العمود الثامن: ضحكة المالكي ونزال العيداني

علي حسين 2018/12/08 10:01:20 م

العمود الثامن:  ضحكة المالكي ونزال العيداني

 علي حسين

إذا افترضا أنه لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجِّه تحية كبيرة للسيد نوري المالكي ومعه تحالف البناء، لأنهم أبدلوا ملفات مثل التنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن بملف آخر اسمه فالح الفياض، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد هل سيجلس الفياض على كرسيّ وزارة الداخلية؟ ليلحقه سؤال آخر وإذا لم يجلس، هل ستتشكل الحكومة؟ وليجد الجميع أنفسهم أمام لعبة جديدة اسمها لعبة فالح الفياض التي حتى هذه اللحظة لا يعرف أحد كيف تُفكّ ألغازها.
من كان يصدِّق أن التغيير الذي قدم من أجله العراقيون على مدى ثلاثة عقود تضحيات جساماً، يمكن أن ينتهي إلى صولة بطلها محافظ البصرة أسعد العيداني الذي أراد أن يذكّرنا أنه يمارس هواية الملاكمة منذ شبابه، وكان لابد ان يجرب هذه الهواية بأحد شباب التظاهرات.
اليوم نتساءل جميعا هل ما وصلنا كان بفعل وتخطيط مسبق أم أنه نتاج سياسات عشوائية أفرزت كل هذا الواقع المرير؟، بغضّ النظر عن الإجابة فالنتيجة واحدة وهو إننا بعد خمسة عشر عاما لا نجد شخصين إلا ويتفقان على شيء واحد هو هل سينسحب الفياض، وما هي المنافع التي ستعود على العراقيين لو أنه أصبح وزيراً؟
أكاد أجزم أنّ السيد نوري المالكي ومعه بعض مقرّبيه يضحكون كل صباح وهم يتابعون انشغال الناس بقضية توزير الفياض، وفوز العيداني بنزال الملاكمة، ذلك أن ظهور مثل هذه القضايا وغيرها في هذا الوقت، فرصة لتواري واختفاء ملفات تتعلق بحياة الناس ومستقبلهم وأمنهم واقتصادهم.
اليوم أصبحنا تائهين ونتساءل؛ أيهما أخطر على العراق، قضية العناد في وضع فالح الفياض على كرسي وزير الداخلية، ومطالبة آل الكربولي بوزارة الدفاع، أم السيل العارم من المحسوبية السياسية والانتهازية والصراع على المنافع والمناصب وغياب الأمن ونقص الخدمات وتفشّي البطالة؟
هكذا وفي كل مرة تضعنا القوى السياسية ومعها البرلمان"المبجّل"أمام خيارين لا ثالث لهما،الفوضى أو الصمت على ما يجري من خراب،، طبعا مع الاشتباك الدائر حول أيهما أفضل للناس، أن يصبح حيدر العبادي نائباً لرئيس الجمهورية أم يمنح هذا المنصب إلى سليم الجبوري؟ هكذا تقفز القوى السياسية فوق كل مطالب الناس لنجد أنفسنا أمام سيل عارم من النواب والمحللين السياسيين وهم يعلنون بصوت واضح أنّ الخدمات والأمن وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة متوقفة على ورقة نصوّت فيها لفالح الفياض بنعم، ونزال ملاكمة ينتصر فيه محافظ البصرة!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top