من الناس أخبروني والدموع في أعينهم بأنهم فقدوا بيوتهم ولا يمكنهم فعل أي شيء إزاءها، أساقفة ورهبان حاولوا التدخل ولكن ليس دائما يكون الامر سهلاً لتصحيح أشياء معينة ."
وقال مطران بغداد وردوني "رغم كل ذلك فان مشكلة الاعتداء والعنف والسرقة بحق المسيحيين والاستيلاء على أملاكهم يجب ان تنتهي. إنها مهمة الحكومة ومهمة السلطة المركزية والحكومات المحلية لحل هذه المشكلة بشكل عاجل. لقد سئمنا من الفساد والسرقة. عودة الامور الى حالتها الطبيعية في العراق تحتاج الى مؤسسات وسلطات عامة جيدة مع مسؤولين مناسبين".
 عن: موقع آسيا نيوز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top