قضية الأسبوع: أسرار آسيا 2007 أمام أنظار كاتانيتش!

قضية الأسبوع: أسرار آسيا 2007 أمام أنظار كاتانيتش!

 رعد العراقي

تشهد الساحة الكروية العراقية هذه الأيام حِراكاً غير مسبوقٍ في تقييم وتحليل أداء منتخبنا في نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات وخاصة بعد إعلان كاتانيتش عن القائمة التي سيتم اعتمادها في معسكر قطر التحضيري قبل الدخول في المنافسة.
ربما تكون الحوارات ولغة التعبير أخذت حدوداً تجاوزت فيه المنطق والمسؤولية وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الإعلامية في إثارة الموضع ومحاولة ضرب عصب مهمّة الملاك التدريبي وجرح شخصيته المعنوية وفرض الرؤية المزاجية التي كانت تبعث على التنشاؤم والإطاحة بأمل المنافسة والثبات في البطولة حتى قبل انطلاقها!
حين نبحث عن أسباب ردود الفعل العنيفة لابد أن تقفز الى الاذهان ملحمة كأس آسيا 2007 التي وضعت ما تلاها من مشاركات تحت ضغط تكرار الحصول على لقب البطولة كمطلب جماهيري وقياس على قدرة أسود الرافدين في أن يكونوا دائماً طرفاً في المباراة النهائية كاستحقاق وما دونه لا يمكن الحكم عليه إلا بالفشل!
ومن جانب آخر، لآمال الجماهير وطموحاتها حق لا نطرحه للنقاش إلا أن التوجّه وبيان الحقائق والذهاب نحو عقلانية الحديث وترك الأمور الفنية لأصحاب الشأن هو من يسهم في المشاركة برسم طريق النجاح وإزالة كل عناصر الضغط على الملاك التدريبي واللاعبين ومنحهم الفرصة في التركيز واستيعاب الخطط التكتيكية وكيفية تطبيقها لما تبقى لهم من فترة إعداد.
لا نريد لإنجاز2007 أن يكون مناسبة للفرح المجرّد من استيعاب الدروس في تصحيح الأخطاء التي رافقت بعض المباريات في حينها وتعضيد مواطن القوة التي ساهمت في تحقيق الانتصار. فالجميع هنا يكاد يتفق على أن عاملي اللياقة البدنية والروح المعنوية العالية كانت كلمة السر التي أزالت كل الفوارق الفنية وجاهزية التحضير مقارنة مع المنتخبات الآسيوية الأخرى، وهي كذلك من جعلت أفكار المدرب البرازيلي جورفان فييرا ترتقي لمستوى النجاح برغم أن فترة توليه المهمة لم تتجاوز الشهرين . وخير دليل على ذلك أن الفريق ذاته بعناصره وملاكه التدريبي فشل في تحقيق أي انتصار خلال مشاركته في دورة كأس الخليج 19 في مسقط عام 2009 بعد أن تعرّض الى ضغط الخلافات وجُرّد من عناصر قوته، والزميلان إياد الصالحي وحيدر مدلول انفردا عبر المدى بنقل وقائع أليمة من قلب الحدث إبان تغطيتهما للدورة عبر رسائل يومية خلصت إلى أن (ديكتاتورية فييرا تقود كرتنا الى الهاوية).
تلك الصورة هي من يجب أن توضع أمام كاتانيتش ليدرك حقيقة التركيب الذهني للاعب العراقي وعوامل الوصول به لمراتب الأداء العالي من خلال توفير جرعات (بدنية ونفسية) تتناسب ومستوى الحدث الآسيوي.
الأيام القادمة تتطلب أن تتحوّل جميع الأصوات نحو دعم المنتخب وكادره الفني ومنحهم الثقة للظهور بمستوى يليق بسمعة الكرة العراقية، ولا بأس أن يكون طموحنا الظفر باللقب الثاني أو الخروج من البطولة بمنتخب قادر على الوصول الى مونديال قطر 2022.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top