العمود الثامن: معركـة أمين بغداد!!

علي حسين 2019/01/20 08:58:03 م

العمود الثامن: معركـة  أمين بغداد!!

 علي حسين

دارت في الأيام الأخيرة حرب ضروس على مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"بعد أن خرج علينا بعض نواب الصدفة، يذرفون الدموع على بغداد، فقد قرر نواب دولة القانون توحيد جهودهم وأعلنوا أن منصب أمين بغداد يجب أن يكون حصراً بأهالي بغداد، وأنهم مشكورين سيعيدون بناء العاصمة من جديد"طابوقة..طابوقة"، دعونا لانقحم مصطلحات مثل العنصرية والطائفية، أو نسخر من بغداد مثلما كان يفعل العلّامة كامل الزيدي له الذكر الطيّب، واسمحوا لي أن أسأل بصراحة أليس محافظ البصرة من أهالي البصرة ومثله محافظ ذي قار وقبلهم أبو مازن في صلاح الدين، والأمثلة كثيرة لم يكن أخيرها وليس آخرها محافظي بابل والسماوة وكربلاء والنجف وهم من أهالي المحافظة، فماذا فعلوا لمدنهم؟.
للأسف يعاني ساستنا من مشاكل عميقة في السمع والبصر، فهم رغم ما يبدون عليه من شطارة في الكلام و"فهلوة"الفضائيات، لا يبدو أنهم يسمعون ما يقوله الناس، لذلك يخرجون عن النص، ألم يخبرنا المالكي أنه سيعمّر بغداد، ونسي وهو يشرح لمقدم البرنامج كيف سيحوّل بغداد إلى طوكيو أخرى؟ إنّ أكثر من 500 مليار أهدرت على مشاريع وهمية، وإنّ أكوام الأنقاض ومنظر الخرائب ضربت رقماً قياسياً وسط ساسة تجاوزوا"روزخونية"يرفعون شعار مخافة الله، لايريدون لبغداد أن تغادر قائمة المدن الأكثر خراباً، ولهذا وجدنا ذات يوم النائب عمار طعمة يلطم على خدوده لمجرد أن قال النائب محمد علي زيني إنّ بغداد كان فيها الرشيد والمأمون، ولم ينفعل حين قال إنّ بغداد مدينة تفتقرلأبسط شروط الحياة.
ولا أريد أن أُذكّر جنابكم الكريم بأنّ الأنظمة الحديثة وأغلبها بالتاكيد"كافرة"ألغت عمليات البحث عن الأصول، بدليل أن فرنسا جعلت رشيدة المغربية داتي وزيرة للعدل، مثلما وضعت بريطانيا على رأس عاصمتها لندن الباكستاني صادق خان. المشكلة ياسادة ليست في أصول المحافظ أو أمين بغداد، المشكلة الاساسية إنّ القيم الفاسدة هي التي تجلس على كراسي السلطة، فيما الحقيقة واضحة وتؤكد أنّ بغداد ليست وحدها التي تعاني من الخراب، فما جرى ويجري يعبّر عن حالة الفشل التي نعيشها منذ سنوات، أو ما يطلق عليه بالمصطلح الحديث"العبعبة"التي كان صاحبها يعتقد أنه سيلقّن دبي درساً لن تنساه لأنها مدينة من زرق ورق.
اليوم كلما تأملت وجوه أهالي بغداد المتعبة ومعهم أهالي البصرة والأنبار وواسط ونينوى أتساءل: متى أيتها المدن العظيمة،يفكّ الخراب والانتهازية واللصوصية الحصار عن جمالك، ومتى تستردين بهجتك؟

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top