5 تشكيلات عسكريّة في الأنبار والصحراء خالية من عناصر الأمن

5 تشكيلات عسكريّة في الأنبار والصحراء خالية من عناصر الأمن

 بغداد/ المدى

من غير الممكن أن نتحدّث اليوم عن قيادة مركزية واحدة تتولى مهمة الملف الأمني في محافظة الأنبار، فهناك خمس قيادات أمنية تفتقر إلى المركزية وتنفذ مهامها وواجباتها بتنسيق منخفض أو معدوم.
في وقت ليس ببعيد وتحديدا أواخر عام (2013) قبل ان تتمكن جماعات داعش من السيطرة على محافظة الانبار، كانت الأنبار إحدى المحافظات الساخنة التي صنفت ضمن المناطق الاخطر أمنياً بسبب تواجد الجماعات المسلحة، إذ أصبح مشهد التفجيرات والاغتيالات أمراً شبه طبيعي وبشكل يومي. اختلف المشهد كثيرا بعدما تمكنت القوات الأمنية من طرد الجماعات الإرهابية أواخر عام (2017)، وأصبحت مدن محافظة الأنبار تتمتع باستقرار أمني لا يمكن وصفه بالنسبي، إذ لم تسجل الإحصائيات الامنية والإعلامية منذ عام ونصف خروقاً أمنية كالتي كانت تحدث في السابق. قد تكون الأسباب الحقيقية وراء هذا الاختلاف بين المشهدين هو تحول الأنبار إلى ثكنة عسكرية بفعل الإجراءات الأمنية المعقدة التي صادرت حرية المواطن وحركته، مقابل هذا "وفرت له حياة آمنة داخل معسكر كبير أو سجن كبير" كما وصفها اللواء طارق يوسف العسل، معاون قائد قوات الحشد الشعبي في الأنبار.العسل، تحدث لــ"نقاش" قائلا إن "الأنبار آمنة جدا ويجب ان تكون آمنة الى هذا الحد، لكن ليس بفعل التنسيق الأمني العالي وأنما بسبب القوة الأمنية المفرطة، التي حولت المحافظة الى معسكر كبير فرض الأمن بالقوة والدبابة وهو أمن مزيف، إذ نمتلك السلطة فقط داخل المدن أما الصحراء فمازالت مكانا آمنا للجماعات المسلحة".
ويؤكد العسل ان "جميع القيادات الامنية التي تعمل في محافظة الانبار تفتقر الى التنسيق في ما بينها، وهناك غياب واضح للمركزية في إدارة هذه القيادات التي أصبحت كل واحدة منها تعتقد انها هي الاقوى، وهي صاحبة السلطة والقرار في مكان تواجدها".
خمس قيادات أمنية تتولى مهمة الملف الأمني في محافظة الأنبار وهي، قيادة عمليات الانبار، قيادة عمليات الجزيرة والبادية، قيادة عمليات شرق الأنبار، قيادة الشرطة، وأخيرا قيادة قوات الحدود، فضلا عن مديريات الأمن الوطني والمخابرات والاستخبارات.
يضاف الى ذلك قيادة قوات الحشد الشعبي وقوات الحشد العشائري التي شكلت مؤخرا لمساندة القوات الامنية في حربها ضد جماعات داعش ومسك الأرض بعد عمليات التحرير، فضلا عن تواجد القوات الأميركية.
وعلى فق هذه المعطيات فإن محافظة الأنبار التي تمثل مساحتها ثلث مساحة العراق باتت مسؤوليتها الامنية متعددة، ولا يمكن ان نتحدث عن قائد أمني بعينه او قيادته حتى وإن كان محافظ الانبار، الذي يمتلك أعلى سلطة أمنية بموجب الصلاحية التي منحها له الدستور العراقي.
علي فرحان محافظ الأنبار يقول لـ"نقاش" إنه "لا يملك صلاحية اتخاذ القرار الأمني إلا بعد مخاطبات رسمية موجهة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، ومن ثم يتم العمل على وفق اتفاق وموافقات مسبقة بناء على تلك المخاطبات والمقترحات".
يقتصر دور القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها على حماية المدن والمحافظة على ما تحقق من مكاسب أمنية، أما دور قوات الحدود فهو مراقبة ومنع المتسللين مع نشاطات قد تكون روتينية، في صحراء الأنبار التي تمثل الغالبية العظمى من إجمالي مساحة المحافظة.
العميد أمجد حامد، أحد ضباط قيادة عمليات الأنبار، فضّل الحديث لـ"نقاش" خلف اسم مستعار قائلا ان "العمل وسط هذه الفوضى الأمنية ينذر بكارثة قد تعيدنا إلى الوراء، ما لم تتحد هذه القيادات وتشارك أهدافها وخططها تحت قيادة واحدة تكون هي المسؤول الاول والأخير عن الملف الأمني". القوات الأميركية التي وصل عددها الى اكثر من (تسعة) آلاف جندي في محافظة الأنبار بحسب مصادر امنية ما زالت تلعب دورا في الملف الأمني في المحافظة لكن هذا الدور لا يظهر على الأرض إلا في الأوقات الصعبة.
هذه القوات باتت تمتلك أربعة مقرات عسكرية اثنان على الخط السريع الدولي قرب قضاء الرطبة، والثالث في معمل الفوسفات قرب قضاء القائم والرابع على الحدود السورية العراقية هي الأخرى تعمل بمعزل عن القوات العراقية رغم مشاركتها سابقا في تحرير المدينة من داعش.
الحديث عن التنسيق المشترك غالبا ما يحدث في مواقف محددة ، فعلى سبيل المثال حينما أعلنت القوات الأميركية أنها ستنشئ قاعدة جديدة لها في منطقة الرمانة، شمال غربي القائم المحاذية للحدود السورية بدأ القادة الأمنيون في المدينة يعلنون رفضهم للقضية عبر وسائل الإعلام ويقولون ان الأوضاع مازالت بخير وكل شيء تحت السيطرة.
مجلس محافظة الانبار هو الآخر لا يمتلك الصلاحية التي يمنع بموجبها قوات التحالف من إنشاء مقرات أو إقامة قاعدة عسكرية كونها من صلاحيات الحكومة الاتحادية، لكنه عبر ببيان رسمي عن رفضه إنشاء قواعد عسكرية في المحافظة دون إبلاغ رسمي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top